عديد الإشارات و العلائم المبكرة ظهرت منذ الطفولة لتؤهلني للكتابة

ضيفة الآن نيوز الكاتبة الروائية الكبيرة " شهيناز الصباغ"

حاورها محمد غاني


من الشخصيات الأدبية الكبيرة و المثيرة للجدل الكاتبة الروائية الشهيرة برواية ” النسل اليهودي” التقتها جريدة ” الان ” و اجرت معها حوارا حول مسارها الأدبي و عن  رواية النسل اليهودي  التي فاقت اعتاب الشهرة  لتعرض في العديد من المناسبات الثقافية الوطنية و العربية و تنفذ من رفوف المعارض و البيع بالتوقيع بسرعة وصفها النقاد بأهمية الرواية ادبيا و ثقافيا انها الأديبة الروائية ابنة جوهرة المغرب العربي الكبير مدينة تلمسان ” شهيناز الصباغ” .


الآن نيوز : قبل أن نغوص في اعماق الحوار  يسرنا ان نلتمس ورقة تعريفية بالكاتبة المتألقة ” شهيناز الصباغ”


الكاتبة شهيناز الصباغ : انا من مواليد 4 جانفي 1992بولاية تلمسان متحصلة على شهادة البكالوريا في اللغات الاجنبية سنة 2012 بثناوية مفدي زكرياء و متحصلة على شهادة ليسانس في اللغة الإنجليزية جامعة ” ابو بكر بلقايد ” بتلمسان سنة 2016 و دبلوم في تعليم اللغة الإنجليزية (english for didactics)من نفس الجامعة سنة 2018 و حاصلة على شهادة في الترجمة من incluent تولوز فرنسا سنة 2022 و أشغل حاليا في منصب مديرة و استاذة في اللغة الإنجليزية في مؤسسة (abc languages)مؤسسة تعليم اللغات الاجنبية



الآن نيوز : ما هي بداية ارهاصاتك الأولى في الكتابة ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : بداية اود ان أشير الى ان الأمر لم يحدث من قبل الصدفة فقد كان هناك العديد من الإشارات و العلائم منذ طفولتي المبكرة فأنا لازلت أتذكر نوع النشوة و السعادة الغربية التي كنت أشعر بها و انا استمع الى القصص الشعبية التي كانت ترويها لي قريبتي و أنني ان كنت استعيد في غير وضوح ذكرى تلك القصص الشعبية الا اني أتذكر انها كانت تؤثر على عقلي كأشد الإغراءات اغراء فبالنسبة لي لم تكن ابدا مجرد قصص بل بدت لمخيلتي البريئة انها عوالم تغريني لإكتشافها و اعتقد ان تلك القصص عملت على تحفيز خيالاتي الأولى ثم كان ذلك السرور اللامتناهى الذي كان ينتابني اثناء قراءة الروايات العالمية خاصة. البوليسية و المرعبة منها فقد كنت اشعر بحماس طاغ واستمر ذلك الشعور معي على الرغم من عجزي للتوصل للسبب و مع ذلك اني لا اتردد في الاعتراف اني اصبت بحمى معرفة القائل اوالمسبب للاحذاث وليس بالقراءة بحد ذاتها حمى الم لم اشف منها قط ومع ذلك و بالرغم من ذلك الشغف الا انني اود ان اذكر ما نفعت الذكرى انني اخترت في مساقي الدراسي امرا مغايرا الا و هو اللغات الاجنبية و بالأخص اللغة الإنجليزية و استمر الٱمر على هذا الحال عدة سنوات الا ان حدثت تلك التجربة وان اول ما يتبادر الى ذهني الآن ان تلك التجربة الصعبة شكلت انعطافا كبيرا في مسار حياتي فأنا ارجح أنني ترجمت سلسلة المشاعر السوداوية المفزعة التي عايشتها منذ سنتين و بهذا يمكن القول ان التجارب الشخصية تؤثر في كتابات اي كاتب بل توجيهه فقد يحدث احيانا ان يجد الكاتب نفسه دون ان يشعر يكتب عن الاحاسيس و الترسبات و المكنونات المستقرة داخله و حدث معي ما جعلني اريد ان ادون كل شئ فكما قال سارتر في سيرته الذاتية:كان هناك من يتكلم داخل رأسي و اراد ان يترجم على ورق هناك مقولة رائعة تحضر الآن الآديبة الأمريكية لوري هالسون اندرسون فهي تؤكد ان الكتابة تحتاج ان تكتب عن العواطف التي تخافها أكثر و فأعتقد ان فكرة رواية ” النسل اليهودي” ماهي الا اسقاط لما حدث معي في 2016 او على الأقل اعتقد أن الأمر بدأ من هناك ان هناك ان لم تخني ذاكرتي اعترف انني لم اتخيل يوما ان يكون لدي سبب في البحث عنهم لحد الساعة و لا استطيع التحديد هل كانت مجرد صدفة ام حتمية مطلقة لتجعلني ادرك وجودهم عندما سمعت عنهم اول مرة في الجامعة رفض عقلي تقبل فكرة وجودهم و من المفارقات و على رغم من رفض عقلي فكرة وجودهم الا اني اندفعت للبحث عنهم أعني جازما ال.ج.م.ع.ا.ت.ال.س.ر.ي.ة و اعتقد ان ذلك كان كافيا لإيقاظ فضولي و بغرض اشباع هذا الفضول فيما بعد بدأت البحث في خلفياتهم التاريخية من حيث طقوسهم و رموزهم السرية و اخيرا اسباب ظهورهم وبعد بحث طويل و بطريقة مخيفة ادركت ان ما يجمعهم جميعا في الحقيقة غامض و مثير وقبل كل شئ مخيف فقد ادركت حقيقة الأزمنة منذ بداية الخلق الى الوقت الحالي

حيث  تعتبر الكتب السماوية و القادة الروحيين حروب تغتال الملوك فهم دائما ما يملكون اياد خفية تتسبب في حروب تغتال الملوك و في سبيلها تندلع اعظم الحروب و تسقط العروش و الواقع اني وجدت الديانة اليهودية تتربع على قائمة الجامعيات السرية لذلك قررت الكتابة على الأمر ضمن رواية غموض ممزوجة بطابع تاريخي ديني


الآن نيوز : مشاركاتك في الملتقيات الأدبية المحلية و الوطنية و الدولية  و ماهي أهم الشهادات و التكريمات و الجوائز في ذات المجال ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : كانت لي مشاركة في ملتقى ادبي في ولاية تلمسان تحت عنوان اقرأ اما الشهادات و التكريمات فتحصلت على تكريم من معرض الكتاب الوطني في وهران ضمن جمعية آثار العابرين للثقافة و الادب ايضا تكريم من دار الفكر العالمية و تكريم آخر من جمعية اتحاد الكتاب الجزائريين اما بالنسبة للمشاركات الدولية للأسف لم تسعفني الظروف لحد الساعة للمشاركة


الآن نيوز : هل  طبعتي  مؤلفات و ما اهمها قيمة و ثراء؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : تعد رواية النسل اليهودي اول عمل ورقي نشر و الحمدالله و بعد النجاح الذي لقيه العمل تمت طباعة كتاب واحد تحت عنوان( let’s learn English together) اي دعونا نتعلم اللغة الانجليزية معا و هو كتاب مصاحب ممتاز لتشجيع الطلاب و دعمهم لتحسين لغتهم الانجليزية مصمم للمبتدئين ليتمكنوا من توسيع مفرداتهم و تركيبات الجمل


الآن نيوز : رائع و ماهي آفاق مشاريعك الأدبية و ما اهمية انجازاتك الأدبية بالنسبة للقراءة و المقروئية؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : حاليا اعمل على كتابة رواية أخرى و لكني لا أحبذ الحديث في التفاصيل الا جانب تحضير سلسلة من الكتب الانجليزية اما عن اهميتها فسلسلة موجهة لطلاب المدارس تعمل على تغطية النقاط الرئيسية لمفردات اللغة الانجليزية و قواعدها و ذلك بأنها تحتوي على امثلة و تفسيرات واضحة جدا في تناول متعلمي اللغة الانجليزية للمبتدئين و السلسلة محددة بوضوح بالنسبة للمتعلم حتى لو كان الطالب اقل ثقة في اللغة الانجليزية و هي ستكون بسيطة في الاسلوب و التصميم و التخطيط و الاهم من ذلك هي تتماشى مع المنهج الدراسي الجزائري (الجيل الثاني) و لكن مع منظور جديد و غير تقليدي


الآن نيوز : ما علاقاتك بالوسط الأدبي و الثقافي و الجمعوي و تأثرك و تأثيرك ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : ان علاقة الكاتب بالوسط الأدبي و الثقافي و الجمعوي علاقة جدلية يفرضها الوسط فالأدب لا يكون ادبا الا في ظل شروط اجتماعية محددة فالأديب المنتج للعمل الأدبي هو البدء و الختام و هو فاعل اجتماعي قادم من مجتمع معين و الملتقى المفترض لهذا المنتوج الأدبي/الإجتماعي هو فاعل اجتماعي آخر اما عن علاقتي فقد فرضت علي الظروف نوعا من الالتزام فأي اديب ملزم بقضايا مجتمعه التي تعد جزءا من يومياته الطبيعية اما بالنسبة للتأثير فأعد اعمالي ثمرة حتمية تؤثر في الجيل و ستظل تؤثر في المستقبل بمشيئة الله


الآن نيوز : كيف ترين واقع القراءة و مشكلة المقروئية في بلدك الجزائر و الوطن العربي؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : الأزمات في الوطن العربي تتراكم ببطء و بدون تغير و بطريقة بائسة تتربع ازمة القراءة على عرش الأزمات فأمة لا تقرأ تعاني من أزمة حادة و صريحة مع القراءة فشعار خير جليس في الآنام سقط في هوة سوداء فمجتمع يعاني من فكرة أزمة خبز لايهتم بالحرف و قصعة طعام أهم من جملة مفيدة و المواد الغذائية صارت مهمة بكثير من اي قصة او رواية و رغم سخافة هذا التفكير الا انه موجود و بشكل كبير عند الاغلبية حتى لا نظلم الأقلية و لا يدرك الجاهل الذي يفكر على هذا النحو انه لن يجلب لحياته سوى المزيد من البؤس و الفقر فمن المرعب ان يكون معدل القراءة عند الانسان العربي ست دقائق في السنة مقابل ستة و ثلاثين ساعة للإنسان الغربي و بالتالي يصدر الناشرون العرب سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب!…. و الجزائر هنا للأسف لا تشكل اي استثناء من القاعدة رغم كثرة المعارض و الرواد عليها و ملتقى القراءة و الذي جاء تحت شعار “القراءة في مواجهة الاكراهات”الا انه بالنتيجة معدلات الاقبال على القراءة الورقية قليلة مقارنة بالالكترونية و الحقيقة ان القراءة فعل مكتسب موروث قبل ان يكون فطريا لذلك لا بد من الانطلاق من الاسرة يقول الكاتب شيشرون “بيت بلا كتاب كجسد بلا روح”والواقع ان المشكلة تعود الى غياب الاحساس بأن القراءة تشبع احتياجا حقيقيا للقارئ نتيجة لإهمال الأسر غرس عادة الاطلاع في نفوس الصغار قبل الكبار يقول”ميخائيل نعيمة”عندما تصبح المكتسبات في البيت ضرورىة كالطاولة و السرير و الكرسي و المطبخ عندئذ يمكن القول بأننا اصبحنا متحضرين و اختم بنصيحة لمن يتبع الادب و لمن اراد ان يقرأ ليكن غرضه من القراءة اكتساب قريحة مستقلة و قطر واسع و ملكة تقوي على الابتكار فكل كتاب يرمي الى احدى هذه الثلاث فإقرأه


الآن نيوز : لماذا منعت رواية “النسل اليهودي” من التداول لدى اوساط خارجية و حتى جزائرية


الكاتبة شهيناز الصباغ :  للاسف الشديد و الحق انني اعترف انه لطالما وجدت ان المقارعة و المناورة ضمن الثالوث المحرك”الدين” و السياسة و الجنس مثير للإنتباه بل هو ما يمنح الرواية العربية اكسير الحياة فهناك مقولة رائعة تقول بأن كلما كسر طابو حدث شيئ جيد و كفك تنادي بأن تطرق الكتب الرأس كالفأس بل ان سيوران يقول الكتابة الحقيقية تحرك الجراح و نيتشة يقول ان الكتابة خطر وانا اؤمن بهذا تماما فالإبداع الحقيقي بمتد على الخيال لا يقبل ان يقيد بقيود و مع ذلك لم اكن غائبة بكتابة هذه الرواية و الماسس بهذه المخدرات او المحرمات فحل ما كنت اطمح اليه هو نقل تلك الخواص العقلية التي كانت تسيطر على الورق و صنع الفتنة او إثارة الجدل و لذلك الرواية خلاص المعرض الدولي “سيالا” و لا زال ينطوي في نظري تحت اقصى درجات التعجب و لم يولد لأجد له لحد الساعة تبريرا فقد فوجئت بأن الرواية صودرت و منعت من المشاركة مع ان الرواية لا تتعارض مع السياسة الداخلية للبلاد و لا تمس الاخلاق و العادات و لا تمس الدين بشكل غير لائق و لكن الادعاء صرح انها تتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء و مع ذلك لم اتحصل على أي وثيقة تثبت مزاعمهم الخالية من المصداقية و بالرغم من اني طالبتهم بوثيقة واحدة تبرر سبب المنع او على الاقل مناقشة مع اللجنة حول محتوى الرواية و لكني و بكل آسف لم اجد منهم اي اذان صاغية و الرواية تحتوي على 496 صفحة و مع ذلك للرقم لا تحديد للأسباب التي في سبيلها صودرت الرواية و قد يتبادر لذنهك أن هذا العمل قد منع من التداول لأسباب دينية بحثة ككلامه عن الاسباط الاثني عشر وعن هيكل سليمان بأرشليم القديمة او بقصة تضحية ابراهيم عليه السلام والقرابين البشرية و لكن الواقع أن العمل منع لأسباب سياسية بحثة فبعد تفكير ليس بالطويل اتضح لي أن سبب ذلك المنع المفاجئ لم يكن مجهولا بالنسبة لي بل بدأ اني طرقت بتلك الرواية على بعض الرؤوس التي لايجب ان تمس و علق العديد من رواد فايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي أن سبب المنع هو العنوان ” النسل اليهودي ” او بالاصح كلمة اليهود لكن مايجهله العديد منهم أن اليهودية مجرد ديانة توحيدية قديمة و اقدم الديانات الابراهيمية فهي التعبير عن العهد الذي اقامه الله مع بني اسرائيل ،و اسرائيل الذي هو النبي يعقوب بن اسحاق بن النبي ابراهيم عليهم السلام ورد ذكره في كتاب الله تعالى في العديد من اياته باسم اسرائيل في موضع واحد حيث قال الله تبارك وتعالى (كل الطعام كان حلا لنبي اسرائيل الا ماحرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) ان الرموز السياسية التي لا يجوز المساس بها هي الصهيونية ، الصهيونية التي ظهرت للعالم على انها مجرد فكر ايديلوجي وطني سياسي يدعو إلى انشاء وطن قومي لمجموعة دينية اجتماعية وهي الشعب اليهودي ،لكن اهداء كل ما في الامر بعيدا عن التفكير القائم بالخرافات والسخافات كما يراه العالم المادي الجديد كيف لأقلية من الناس ان تحكم العالم كيف ل6,1 مليون يهودي ان يسيطروا و تتحكمون في العالم اقتصاديا وسياسيا والاخطر اعلاميا والاغرب أنه خلال كل العقود الماضية اقوى الشخصيات فيه منتسبة الى جمعيات تقوم على السرية والرموز وهي تعترف بذلك وتتشبث به ولكن اذا كانت الصهيونية مجرد فكرة ايديلوجية فلماذا تعتمد على منظمات تتصف بالسرية والغموض التسديدي خاصة في شعائرها….؟


الآن نيوز : اذا كان كذلك فباي منظور تطرق العمل؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : العمل تطرق الى الصهيونية من منظور تاريخي ديني ضيق و ذلك خوفا من التجاوزات لذلك فالعمل يصنف ضمن الغموض البوليسي وليس عملا سياسيا او نقديا


الآن نيوز : ما أهميته رواية النسل اليهودي ” لديك ولدى الاوساط المثقفة والوطنية والتحريرية في الجزائر و الوطن العربي ؟
الروائية شهيناز الصباغ: اعترف ان الحشرية العلمية والتقييم الذي رافق “شعب الله المختار” منذ القدم هوما تسديد للبحث عنهم ،فالكتب التي تحذثت عنهم والتي قرأت منها الكثير لم تشف غليلي ، فلما لفت انتباهي ان كل ماكتب او نشر عن اصحاب السبت ماهو الإ نتاج احكام مسبقة او اراء لاتستند في مطلقها الى وقائع حقيقية وعلى ذلك وبدافع التقصي والاطلاع المعرفي وليس بجهله عقلي ولكنه واضح لقلبي واخذ برأي مقولة الرواتية الامريكية الافريقية توني موريسون “انه اذا كان هناك كتاب تريد قراءته ولكنه لم يكتب بعد ، فيجب عليك كتابته” وهكذا اذا علمنا ان دوافعي لكتابة هذه والرواية موجودة بالفعل وهي كافية ووافية ومع ذلك سأحاول ان اشرح لك اكثر عن السبب الذي جعلني أكرس الكثير من وقتي وهو عامين ونصف لأكتب هذه الرواية ،الحقيقة التي لايأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها ان يستحيل ان نكتب عن اصول السحر دون التطرق الى اليهود ، ذلك ان الباحث في العهد القديم يجد ان اكثر الشعوب القديمة التي مارست السحر ولازالت تمارسه لحد الان هم اليهود تحت اسم العلوم الخفية ،فقد استمد اليهود الكثير من افكارهم ومبادئهم من الفلسات الباطينية الغنوصية المحرفة والسحر فمن يقرأ القسم الثالث من القهر القديم الكتب او أسفار الحكمة يدرك تأثر اليهود بمعجزات سيدنا سليمان عليه السلام المنحدر من سبط يهودا ، كما يظهر تأثرهم بالسحر واشتغالهم به جليا في الايات المذكورة في القرأن الكريم سورة البقرة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( واتبعو ماتتلو الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ومأنزل على الملكين ببابل هاروت وماروث مايعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من احد الا بإذن الله ويتعلمون مايضرهم ومالاينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ولبئس ماشروا به انفسهم ولوكانوا يعلمون)

اما بالنسبة للأوساط المثقفة والوطنية التحررية في الجزائر والوطن العربي فأنها تدرك خطر اليهود فالاغلبية واعية والاقلام التي غيرت العالم الجديد هي أقلام يهودية بإمتياز فكارل ماركس داميل دوركايم و دورين هي اقلام استخدمت في القضاء على الاديان فأصبح لاقداسة للدين فهم يظهرون الانبياء مظهر الدجالين كما فعلوا مع نيتشه الذي يتهجم على المسيحية واخلاقها مما يتفق وربح اليهودية وتاريخها فهم يعملون على افساد العقول في كل انحاء العالم فرويد هو الاخر كان حريصا على تشويه الدين في كتابه “موسى والتوحيد” و هو اخر كتاب صدر له أن اليهود تدرك اهمية الاقلام في تغير الحركات السياسية و الفكرية والاقتصادية على عكس الوطن العربي والجزائر التي لا تزال تعتبر كلمة اليهود ضمن اي سياق لغوي تهمة يجب المحاسبة عليها


الآن نيوز :  ما الراهن الثقافي في الجزائر و الوطن العربي ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : ان الواقع الثقافي حاليا للأسف يكتسيه الجمود الفكري والتقلص العقلي و تراجع العقل الاجتهادي و سيطرة الثقافة النصي و رفض الاخر كل هذه الظواهر تكشف بمرارة عن مقدار ماأصاب المجال الثقافي العربي من خراب هائل ان الثقافة في تعريفها الاسجى هي كل مايتبقى حين يتم نسيان الانسان اما الواقع الثقافي اليوم في الوطن العربي والجزائر لايعد وان يكون ترفا متقطعة لاتتعدى المناسبات و ان بناء مجتمع مثقف في رأيي لايكون بتدشين المؤتمرات والمعارض والندوات وغيرها من هذه المظاهر الثقافية على الرغم من اهميتها في اغناء المشهد الثقافي وتغذية المجتمع الا ان اسهامها يظل ضعيفا ومحدودا مالم يتم الالتفات الى المثقفين والعمل على توفير كل الاسس التي تكلف لهم الانتاج المثمر المستثمر فقيمة تلك الفعاليات تتحدد بما يصلها من علاقات بالمثقفين الذين يشكلون رافدا اساسيا يحفظها من النضوب والجمود


الآن نيوز : تلمسان اشعاع ثقافي وادبي متوهج كيف تلجين فيه ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : لطالما اعتبرت مدينة تلمسان مقرا للثقافة والفنون فقد سطرت في صدر التاريخ مضيا فكريا وثقافيا وسياسيا عريفا و كان لي من الحظ الوفير ان أولد واعيش وسط ولاية تحظى بزخم وتنوع ثقافي عريق كان له دورا اساسيا في بناء شخصيتي وميولي الادبية فقد ترعرعت في مدينة عريقة تمتزج الحضارتين الاسلامية والاندلسية


الآن نيوز : بالعودة الى ” النسل اليهودي” ماهي اهم القراءات النقدية والاعلامية فيه ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : الواقع ان القراءات النقدية في الادب لها دور فعال في توجيه وتقويم الكاتب فهي حلقة ضرورية لاكتمال الدورة الابداعية المتكونة من الكاتب والقارئ والناقد وانا أرى ان الساحة الثقافية اليوم احوج ماتكون الى نقاد حقيقيين اعتقد أن اهم القراءات النقدية التي تحصلت عليها رواية النسل اليهودي والتي افتخر بها شخصيا هي الناقدة والمفكرة المصرية السيدة ليلى ابو النصر من المنصورة و من الصفحة الشهيرة على انستغرام لما كللها السيد أحمد بن علي bookreview ،اما بالنسبة للتغطية الاعلامية فقد حظيت الرواية باهتمام العديد من الجرائد منها جريدة الشروق المصرية الصحافي أحمد علي وجريدة الحياة لسارة سعيداني وجريدة الوسط المغاربي للاستاذ بونيف المسعود و جريدة بركة نيوز وجريدة الأن للأستاذ المراسل الصحفي محمد غاني و جريدة الراية عبد الوهاب الدسوقي و جريدة اليمامة للصحافي عبد الله و جريدة الصوت الأخر للأستاذ رفيق موهوب كما حظيت الرواية بإهتمام اذاعة تلمسان


الآن نيوز : لماذا ينفذ البيع بالتوقيع بسرعة ومامعناه عندك واين شاركت به على العموم ؟


الكاتبة شهيناز الصباغ : اولا اعد الامر توفيقا من الله سبحانه وتعالى و الواقع ان الامر لم يكن متوقعا مطلقا ذلك ان سياسة البيع بالتوقيع في الجزائر يعد مجرد تقليد ثقافي بحاجة الى تشجيع ،لنكن موضوعيين فعل قراءة في الدول الغربية يعتبر رديفا للحياة اما بالنسبة للمطالعة في الدول العربية عامة والجزائر خاصة لايزال في مراحله الصعبة فالمشهد الثقافي للأسف مازال يعاني إلى الان و توجد بعض حالات الجمود في تلك القاعدة كما اعتقد ان المنع جاء لصالح الرواية فكما يقولون كل ممنوع مرغوب فمنع الرواية في المشاركة في المعرض الدولي سيلا جعلها تلاقي اقبالا جماهريا كبيرا وايضا ان الرواية تناقش العديد من المواضيع الحساسة كحقيقة المنظمات السرية و اسفار موسى الخمسة المقدسة في التوراة و التلمود الفلسطيني والبابلي وغيرها من الأمور التي قد ترغب كل انسان شغوف بالمعرفة للاطلاع عليها اما عن معناه فأنا كاتبة مبتدئه ولم ينشر لي اي عمل سابقا فرواية النسل اليهودي تعد تجربتي الاولى في عالم الادب وكل الردود الايجابية والاستحسان الذي يطول الرواية لحد الساعة يعد نجاحا وتوفيقا أشكر الله عليه واعده تجربة مثمرة ذلك اني لامست وعيا جديدا وفضولا محمودا لقراءة انواع جديدة مختلفة عن الموروث السائد سواء من حيث شكل الطرح او التيمات ولربما هذا ماجعل رواية النسل اليهودي تحصد ذلك الاقبال وهذا يدل على ان ذائقة القارئ الجزائري قابلة للتجديد و قد شاركت بالرواية في جلسة بيع بالتوقيع مع دار الفكر العالمية في كل من ( غزوات و مغنية و بلعباس ) كما شاركت أيضا في جلسة بيع الكتاب في معرض الكتاب الوطني في وهران ضمن جمعية أثار العابرين للثقافة والادب و شاركت في جلسة بيع الكتاب ضمن جمعية اقرأ في مؤسسة عبد الحميد بن باديس


الآن نيوز : اتينا الى نهاية الحوار الشيق و الكبير فماذا تقولين في الختام؟


الكاتبة شهيناز الصباغ :اود ان أشكر جريدة الٱن لإتاحة الفرصة للتحدث عن روايتي عن النسل اليهودي و الشكر الخاص للأستاذ غاني محمد و كل ادارة الجريدة على اتاحة المجال لي للمشاركة و التشجيع من خلال هذا الحوار الراقي اتمنى لك مزيدا من الابداع و التألق وكل كلمات الثناء تصمت خجلا امام ما تقدمه جريدة الٱن من جهد متميز و عمل دؤوب لأجل دعم الكتاب دمتم موفقين وداعمين للفكر الراقي



نبذة موجزة عن رواية النسل اليهودي:

تدور الرواية حول علاقة اليهود بالسحر ضمن اجواء غامضة مرتبطة بجريمة قتل و اختفاء مريب و عائلة كئيبة و يتم سرد الوقائع من طرف فيروزة الفتاة التي يتخلل حياتها العديد من الاحداث التي تحمل في طياتها الكثير من الغموض و التفاصيل المثيرة للإستغراب التي لا تجد لها تفسيرا منذ طفولتها الى ان الأكثر غرابة هو الكابوس الذي ظل يتراءى لها اثناء نومها ولمدة خمس سنوات و في سبيل فك اغوار الأسرار التي تستكنف حياتها بين حيرة و خوف تلجأ فيروزة الى استاذ في دراسة الديانات السماوية لكي يفهم الأحداث الغريبة التي تجرى مع فيروزة يدرك الأخير ان عليه العودة الى البداية….لكن اين تكمن تلك البداية بالضبط ؟


يكتشف الاستاذ ان الكابوس الذي ظل يطاردها يخص الفتاة المخفية التي ادعى الجميع انها هربت مع رئيس الخدم اختفت الفتاة و ظل لغزها قائما كما هو لمدة خمس سنوات يتم العثور على رئيس الخدم جثة هامدة و هذا ما يجعل القصة تتحول الى اكثر من مجرد اختفاء لكن كلما حاول الباحث في تاريخ الديانات السماوية كشف العلاقة بين فيروزة و تلك الفتاة المختفية كلما ادرك ان الامر ليس مجرد كابوس عادي او مصادفة بل يعتقد ان لما حدث مع فيروزة و اختفاء الفتاة بتلك الطريقة علاقة بشئ شرير مهما كان فهو يتعلق بتشفير يهودي و رموز و الغاز و لكنه لايدرك انه بذلك يعرض نفسه لكثير من المفاجٱت و المخاطر


تبحث الرواية في تاريخ بني اسرائيل و تركز على الالغاز و الرموز التي اعتمدها اليهود منذ القدم في اخفاء أبشع اسرارهم (الحكمة السرية)و تتطرق الرواية ايضا من خلال شخصية الاستاذ في تاريخ الديانات السماوية “عبد الوهاب”الى اظهار حقيقة الكتب اليهودية (الصورة الزوهار الثلمود)من خلال تفكيك مجموعة من الرسائل المشفرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى