جفون الشمس تقتلع الكراهية
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍ محمد إبراهيم الشقيفي:
إنتهت المرافعه وأغلق معها باب العتاب ورفعت الجلسة دون تعقيب أو عقاب ثم حجزت الدعوى للحكم وكان القرار مسبباً بالإجماع إعطاء فرصة للحبيبين وعرض الصلح قبل لقاء الوداع فقد تكتب الأقدار أن يعود الحب عفيا إلى رعيان الشباب فيلبس جلباب الثقة وينزع من الداخل والخارج جذور الكراهية ونوايا الصمت القاتل ليعم السلام .
إننا أمام محكمة لقضاة الرحمة وبين منصة القضاء خصام قلوب مزقها العشق تحاكم بتهمة الخيانة الكبرى وعدم الوفاء مقيدة من غير أغلال حتى لاتتأذى أنامل اليد ويسكن الجسد إحساس المرارة والجفاء .
المشاعر المقدسة المحاطة بالعهد والميثاق الغليظ تذوب داخل دوامة القلق لو اتصلت بأدوات الشك فنجد أنفسنا أمام ألوان شتى من العذاب ويد تحاول البطش قبل أن تطالب بالحق ونرى عيون تنهمر منها دموع تفيض بالود وهى تحمل فى آن واحد ملامح الكذب وبراءة الصدق ترفض المصالحة وقبول الأعذار صدمة من قطرات الفرح والشجن مع حاله يسودها التوتر والجدل توصف بالعبث تتصارع فى لغط كبير مع روح إنسان يحمل الوجع يخشى من قدوم المحن أين جفون الشمس
كى تقتلع الكراهية
مشادات كلامية حادة وسريعة لكنها حاصدة بكل براعة لجوائز الهجر والفراق والنفس فى غفلة تسبح في قاع كأس الغيرة مع باقيا الأشواق والروح التى كانت مطمئنة الآن ترفرف من الغيظ تمشى حافية المشاعر على صفيح ملتهب ترقص عارية على أسنان الجمر وقد مزقت أوردتها رماح الكذب وسيوف الأشواك وسهام سوء الظن بأرض النفاق .
والآن قيثارة القلق والمحن تعزف فى صخب الحياة سيمفونية الأوجاع مع سخرية القدر تتصارع وتبارز الحب تريد أن تقتبس شعله النور من بين جفون الشمس ليعود إلى الأرض سر السعادة وتستمر الحياه .