فكر خارج الصندوق

✍ صالح الريمي :

قبل حوالي ثمان سنوات درست دورة الكايزن ويعني التحسين المستمر أو ما يسمى بمفهوم “كايزن” لدى اليابانيين، طرح أفكار مبسطة جدًا تقوم على التحسين المستمر، والتي من شأنها إحداث تغيير بطيء في العمل شريطة أن يكون مستمرًا، أي القيام بعمل شيء قليل بطريقة أفضل كل يوم، وذلك عن طريق محاولة جعل العمل اليومي أكثر تبسيطًا من خلال دراسته ومن ثم القيام بالتحسين عن طريق التخلص من الهدر..
والتحسين المستمر هو جزء منه التفكير خارج الصندوق وهو ليس أسلوب حياة يجب أن تتبناه كقاعدة للعيش أو للتعامل مع أي وضعية تواجهها في حياتك، لكنه يبقى هو منفذ للنجاة وقت الأزمات سواء في حياتك الشخصية أو المهنية بالقدرة على التعامل مع الوضعيات وحل المشكلات بطريقة غير إعتيادية..
إذًا التفكير خارج الصندوق يعني أن تدع كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانبًا لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق، وهي صفة تلازم المبدعين والقادة، لأن المبدع هو الذي يلفت الأنظار لجرأة طرحه ومعالجته للمشكلات من زاوية مختلفة.

قرأت خبر مبدع لشركة مازدا عندما دخلت الصين بقوة في صناعة السيارات وبالتي انعكس ذلك بانخفاض مبيعات السيارات في اليابان، فحولت شركة مازدا عددًا كبيرًا من عمال التصنيع إلى مندوبي مبيعات، وفي أخر العام تبين أن عمال التصنيع حققوا أرقام مبيعات تجاوزت مبيعات المندوبين المحترفين بكثير..
لقد مكنتهم خبرتهم من عرض مميزات السيارات على العملاء بطريقة أكثر إقناعا من المندوبين الأصليين، وعندما بدأت المبيعات في الارتفاع ثانية عاد العمال إلى خطوط الإنتاج محملين بمعلومات جديدة من رغبات العملاء واحتياجاتهم ، مما مكنهم من تطوير إنتاجهم ليصبح أكثر قدرة تنافسية وتلبية لمتطلبات السوق..
وممكن عمل ذلك في حياتك الخاصة بأن تفكر دائمًا خارج الصندوق، فلا يوجد مشكلة ليس لها حل طالما أنك تفكر بشكل إبداعي.

*ترويقة:*
يقول أحد مدربي التنمية الذاتية:
“من أكثر الأمور لتغيير من طريقة تفكيرك هي تغيير بيئتك أوالقيام بأشياء جديدة، كتجربة هواية جديدة غير معتادة كالسباحة أو التعرف على أناس من ثقافات وبلاد مختلفة أو حضور ورشة عمل لصناعة أخرى غير التي تعمل بها أو حتى دراسة لغة جديدة غير لغتك الأم، كل هذه الخيارات ستصنع لك عالمًا جديدًا وتستبدل العدسة التي ترى بها العالم بأخرى مختلفة”.

*ومضة:*
أن تكون مبدعًا يعالج الأمور من زاوية مختلفة لا يعني أن تكون متهورًا أو مستهترًا، فأغلب المشكلات التي ستصادفك هي إعتيادية تتطلب فقط المرونة وبعض الصبر مع تجنب إرتكاب الحماقات.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى