رسالة الى الآباء
✍ عائشه بن أحمد سويد – جازان :
لاتنتظر من أحد أن يفزع لابنائك ويناصحهم وينقذهم ، هم ضعاف جدا وبسيطون جدا وحالهم يؤسف اضعاف ! قف أنت بجانبهم وانقذهم أنت وساعدهم في وزن الأمور وتلطف اليهم ! أنت أب وكونك أب فأنت صاحب رسالة ، اوصلها اليهم بالشكل الصحيح والجيد ولا يكن همك المفاخرة والمباهاة بهم وهم بناء هش لاتدري عنه ! يتضورون ألماً مع انفسهم لشدة مايعيشونه وبين مايطلبه منهم الواقع!! وكما تسعى لينالوا الشهادات العلمية ساعدهم لينالو المهارات الحياتية فهي التي ستعينهم بعد توفيق الله على ممارسة الحياة وعيشها بصورة جيدة وكريمة ، لا تتركهم يخوضون التجارب الكبيرة بمفردهم فالحياة مرة واحدة ومخاطرة واحدة كفيلة بانهائهم لاسمح الله !، اخبرهم بتجاربك وانزل لمستوى تفكيرهم ولا تنظر لهم بأنهم كبار وفاهمين ولا تحاول أن تكون بصورة مثالية بحته امامهم ، فمن كمال الطبيعة البشرية النقص .
لو جلست معهم لتفاجأت بطفولة عقولهم وبرائتها ، فهم يرون أن المرجلة في القوة والصوت العالي وضرب الصدر لكل الأمور وأنهم كرجال مطلوب منهم أن يكونون على أهبة الاستعداد لإنقاذ العالم من الغرق ! ابناؤكم الذكور يطالبهم المجتمع وبما فيه أنتم بأن يكونوا رجال ! يريدونه حازما وهو لم يُمكن في يوم من اتخاذ قرار فيما يخصه ، يُخرس في صغره حين يتحدث وويريدونه غدا رجل يتحدث بكل طلاقة ، البناء الرجولي! للذكور لايأتي بعشوائية وعبث وترك الأمور تسير كما يراد لها !! أن تصنع رجلا للغد هذا يعني أن تبذل جهدا جبارا في منح الوقت الأكبر لابنك للتحاور معه ، أن تأخذه معك إلى مجالس الرجال التي تطرح فيها المواضيع والأخبار الجيدة ، أن تساعده في انتقاء رفقائه فهم أولي رأي شديد وحازم عليه! ، وقد يغنونه حتى عنك ، تحدث له عن القدوات في الماضي والحاضر وأنه من الممكن له أن يكون كذلك في قابل حياته ، ناقش معه كتاب وسير عظماء ، واحذر أن تركن اليه وتنفصل عنه بحجة انه كبير !
هم يفهمون كل شيء غالبا بالصورة الخطأ والغير موزونة ، لذا امنحهم الوقت الكافي ولا تركن لسنين عمرهم ولا لطولهم وضخامة اجسادهم ، أو أنهم تجاوزوا العشرين من العمر فهم مازالوا يحتاجون لمد يد النصح والعون لهم بالحب واللطافة والتهذب المتزن وطولة البال ، وتذكروا حالكم وأنتم في عمرهم كيف كنتم !!!!!! وكيف تلطف الله بكم وكيف تجاوزتم صعوبات المرحلة وكيف اصبحتم رجالا الآن ومالذي بقي لديكم في الذاكرة ..
( انشغال الأب عن ابنائه يتمٌ مضعف )