الأصول الإجتماعية لمقولات الفهم

✍د/آمال بوحرب – تونس :

يؤكد دوركايم على موضوعية الظواهر الاجتماعية وضرورة النظر إليها ومعالجتها على أنها أشياء أو وقائع قائمة بذاتها فهو تأكيد على أن البعد الفكري الذي كان سائدا في علم الاجتماع حين كان يعني بالتصورات بدلاً من التركيز على الأشياء و على أن الغاية الأساسية لعلم الاجتماع هي تحقيق الموضوعية وأنه مثل عالم في العلوم الطبيعية والذي يفترض أنه يرتاد ميدان غير معروف وغير مكتشف وحينما يقوم العالم بإجراء بحثه على هذا النحو فإنه يستطيع أن يتعرف على الظواهر من خلال ملاحظة الظواهر الخارجية الملموسة مثل الولاء الديني والمكانة الزواجية ومعدل الانتحار.. ويؤكد دوركهايم أن هذه الظواهر التي أمكن إدراكها عن طريق التحليل المتعمق لها إنما هي بمثابة انعكاس لظروف اجتماعية معينة فإن معدلات الاكتئاب قد تصور انخفاض درجة التضامن الاجتماعي في مختلف أنماط الجماعات وأهمّ ما استحدثه سبينوزا في هذا السياق ونتيجة لهذه النظرة إلى الإنسان هو أدراجه ضمن الظواهر العلمية الخاضعة للبحث والتحليل والبحث كما قال في مقدمة الباب الثالث من الأخلاق: «كما تُبحث الخطوط والمسطحات والأجسام» أي أن الهدف من علم الأخلاق وهو من أبواب علم الاجتماع ليس الوعظ والإرشاد فقط إنما الدراسة والبحث والفهم فنَقَل بذلك الأخلاق من مجال ما ينبغي أن يكون إلى مجال ما هو كائن وهذا ما نعنيه بدور المفكر والباحث وهو الارتقاء ولكن اذا وثقنا في تعريف هايدجر بأن ” التطابق لا يمكن أن يكون إلا بين شيئين متماثلين في الشكل والطبيعة”فكيف يمكن أن يكون الفكر مطابقا للواقع وهما مختلفان؟!!

Related Articles

Back to top button