مابين العشق والفراق
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍ محمد ابراهيم الشقيفى :
شعرة مابين حلاوة نهر العشق الجارى وأمواج البحر المالح بينهما برزخ الفراق تسبح فيه حورية أحزاني أنها سر الأربعين ليله وصباح.
لو اعتادت العين أن تبصر النور قبل أن ترى ماديات الجسد أربعين مساء وصباح لفارقت الروح أوجاع الجراح واشتد المدح دون حاجه إلى الثناء وامتد الموج الأزرق لداخل الجوارح لتضئ المصابيح ويغتسل القلب بصفاء النور ياتى المدد بنقاء النفس البشرية دون إسقاط تختل العادات وتذهب العاهات بلا عودة فى رحلة طويلة بصحراء ليس بها أثار بعير أو أقدام دليل لتكن الحرية مهر جامح بلا لجام يعبر باسم الحب لبر الأمان أنها النهاية السعيدة ولكن هناك وجه أخر يبقى اللغز المحير فقد تنقلب الأمور بدائرة مغلقة شبه معقدة بداخلها أثار سحاب كثيف شابها الخزى وعار العشق عندما تعتاد النفس على فراق الرفيق أربعين ليلة ياتى فيها المساء بأعصار لاتحمد عقباه يحل الضباب الكثيف فتنطفأ انوار السماء تنصهر أنوار نجوم لم تعد تستنير أصابها الضيق لم ينعكس ضوء القمر على عين الحياه حلت الغيوم ولم تتساقط الأمطار رغم أصوات الرعد المرعبة لقد خطف البرق الأبصار لتعمى القلوب وتفقد الألسنة والكلام اختنقت الحناجر فذبحت الأعناق الخناجر إنها العين أعتادت على الفراق لم يعد للإشتياق سبيل لم يروى الظمأ سلسبيل الماء البارد.
مابين العشق الممنوع والقلب المخلوع جسد موجوع جروح مزقت الجوارح جنحت بالشوك أشواطا سبعة بين الضلوع
أربعين مساء والشمس لم تعد تشرق للعشاق كل صباح ويمضى الإحساس شارد بالجراح سواح
من يستطع الفراق ومن يحاول البقاء ويحتضن الحب أعتناق من يحتمل الليل الحالك فى الظلام المعتم والهم القاتل من يغلق فوهة البركان الثائر ليمضى على كثبان متحركة دون أن يغرق بين أمواجها الشائكة بإرادة حره مطلقه ومشاعر مخلصه صادقه .
وان لم تستطع التوقف اوالبقاء يكفيك فخراً شرف المحاولة أربعين ليلة فقد تأتيك فرصة ذهبية تعطيك المطلوب قد تتألف القلوب كم بقى من الزمان أربعين
ليسكن الحب نهر العاشقين ولواعتادت العين خوفا لذابت أشواق الحب والحنين قبل حلول مساء اليوم الاربعين .