القافلة الثقافية في طبعتها السادسة لجمعية الإزدهار الثقافي و الفني

محمد غاني _  الان نيوز


نظمت السبت 09 ديسمبر 2023 جمعية الازدهار الثقافي و الفني وهران تحت اشراف رئيسة الجمعية السيدة ” ونان فتيحة ” القافلة الثقافية و الفنية في طبعتها السادسة بالمعلم الأثري ساحة الثيران وهران بغرض إحياء أمسية ادبية مع شعراء و فنانين بمناسبة أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960


حيث كانت نقطة انطلاق حافلة القافلة من ثانوية لطفي حاملة مجموعة من الشعراء من ولاية وهران و خارجها تتقدمهم ضيفة الشرف المجاهدة عائشة التي اتاحت فرصة سانحة الشعراء من اجل فتح حوار معها حول مسارها الثوري ضد الاستعمار الفرنسي و قد قرا الشعراء سي الهاشمي بن سمير والعربي لزرق المدعو الهواري و بن حلول مجاهد و نونة مكي و فشفوش ياسين و مصطفى ادريس و سليم طيبي و هواري مداح و امحمد بلغالي الى جانب الشاعرتين المتالقتين مريم بودهري و فاطمة الزهراء بالحميتي قصائد صبت في معظمها في الغرض الوطني كما تألق الفنان محبوب الوهراني في عزف مقطوعات موسيقية اضفت على المشهد متعة اخرى طرب لها ركب القافلة التي لقيت إستحسان مسؤولي المعلم الاثري ساحة الثيران هذا المعلم التاريخي الهام الواقع بحيث الامير خالد الذي يعد من أكثر المعالم التاريخية جلبا للزوار من مختلف الفئات و الاعمار من كافة ولايات الوطن و الاجانب في حركة سياحية دائمة و دؤوبة و حلبة الثيران الضاربة في عمق التاريخ الجزائري من حيث القدم و الهندسة و الأحداث و التضاهرات هي تحفة لا يمكن لزائر او سائح اجنبي او جزائري في خضم تواجده بمدينة وهران ان يستغني عن التمتع بزيارتها و الوقوف على معالمها الاثرية الناطقة باسم حقبة تاريخية شهدت تضاهرات رياضية و ثقافية و فنية ابان الاستعمار الفرنسي كان أبطالها في الغالب المصارعين الاسبان الذين سعوا كمستوطنين لبناء الحلبة الاولى افريقيا و الوحيدة في الجزائر و الأكبر من حلبة برشلونة باسبانيا تزخر الى اليوم بحركية سياحية و ثقافية كبيرة توليها لها المؤسسة العمومية لحديقة التسلية وهران فماهي حلبة مصارعة الثيران ” لاكوريدا”” بالمختصر المفيد


بنيت الحلبة سنة 1906 و فتحت ابوابها الى مصارعة الثيران سنة 1910 بطلب من المستوطنين الاسبانيين ابان فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر مستقطبة بذلك اكبر ابطال و مشاهير لاكوريدا الى عام 1959 لتستقبل في عام 1960 أبطال التزحلق على الجليد مع فريق هوليداي في تضاهرة كبيرة عرفت باسم الليالي الزرقاء كما عرفت بطولات في كرة القدم و المصارعة الحرة إضافة الى حفلات موسيقية لكبار الفنانين و عروض فنية مختلفة اخرى و بعد الاستقلال تعرضت الحلبة الى الاهمال و في سنة 1918 أعيد لها الاعتبار و اصبحت معلما تاريخيا و متحفا فنيا و ثقافيا هاما فحلبة مصارعة الثيران بوهران دون منازع تعد من أهم المعالم الكبيرة حيث تبلغ قدرة استيعابها الى 14000 متفرجا


في بداية افتتاحها عملت بقدرة استيعاب 4000 متفرجا ثم ارتفاع استيعابها الى 10000 سنة 1954 بعد عمليات التجديد التي مست مدرجاتها و تتواجد حاليا بها محلات مهنية تضم الكثير من الحرفيين و الفنانين التشكيليين الذين يقدمون خدماتهم لغرض فني و هو ما جعل الاقبال على زيارة الحلبة يتضاعف بسبب بعض الفعاليات و المعارض التي تنظم من حين إلى اخر و للاشارة تتميز حلبة لاكوريدا ببناء هندسي فريد في افريقيا و يشبه حلبة نيم في فرنسا و موسياو ليكورون في إسبانيا و قد تم بناؤها بالحجارة التي جلبوها من ” كوشة الحجر ” ( راس العين) وذلك لميزتها بجلب الهواء الطلق المنعش كما تتميز ساحتها باحداث رجع الصوت من كل الجهات و تشع باحاتها و بهوها بالضوء كما ان مدرجاتها عبر طوابقها الثلاثة نوجد بها سلالم توصل الى أعلى الحلبة و تجعل الزائر يطل على مدينة وهران كمن يطل من أعلى برج و لاتزال أثار قرون الثيران وهي تنطح الابواب بادية الى العيان كما عندما يفتح الحارس باب غرفة الثور و يذهب صوب حلبة المصارعة يراقبه من ثقب بالباب الذي ينغلق عليه فيتجه فقط الى ساحة الحلبة و هذه كلها دلالات على اتقان هندسة بناء فريد من نوعه علما بأن المؤسسة المشرفة عليه تضع في خدمة الزائر مرشدين ملمين بتاريخ الحلبة لشرحه له فلا يخرج الا بفكرة شاملة عن هذا المعلم الاثري الكبير الذي يستحق كل الاشادة و الذي كان الوجهة الاولى للمشاركين في العاب البحر المتوسط و قامت بزيارته وفود من الرياضيين الاوربيين كالاسبان و االبلغاريين و الفرنسيين و الايطاليين و في هذا الصيف تقوم عائلات بزيارته من مختلف ولايات الوطن و قد التقت صحيفة نبض العرب وهي في ضيافة الحرفية فاطمة ربيعي بمحلها عديد العائلات من ولايات بسكرة و البيض و تلمسان و الشلف و غيرها التي تجمشت عناء السفر من اجل زيارة وهران و حلبة مصارعة الثيران كمعلم تاريخي لابد من زيارته كجزء من برامج السياح المتوافدين بقوة هذا اذا لم نتحدث عن العائلات الوهرانية التي تفضل الاتجاه الى المعلم يوميا لاستحضار الذكريات و الراحة من الهموم خاصة في ظل الخدمات العالية و الاستقبالات الراقية و الشروحات الوافية للمسيرين و الادلاء المختصين


Related Articles

Back to top button