(الطير المسافر)

✍مرشده فلمبان – عضو هيئة الصحفيين السعوديين بمكة :

أقسى أنواع التوجع تعودت وجودإنسان
معك.. أدمنت صوته.. ملأ حياتك حركة وضوضاءََا.. وحيوية.. فجأة تشاء مقادير الله عليك بالفراق.. عمن تغلغل حبه في خافقك… هي
جلست والدموع كحبات المطر تغرق خديها.. والآهات الموجعة تكسر فؤادها.. وتقطع نياط قلبها..
خمس سنوات في عمر حبها معه لم يبتعد عنها لحظة واحدة.. ملتصق بتلابيب قلبها.. ياللهول كم هوالفراق مؤلم!!
في آخر ليلة من ليالي الحب.. جلست بجواره تتأمل وجهه النقي وهومبتسم حيث احتفل به أحباؤه.. وأمسوا يلتقطون له ومعه صورََا تذكارية.. وهومغتبط ولا يعلم لماذا هذا الحب والإهتمام منقطع النظير.. الكل يعانقه.. ويذرف الدموع لأجله.. الكل يقبله قبلات وداع حار..
وتلك السيدة المسكينة يتقطع فؤادها لوعة وحرقة..
انتزع منها حبيب فؤادها.. فلذة كبدها يسافر بعيدََا عنها..
هاهو غارق في فرحته بالحفاوة.. وسيل من الهدايا حوله.. ولايعلم المسكين أنه مفارق نبع الحنان.
نفسية منهزمة.. شعور مؤلم جدََا يجتاح فؤاد أم لاتعلم متى تكتحل عيناها برؤية حبيبها مجددََا.
هكذا خلا البيت من صوته.. وأغنياته.. وضوضائه.. ومازالت بقاياه متناثرة في غرفتها..
ستمضي بها الأيام.. وتسرع في خطاها وهي تلهث خلف أمل في مجاهل الدنيا المؤلمة.. هوذا حال البشر يتأرجح بين أفراح وأحزان.. فراق ولقاءات.
أرجو أن لا ترهقها أحداث الزمن.. وتفتك بها صراعاتها..
أخالها حين تمضي بهاقوافل اللحظات.. ويزورها طيف طائرها بين سكون الليل.. تبتلعها أحاسيس موجعه.. في سويداء قلبها أمل للقائه..
هي تستودعه عند الله الذي لا تضيع ودائعه.. ويحفظه الرحمن من شرور الدنيا.!!!