مرثية الشاعر علي معشي لصديقه الدكتور/ أسعد الواصلي رحمه الله المتوفى يوم الجمعة 1445/6/2هـ
✍ علي معشي :
قل لي بربك كيف الشعرُ يرثيكا
وكيف ألقى زماناً لم يعدْ فيكا
ما أقصرَ العمرَ والخلانُ نفقِدُهم
لوكان لي من خِيارٍ كنتُ أفديكا
تلك الشقوقُ التي للحزنِ خلَّفها
ليلُ الفراقِ تُناجي الصبحَ يُبْديكا
بعد المِحاقِ تجلَّى النورُ مندهشاً
وأُشْرِعَ البابُ للأملاكِ تأتيكا
قد حان وقتُ الرحيلِ المرِّ مبتدراً
روحَ المُسجَّى ونادَى القومَ ناعيكا
لمَّا أتتْني من الأنباءِ فاجعةٌ
ما كنتُ أدري بأنَّ النعيَ يعنيكا
يا (أسعدَ) الروحِ والفرقى معذِّبةٌ
قد فارق السعدُ قلباً كان يحويكا
كم ذا قضينا من الأوقاتِ نسكُبُها
كؤوسَ حبٍّ تلاقتْ في مآقيكا
من منبرِ العلمِ أورادٌ نُردِّدُها
وكنتَ فينا عظيماً في تلقِّيكا
هذي الديارُ رفيقَ الدربِ ممحلةٌ
منذ الرحيل تُداري الدمعَ تبكيكا
جازان مجروحةُ الآهاتِ باكيةٌ
أن قد دعاك ليومِ الوعدِ داعيكا
هذا(مقابٌ)يناجي (الطِّرْفَ) يطلبه
على رؤوس الجبال الشمِّ يسقيكا
تلك الحقولُ التي قد كنتَ تزرعُها
أعذاقُها اليومَ مالتْ في مراثيكا
يابن الشيوخِ وأنتَ الشيخُ نعرفُه
وقد حباك الإله (الفضلَ) يحكيكا
وكنتَ مدرسةً في الخُلْقِ بارزةً
تسقي القلوبَ رحيقاً في نواديكا
ما أطيبَ الروحَ تَلقى طِيبَ خالِقِها
وأنت للطِّيبِ عنوانٌ وباريكا
إنَّا أقمْنا خيامَ الشَّوقِ في ولهٍ
لما رحلتَ وكان الله راعيكا
فارقدْ عليك سلامُ الله من علَمٍ
فالله ربي كريم المنِّ يعليكا
لعل في جنةِ الرَّحمن مجلسَنا
تلك المنازلُ تؤوينا وتؤويكا