غصن الزيتون
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍محمد ابراهيم الشقيفى:
كن على حذر ويقين مهما بلغت قوتك واشتد عودك لن تحرك من الجبال مقدار قنطار ولن تنعم أبداً بالاستقرار والأمان إلا بعد حلول أطياف السلام.
غصن الزيتون هو رمز يعلمه القاصى والداني والسلام يحتل مكانة مرموقة وعظيمة فى ألواح التوراة وصحف الإنجيل والذكر الحكيم إن الحق له من الأسماء والصفات مالايحصى ولا يعد ومن بينها السلام الذى من أجله يكرم الإنسان أعلموا أن الدنيا بأسرها لا تستطيع إرفاق السكينة والطمأنينة بجوار قلوب قوم يسكنها شعور الجوع والخوف
إلا بعد إلقاء التحية وأفشاء السلام وهطول أمطارا الأمان إن شعلة الحرب تدمر شموخ وكبرياء الكرامة وتسبب شرخ لايلتئم فى عظام الصدور إن الصراع ذل ومهانة وليس مهابة استعدوا للتصالح والتصافح إن غصن الزيتون لايعرف المصالح بقدر علمه بمكانة وقدر كرامات التسامح .
إن الخصام بداية الهزيمة ونهاية العزيمة لكن السلام مازل ينتعش على قيد الحياه يمتاز بعطاء الخير للمخلصين يجود على المحبين إنه أمر سهل لا يحتاج إلى تصريح بل إلى تسريح الضغينة والحقد والتنازل عن المساومات الفاشلة والأهواء الحاقدة إن السلام يلزمه بعض المهارات النفسية قبل المهنية فلو مات العقل إكلينيكيا لأصبح الجسد معطل الإحساس أشبه بقطعة من الجماد ينقصها شيء هام حتى تحيا من العدم كذلك الأمر بالنسبة لشعوب العالم دون استثناء لو طار فى سماها حمام السلام لعادت الروح إلى مقاعد الأنفس تصافح الحلم وترتدي وشاح الحرية من نسيج الحرير تتنفس الدنيا الأمل من جديد كفانا أحقادا على البشر وسخرية على الحياه إن السلام مثل سلالم المجد حينما يرتفع علي قمتها رمز المحبة وغصن الزيتون.