بوح الزمن في رحلة العمر
✍ علي المالكي – محافظة أضم :
تلك حقبة من الزمن تفوق الخمسين عاماً بدأت منذ الثمانينات الهجرية لا زال معها ذلك الرجل يعيش بعضا من تفاصيلها منذ أن بلغ الخامسة من العمر حين بدأ مرحلة الوعي وكيف عاش تلك الحياة البسيطة بدءا من مرحلة الطفولة مع الوالدين واهتمامهم به في حياة صعبة وشاقة تتخللها رحلة البحث عن العيش والاستقرار ثم الانتقال الى كنف الجد والجَدة الذين يقتاتون على الزراعة بعد وفاة الوالد رحمه الله وغفر له لتبدأ بعدها مرحلة الإدراك بعد دخول المدرسة تحت رعاية كريمة في كنف الخال الوالد الذي نشأ على يديه وتعلم منه مايعني له الكثير في ريعان شبابه من عزة النفس ودماثة الخلق وطيب المعشر مقرونة بخصال الصدق والامانة والتواضع وحب الخير وحسن التعامل ليكتسب منه صفات لاتعد ولا تحصى هي وقوده طيلة حياته وبقية عمره ، فحقيقة لم يجد ما يعبر به عن تلك المرحلة كون والده توفى و هو في طفولته المبكرة إلا أنه وبفضل من الله تعالى عليه لم يشعر باليتم الذي مرَّ على كثير من أقرانه لما وجده من رعاية واهتمام من الجدّان الوقوران غفر الله لهما وجزاهما عنه كل خير وما قدماه له من حب وتضحية وحنان وشفقة مرورا بخاله الذي تعلم من الكثير الذي أحسن تربيته ووفر له كل سبل العيش حتى بلغ سن الشباب ليبدأ معها رحلة العمل والكفاح بعد أن أضحى مُعلِما حيث كانت صفحة جديدة من الحياة تتمثل في ارتباطه الوظيفي والعائلي إذ أنه تزوج في سن مبكره وأصبح أبٍ لطفلٍ ليستقل بأسرته والسير في الحياة بما أنعم الله عليه من وافر النعم الا أن تلك المنعطفات لايمكن أن ينساها أو يتناسها لأنها صنعت منه رجلا يحلم بصنع الكثير لنفسه وأسرته ليتحقق منها البعض ولايزال ينظر الى المستقبل بطموح عالي معتمدا في ذلك على توفيق الله تعالى ودعوات والدته وأبناءه وأقرباءه .