شموع فى رحاب الحب
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
محمد ابراهيم الشقيفى
يستقر بداخل البنيان مضغطة صغيرة مركز القوة وألة التحكم فى العواطف محرك البحث عن ينابيع الإحساس ثروة جمال الإعجاز المعنوى فى الهيكل البشرى ألاوهو القلب النابض هذا الشىء المدبر لشؤون العواطف رغم العواصف لايبالى جوف المخاطر يتصدى بحزم يواجه مهما كانت العواقب فكل ما يريده البحث فى داخل الذات عن أسمى معاني الحب .
وعندما يبلغ الشوق ذروته تسموا به النفس لتحلق إلى أبعد مدى فيطير بإلف جناح مثل الملاك نظرية الحب الأوحد الذى لايشكل خطراً أوهلاك يطوف بقاع العالم يصور غروب الشمس ويظل رغم إختفاء شعاعها مشرق حتى ينتهى بنا المطاف لرحيل العمر أعلم أن للحب ألقاب وأسماء شتى تدور فى مشكاة مصابيح النجوم مابين عشق وغرام أنفاس شوق وهيام يحتويها سحر الهوى يالوعة القلب الملتهب التى صنفها فرسان القلوب بعدد بحار الدنيا السبعة المرؤ يعيش كثيراً يجدف بين الأمواج يبحث عن الحلم الضائع يتألم مثل الطفل يبكي ويأن يتوجع يعبر عن هذا الحزن بوجهه البرىء يذرف الدموع حينما تتوارى عنه عيون الحب لحظة ولوكان الأمر مزحة فقد أعتاد البسمة وصفاء سريرة همسات مابين شفاها تصدر أحلى النغمات لكن الأغرب من هذا وذاك أنه قد تجمعنا الأقدار بالحب الأوحد فنعشق بشدة رغم الظروف الغامضة والقلب فى لهفة يترقب أول لقاء ولمسة يد يهمس فى خوف إلى الشوق يخشى أن يضيع كل شيء يحلم كيف يستقبل أول وأجمل نظرة فى العمر يسافر ويقطع تلك المسافات كى يقدم لها باقة ورد ثم يعود فى صمت قد بلغ مراده من السعادة ولايريد بعدها شىء.
الحب الأول والأخير لاجمع لهما أو مفرد لقد اختلطت أسماء الحب مع أمواج المحيطات الهادئة والعنيفة أمتزجت بمياه النيل العذبة فصار الحب الأوحد هو الموسيقار الذى يقود القلب إلى تاج عرش العشق لتجلس بجواره ملكة الفؤاد وشعاع الأمل ليعود الشىء المفقود ليحيا الغرام من العدم إلى ساحة الوجود الروح وقعت فى برزخ الجمال وقد تعلقت منذ زمن بعيد بالذكريات المؤلمة التى ضاع من أجلها العمر القلب موجوع يتوسط الشوق حب ودموع أخيراً لقد أضاءت الروح شموع فى رحاب الحب .
يوماً ظننت أننى قد عشقت ذات مرة شقراء ولكن مهلا لقد كنت أسيراً فى شباك جفون رموش سوداء جلدنى سوط غباء الحب وما اقترفت جريمة أوذنب بذلت الصعاب حتى أقترب من دفء الحنان لكن ذاق قلبى ألوان العذاب من المهد وأبيضت لحيتى من شدة القهر فقد نقض حبيبى العهد واليوم أنا طريد بين حصى رمال الجبال فى مهب الريح أبحث عن شىء لم يزل لقاءه فى علم الغيب لم يدرك مفاتن جماله قلب أو عقل لكن روحي المتيمة قد أيقنت من معانى حروف إسمها اللاتينى وأصلها العربى روعة جمال الأشياء إمرأة تحمل السلام والبهجة بين أول حرفين وتعزف على الثالث أوتار الدلال لبراءة العينين وقبل الحرف الأخير تمنح سرور البسمة للمعجبين.
ياظلال المغرمين من هى وهل أنا من أجل العشق مازلت حى أختلفت اللغات والعقائد والديانات ولكن اتحد الحب إن ظمأ العين للجمال قد أشتد نحن على موعد مع السعادة ليجمعنا شوق المحبة ومن أنهار العاشقين نرتوى حنين وصدق نحمل أنوار نقاء المصابيح وأضوء الشموع نطوف فى رحاب الحب حتى نستشعر أخيراً بعد العناء صور الجمال ويعود بنا الزمان لعهد جديد ونجد بين أيدينا الحقيقة ويظل القلب يعشق الحلم .
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفى
جمهورية مصر العربية