اليهودية التي حكمت العثمانيين
✍د. فايل المطاعني :
( السلطانة نور بانو )
ولدت سيسيليا فينيير من عائلة أرستقراطية يهودية وقد ولدت في عام 1825م ولم يعرف الكثير عن ولادتها أو طفولتها إلا أن القول الشائع انها اختطفت على يد امير البحار خير الدين بارباروسا لتباع كجارية في قصر الباب العالي .
كانت سيسيليا تتمتع بجمال أخاذ وذكاء شديد و امتلكت لسانآ معسولآ ،استطاعت أن تسحر السلطانه خرم سلطان زوجة السلطان سليمان القانوني وام ابنه سليم لتنال ترشيح الأخيرة لتكون زوجة ابنها سليم ،استطاعت هذه الجارية الجميلة أن تسيطر على قلب الأمير سليم وعقله بجمالها و ذكائها و نباهتها و لباقة لسانها ،ومع تعلق الأمير بها ،اسلمت على يديه وهو من أطلق عليها اسم نور بانو اي سيدة النور ،وقد أغدق عليها الهدايا الفاخرة بعد أن أنجبت له ابنه الاول مراد.داحل المصيف الجبلي (بوزداغ) بمدينة مانيسا التي كان سليم حاكم لها باعتباره وليآ للعهد .
وبعد أن أصبحت السلطانة نور بانو ام لامير ينتمي إلى السلالة العثمانية الحاكمة ،بدات نور بانو الاندماج في صراعات داخل الحرملك،التي شكلت جزء لا يتجزأ من معالم الحكم في القرن السادس عشر الميلادي ،وكانت هذه الصراعات سببا في زيادة نفوذ و سلطة الحرملك،والسلطانات وتنفيذ اوامرهم دون التقيد بمصلحة الدولة العثمانية العظمي.
(تنصيب السلطان سليم الثاني سلطان للدولة العثمانية )
أدى هذا إلى زعزعة نفوذ الدولة العثمانية وخاصة بعد تراجع نفوذ السلطان سليم الثاني بل الدولة العثمانية في عهد هذا السلطان الضعيف الذي يعد واحد من أضعف سلاطين ال عثمان .
وكونت نور بانو شبكة علاقات واسعة النطاق من الجواسيس داخل القصر، وعندما اندلع الصراع بين أبناء السلطان سليمان القانوني ،حول من سيخلفه بايزيد أو سليم .
استطاعت السلطانة نور بانو بفضل جواسيسها ،تحقيق النصر لزوجها بعد وفاة السلطان سليمان القانوني 1566.
( السلطان سليم الثاني )
عرف عن السلطان سليم الثاني أنه محب للنساء والخمور ولم تكن له حكمة والده السلطان سليمان القانوني.ولم تكن القدرة أو الحكمة في إدارة اعمال الدولة الشاسعة .
وفور تنصيب زوجها سليم الثاني عرف زوجها فيما بعد باسم السلطان سليم الثاني أسوة بجده السلطان سليم الأول المسمي ياور سليم اي السلطان القاطع ولكن هذا السلطان الضعيف الشخصية ترك أمور الدولة بيد زوجته نور بانو واخته مهر ماه ( المحرمة)
واتخذ من مجلس اللهو والنساء وكان محبا لشرب الخمور ولم يكن لديه حكمة أو قدرة والده السلطان سليمان القانوني أو حزم جده السلطان سليم الأول القاطع .
وفور تنصيب هذا السلطان زاد نفوذ السلطانة نوربانو ونزعت من شقيقة زوجها رئاسة شؤون الحرملك، لتصبح نور بانو هي سيدة الحرملك بلا منازع و المتحكمة الرئيسية بأمور الدولة وذلك بفضل زوجها السكير قليل الخبرة وضعيف الشخصية،واصبحت الأمر الناهي في القصر السلطان ( اليهود والسلطانة نور بانو )
اخطر دور لعبته هذه السلطانه هو تقريب اليهود من السلطان سليم الثاني ،وهذا دور للاسف غفل عنه صناع التاريخ و المؤرخون حيث لعبت نور بانو دور خطير جدا في تقريب اليهودي الدوق جوزيف ناسي دوق جزيرة ناكسا ،بالسلطان سليم الثاني واصبحوا بفضل نور بانو أصدقاء مقربين مما مكن هذا اليهودي من طرح أول مشروع لتأسيس دولة يهودية لليهود في فلسطين،وكان هذا الحدث قبل وعد بلفور المشؤوم وزير خارجية بريطانيا ووعده لليهود بوطن قومي لهم في فلسطين.
ولكن بفضل الله والصدر الاعظم الوزير ( رستو لولو محمد باشا ) الذي كان هو الرافض لهذا المشروع والحقيقة تقال لولا وجود هذا الصدر الأعظم الهمام لانهارت الدولة العثمانية بسبب ضعف شخصية السلطان سليم الثاني وتحكم زوجته واخته به!
( وفاة السلطانة نور بانو )
في عمر السادس والستون توفت السلطانة نور بانو ويقال انها توفت بالسم ،وتوصف هذه السلطانة الجميلة بأنها اجمل سلطانة عرفتها الدولة العثمانية