“تعليم الجراد مبادىء الفلسفة”
✍ عبدالفتاح العربي – تونس :
حسب دراسة من عالم فاضل أن خير وسيلة لتحويل الجراد من حياة السلب و النهب ،إلى حياة الشرف و الإستقامة…لكن هنالك عقبات جمة تحول دون تثقيف الجراد بهذه الثقافة الفلسفية ،ذلك لأن الجراد لا يستقر لحظة واحدة في مكان واحد،فلا تكاد تتحدث إليه عن أفلاطون و تبدأ في شرح قواعد الجمهورية الفاضلة ،حتى تستهويه سنبلة سنبلة قمح ،فيتركك في فلسفتك العلوية و ينطلق إلى عالمه السفلي .
تنتقل إليه مرة أخرى لأنك تظن أنه سيمكث برهة زمنية على سنبلة القمح لتتمكن من أن تشرح له كتاب الأخلاق لأرسطو ،لكنك لا تكاد تكمل الفقرة الأولى من الفصل الاول حتى يكون قد سئم السنبلة الأولى ووثب يلتمس سنبلة أخرى .
لكن حسب دراسة للعالم الجرادي الألماني ،،ميلرقام،، بعد عدة تجارب ذكر أن في الجراد ميلا إلى فلسفة ،،ماكيافلي،، و ،،نيتشة،، و هذا يتطلب بحثا اخر و تمحيصا أكثر.
لكن هنالك عقبة أخرى تجعل من الصعب إدخال الفلسفة في رأس الجراد ،ذلك أنني جلست في خلوتي أفكر طويلا و جاءني الكشف بعد أيام و ليالي و ألهمت أن الجراد لا يفهم بعقله،بل بفمه و بطنه، و تساءلت :هل الفلسفة من المواد التي يمكن استيعابها عن طريق البطن و المعدة؟.
استخلصت كذلك أنه لابد من بحث عميق في عادة النهب و السلب عند الجراد : هل ترجع إلى البيئة ،أم ترجع إلى الوراثة و الغريزة؟. فإن كانت أصيلة في النفس ،م٦روسة في الطبع ،إذا بأي الوسائل يمكن ادخال الفلسفة في نفوس طبعت على الانتهاب و الاختطاف !.