الجاسوسة الحسناء
اخطر جواسيس اسرائيل
✍ د. فايل المطاعني :
أمينة داود محمد المفتي او آنيه موشيه بيراد .
مواطنة أردنية سابقة من اصل شركسي ،غيرت ديانتها من الإسلام الى اليهودية، وتزوجت طيارا يهوديآ في النمسا، ثم هاجرت إلى اسرائيل .
( بداية التجسس )
بعد اغتيال زوجها موشيه بيراد، في عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية ( فتح) والجيش السوري ،قررت أمينة المفتي بان تنتقم لزوجها المقتول ،واختارت طريق الخيانة والتجسس وعملت بالتجسس لصالح إسرائيل ، وحصلت على ما أردت . فقد خضعت لدورة تأهيلية عالية المستوي في التجسس ،وكانت مهمتها التعرف على القادة الفلسطينيين والحصول منهم على معلومات تفيد اسرائيل.
( أمينة المفتي اخطر جواسيس اسرائيل )
تكمن خطورة هذه الجاسوسة بأنها كانت ضمن الطبقات العليا للقيادة الفلسطينية ،فهي كانت تحظى بمعرفة قائد منظمة التحرير شخصيا مما أتاح لها التعرف على الكثير من اسرار العمل النضالي الفلسطيني، وعلى يدها قتل خيرة شباب فلسطين من قادة ومسؤولين وشعراء و مناضلين سفكت دمائهم على يد هذه الجاسوسة المجرمة، لقد كانت أكثر جواسيس اسرائيل جراءة ودهاء ودقة في المعلومات التي تحصل عليها مما جعل اسرائيل تطلق عليها لقب( الجاسوسة الحسناء) صديقة اسرائيل.
كان عمل أمينة يتركز في لبنان كمتطوعة داخل المخيمات
الفلسطينية ،وتغلغلت في الفصائل الفلسطينية وتعرفت على قادة الفصائل، و تقربت منهم إلى أن حصلت على ثقتهم ،و صلت بدهائها إلى مكتب الرئيس ياسر عرفات شخصيا مثلما أسلفنا سابقا ،وحصلت منه على إذن بالدخول والخروج إلى أي موقع فلسطيني دون تفتيش فهي محسوبة على رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ،وهناك سؤال اود طرحه اين كانت الاستخبارات الفلسطينية عنها ؟؟؟! فهل يعقل جاسوسة خطيرة مثل هذه تسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب هناك علامات استفهام في هذا المجال !
(الامير الاحمر )
بدات هذه الجاسوسة ترصد قادة المقاومة الفلسطينية
ومن أهم هؤلاء القادة على الاطلاق الأمير الاحمر او علي حسن سلامة الملقب (الأمير الاحمر ) الذي رصدت أنه يتردد على فندق كورال بيتش في بيروت ،واستطاعت بالمعلومات التي تملكها أن توصل إليه وبسرعة غريبة ولكن الموساد لم يتمكن من قتله بفضل قوة حرسه الخاص (حسن سلامة مؤسس القوة 17 وقائد عملية عنتابي ) وايضا الاحتياطات الأمنية الخاصه به.
واستطاعت بالمعلومات التي تمدها لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي،احباط العديد من العمليات ضد أهداف إسرائيلية.حيث يتم اللقاء القبض على رجالها قبل تنفيذ لعملياتهم أو قتلهم .
( عملية ليلهامر الفاشلة )
أدت هذه العملية إلى لفت انتباه جهاز الاستخبارات في منظمة التحرير الفلسطينية إلى هذه الجاسوسة الخطيرة فتم القبض عليها . ( القبض على امينة المفتي)
في سبتمبر عام 1975م اعتقلت منظمة التحرير الفلسطينية الجاسوسة امينة المفتي ،بعد ان كشف أمرها اثر فشل عملية ليلهامر. فطلب ابو علي حسن سلامة او الأمير الاحمر اعدام أمينة المفتي ،ولكن ياسر عرفات رفض،وقرر أن يجري صفقة لتبادل الأسرى مع الكيان الغاصب، وهذا ما حدث بالفعل. بقيت معتقلة لمدة خمس سنوات في مغارة قرب مدينة صيدا، في لبنان حتى موعد مقايضتها بأسرى فلسطينيين وهما الأسير مهدي بسيسو و وليم نصار . و في 13فبراير 1980م تم في جزيرة قبرص وفي مطار لارنكا، عملية لتبادل الأسرى، وكانت لحظات تحبس الأنفاس وقد تم تبادل الأسرى بنجاح تحت إدارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
(العودة الى اسرائيل )
عادت أمينة المفتي إلى اسرائيل بعد أن خضعت إلى عملية تجميل غيرت فيه ملامح وجهها تمام،وانتقلت بعدها للعيش في مستوطنة كريات يام ،شمال حيفا،تحت حراسة مشددة.
( الأهل )
حاولت أمينة المفتي اتواصل مع اهلها بالاردن ولكن كل محاولتها رفضت،من قبل أهلها الذين اعتبروها في عداد الاموات .
وفي مطلع عام 1984م نشرت مجلة بمحانية العسكرية الاسرائيلية خبرا صغير يقول الخبر أن وزير الدفاع
أصدر قرارآ بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد ،التي تصدرت لوحة الشرف بمدخل الموساد وهي لوحة تضم أسماء امهر العملاء ،ويطلق عليهم الأصدقاء الذين اخلصوا لاسرائيل .
( الحنين الى الوطن )
بعد رحلة مع الخيانة و الجاسوسية و اثر توقيع الاردن معاهدة سلام مع إسرائيل، عادت أمينة المفتي إلى مسقط رأسها الاردن ولكن ظلت عائلتها في خصام معها ورفضوا استقبالها، ولكن فيما بعد تجددت العلاقة مع اهلها وقامت بزيارات متعددة لهم واستقرت في الاردن حتى وفاتها .
والشي اللافت في موضوع هذه الجاسوسة وايضا غرابته هو أنها تركت جميع أموالها إلى عائلة فلسطينية مسلمة كانت قد تعرفت عليها أثناء علاج أحد أبناء العائلة في العيادة التي تملكها في مدينة الناصرة.
ولكن رغم هذه اللفتة الإنسانية تظل أمينة داود محمد المفتي أخطر جاسوسة في تاريخ اسرائيل فيدها ملطخة بالدم الفلسطيني الطاهر …ولا عزاء للخونة والجواسيس في ارضنا العربية المباركة