رسالة متشابكة الحروف
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍محمد ابراهيم الشقيفى :
أحياناً يكتب القلم كلمات غير الإحساس المقصود أو يتحدث اللسان وهو كاذب لايعرف الوفاء بالوعود وقد تتكلم العين بلغة السحر والكل قد يخطئ لكن القلب الممتلئ بالحب يستشعر الصدق دون الحاجة إلى حديث فى الملأ يدور إنه يحسن القول فى همسات صمت الوجود.
قد تأتينا رسالة خاصة على الجوال غير واضحة المعالم ويعتذر صاحبها عن بعض الحروف المتشابكة ويقر أن بينها لفظ غير مقصود إنه كاذب بلا عذر ومضلل يختلق الأكاذيب مخادع بارع إرادته مسلوبة وحركته مشلولة لكنه يمتلك قلب يضخ المشاعر بعنف إنه الحب مولود جديد فى أواخر ربيع العمر قد يتجاهل البعض الأمر ويظن أنه قد تدارك الوضع فى هدوء دون أن يحدث نوعاً من الضوضاء ولكن هناك شىء مشترك لايسمح بالتعليق إنه خيال مسحور فى بلورة الحب مشغول بشروق الشمس الكل يحاول البعد عن حرب خطيره أسمها الذات الضائعه التى تبحث منذ عقود عن أحضان الأمان رسالة يقرأها القلب بين أه وجرح هزت كيان الروح وابتعد من أجلها النوم وترك الجنون بين الجفون رسالة محملة بالقرب والعذاب كلمات بين حروفها الغزل وقطع من شمع العسل حتى الثناء ملفوف بطعم الخجل ماأجمل الحب حينما يوجد بين شريانه الحلم متعلق برداء الأمل .
تتساءل النفس من شدة القلق هل هذا عرض مفاجئ أم عشق باق دائم ويسمح للقارئ بمرافق الرسالة واضحه لاتحتاج الى تفسير قالت حبيبى والكلمة عليها علامات التغير والتنوين لم تأتى بين الكلام مجردة من أنسجة الجمال لكن بها زيادة جعلتها مبهمه مثل سحاب الركام نعم حروف متشابكة رسالة مفبركة وكلمة بها حرف زائد العين ناظرة عندما كتبت حبيبتى وخاطبتنى بالتاء المؤنثه هى حقا حبيبتى وقد أتت فى ظروف غامضة أنا فى أشد الإحتياج إليها رغم قدوم العاصفة الصامتة .
لقد أبهرت عينى رسم الحروف المتشابكة ولو كانت حبيبى بها تاء زائدة عذرا يا عذراء فإن رسالة الأقلام جاءت منصفة .