ناقد تونسي يقدِّم قراءته النقدية لمسرحية “بائع الجرائد” في مهرجان الرياض للمسرح
الرياض – عبدالله بن صالح : استضاف مهرجان الرياض للمسرح، في دورته الأولى، الناقد المسرحي الدكتور يوسف البحري؛ للتعليق في قراءة نقدية على مسرحية (بائع الجرائد) من تأليف وإخراج فهد الدوسري، بمشاركة فرقة فن بوكس، والتي تعد المسرحية التاسعة من بين مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من ثماني مدن .
وبين البحري أن المسرحية ذهبت نحو شيئين وكأنها مغامرة من حيث ذهابها في اتجاه المسرح الموسيقي، ثم حاولت أن تدخل منطقة ثانية وهي المسرح داخل المسرح؛ الذي تضمن خمسة مشاهد دون الخوض في مشاكل ترتيبها، مشيراً إلى أن المسرحية تميزت بكونها أول مسرحية في المسرح السعودي تدخل منطقة المسرح داخل المسرح .
واعتبر البحري أن الشخصية ليست مجرد اسم فقط على اعتبار أن الاسم يعطي السمة؛ لأنها تأتي من الصراع وليس العكس، واصفاً المسرحيات بأنها تتشابه مع المعادلة الرياضية بطرح سؤال وتجيب عليه دون أن تسعى للحديث عن كل شيء؛ وفق بناء دقيق .
ورأى البحري أن الشخصية في المسرحية لم تعش صراعاً حقيقاً لعدم وجود عقبات تضمنتها المسرحية؛ باعتبار أن المسرحيين العرب لا يتقنون بناء العقبات بالنسبة إلى البناء المسرحي، فكلما تم بناء عقبات قوية سيقوى الصراع .
وتدور قصة المسرحية حول قصة الشاب (حالم) الذي يعمل في توزيع الجرائد وبيعها في أحد شوارع المدينة الرئيسية المكتظة بالسيّاح، إلى جانب الكثير من البنوك والمحلات الفخمة والمسارح التي جعلته يعمل بهذا الشارع؛ لأنه يحلم بأن يصبح ممثلًا مسرحيًا؛ لتتواصل القصة حول حبه للمسرح الذي جعله يتسلل خلسة يوميًا لمشاهدة العروض العالمية التي تعرض في مسرح المدينة الكبير، وذلك عن طريق باب خلفي بالسر؛ لأنه لا يستطيع دفع ثمن التذكرة، تلبيةً لشغفه بفن المسرح .
يُذكر أن مهرجان الرياض للمسرح؛ الذي انطلق الأربعاء الماضي، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وبتنظيمٍ من هيئة المسرح والفنون الأدائية، يهدف إلى تنشيط وتفعيل الحراك المسرحي السعودي عبر حزمةٍ من العروض المسرحية السعودية لدعم الإنتاج المحلي للمسرح .
ويستضيف المهرجان؛ الذي يستمر حتى 24 ديسمبر الجاري، في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض، دولة تونس كضيف شرف هذا العام؛ لتنشر معها عبق الثقافة التونسية العربية وفنّها المسرحي الإبداعي الأصيل .