الفنان الجزائري بن عمر ديبون ضيف حوار مع سمير

«الرهان» كان تجربة جميلة، وكان لي الشرف أن التقيت بفنانين متميزين

• حاوره: سمير تلايلف


🔸 الفنان بن عمر ديبون أهلا بك معنا من خلال فضاء ثقافة نيوز الجزائرية وجريدة الآن المصرية، أولا سنتحدث عن البدايات، أرشيف حياتك أخبرنا أنك قبل دخولك عالم الفن كنت رياضي في كرة الطائرة، حدثنا عن تلك البدايات وكيف انتقل بن عمر الرياضي من كرة اليد إلى عالم الفن؟


• بن عمر ديبون: مساء الخير أستاذ سمير، لي الشرف أن أكون ضمن صفحتكم «ثقافة نيوز الجزائرية» الناشطة والتي أتمنى لها التألق والنجاح والإستمرارية في دعم الثقافة عامة.
فعلاً كنت لاعب كرة الطائرة، والتي دخلت عالمي منذ سنة 1984م مع فريق جامعة تلمسان في بداية مسيرتي الرياضية ضمن فئة الأصاغر، ثم انتقلت إلى فريق وداد تلمسان سنة 1985م والذي واصلت فيه مسيرتي التي كانت ناجحة إلى أبعد حد، حيث تم استدعائي إلى الفريق الوطني صنف أصاغر، ثم صنف الأشبال ثم الأواسط، وكان لي الحظ أني شاركت في البطولة الإفريقية في جزر موريس وأحرزنا من خلالها اللقب الإفريقي سنة 1988م، ثم لعبت بعدها البطولة العالمية في اليونان سنة 1989م واحتلت الجزائر المرتبة 11 عالميًا في هذه البطولة، كما شاركت في عدة تربصات خارج الوطن من خلال الدورات الدولية على غرار فرنسا، بلجيكا، جمهورية التشيك، بولونيا ….، كما حققنا مع فريق وداد تلمسان لقب كأس الجمهورية سنة 1987م.
جئت الفن صدفة حيث من خلال تنقلاتي مع فريق وداد تلمسان لإجراء مقابلات البطولة كنت أقوم ببعض المقالب الطريفة مثل تقليد الأصوات، فكان أصدقائي يغوصون في الضحك وحتى المدرب الذي حدثني مرة حين كنا في قسنطينة وقال بالحرف الواحد أنه سيكون لي شأن في التمثيل، يومها ضحكت كثيرا لأنني لم أكن اهتم بالفن تماما، حتى في المنزل كنت أحب مشاهدة الحصص الرياضية ولا أحب أي برنامج آخر، واصلت على هذا المنوال حتى في يوم من الأيام كان هناك حفل زفاف لأحد الجيران في حينا، وكان حضور كبير لأبناء الحي، من بينهم الأخ يحلى مراد الذي كان شاعرًا آنذاك، فبعد فترة الموسيقى والرقص جاء وقت العشاء، وفي تلك اللحظة أخدت الميكرفون وبدأت أقلد بعض الأصدقاء وبعض الشخصيات الرياضية، والكل كان يضحك ويمرح، إلى أن تقدم نحوي الأستاذ يحلى مراد وعرض علي فكرة تكوين فرقة مسرحية، سخرت كثيرا في الأول ثم مع مرور الوقت وجدت نفسي مهتما جدا بالجانب الفني، حيث اكتشفت عالم آخر.


🔸 لو قلت لك مسرحية «حراڨة» ومسرح براقي، بماذا أُذَكِّرك؟


• بن عمر ديبون: تبقى من أجمل وأروع الذكريات، لحظات لا تنسى للأبد، لازلت أتذكر ذلك الجمهور الغفير الذي أحبنا وأحببناه كثيرا، والنجاح الباهر لتلك المسرحية المعبرة عن أحلام الشباب، فعلا هي ذكرى لا تنسى، أحيي من هذا المنبر كل أعضاء تلك الجمعية التي قدمت لنا الدعوة للمشاركة في ذلك المهرجان، أذكر منهم الممثل عثمان والشاعر الطيب والخلوق والمتميز الأستاذ حسين ندير، حفظهم الله جميعا.


🔸 بعد ذلك توالت المشاركات المسرحية، لتنتقل إلى السينما والتلفزيون، فقد كنت أحد الوجوه البارزة تلفزيونيًا وسينمائيًا، حدثنا عن أهم المشاركات التي تعتبرها محطات مهمة في مسيرتك الفنية؟


• بن عمر ديبون: بدايتي مع عالم الصورة والكاميرا كانت من خلال مشاركتي في حصة تلفزيونية بعنوان «قافلة 2000» للمخرج أحمد زكرياء، وهي حصة تتناول مختلف المعالم التاريخية والأثرية والثقافية لكل مناطق الوطن، حيث في كل عدد يسافر بنا البرنامج إلى مدينة معينة لينقل للمشاهد أهم معالمها وتاريخها، جسدت من خلالها دور حارس من الحراس الزيانيين في مدخل المنصورة، ثم انطلقت في هذا العالم الذي أحببته كثيرا لأجد نفسي أتقمص دور في فيلم فرنسي جزائري سنة 2006م وهو الفيلم السينمائي cartouche guouloises للمخرج مهدي شارف، ثم بعدها كانت لي مشاركة في المسلسل الشهير «جحا العودة» للمخرج عمار محسن سنة 2010م.
في سنة 2011م نظمت الجزائر تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، فكان لي أدوار من خلال عدة أفلام وثائقية كفيلم «سيدي أبي مدين شعيب» للمخرج يحي مزاحم أين جسدت دور الوزير، كما شاركت في فيلم «زهرة تلمسان» للمخرج بن صالح مع فرقة الأمجاد لوهران.
كما كان لي كذلك دور في مسلسل «حسناء» للمخرج علي عيساوي، ودور في مسلسل «عبد الحميد بن باديس» للمخرج عمار محسن.
كانت لي أيضا أدوار سينمائية أخرى من خلال فيلم le pêcheur marrin للمخرج جمال عزيزي، وفيلم الملكة الأخيرة للمخرج Damien onouri، وفي فيلم la route d istumbul للمخرج رشيد بوشارب الذي كان باللغة الإنجليزية لأول مرة.
يجدر الإشارة أنني كنت موزع في فيلم «بن بولعيد»، حيث كان لي دور رئيسي ليتم تغييري في آخر لحظة، تلك الحادثة أثرت في نفسيتي كثيرا حيث شعرت بحسرة كبيرة في ذلك الوقت.


🔸مؤخرا كان لك دور في مسلسل «الرهان»، حدثنا عن هذه التجربة، وكيف وجدت التعامل مع المخرج المصري محمود كامل؟


• بن عمر ديبون: «الرهان» كان تجربة جميلة، وكان لي الشرف أن التقيت بفنانين متميزين، والعمل بجانب المخرج المتألق محمود كامل كان فريدا من نوعه، حيث يركز على الحركة والتمثيل السينمائي، وإعطاء الحرية التامة للممثل.


🔸 ندخل الآن عالم وواقع الفنان الجزائري، بحكم تجربتك، هل الفنان الجزائري يستطيع العيش من فنه في الجزائر؟


• بن عمر ديبون: مستحيل، خاصة في الغرب الجزائري، كما أن الفنان لا يعمل طيلة السنة، هي فرص من خلال شهر رمضان، حتى الأجر الذي يتقاضاه الفنان من خلال هذه الأعمال زهيد ولا يؤمن له الحياة الكريمة.


🔸 لكن هناك من الفنانين من يتقاضى مبالغ خيالية مقابل دوره في مسلسل رمضاني والأمثلة كثيرة، ماهي المعايير التي يلجأ إليها المنتج لكي يعطي فلان أو فلانة مبلغ خيالي، فيما يقسم بعض الفتات إن صح التعبير على بقية الفنانين؟


• بن عمر ديبون: المبالغ التي تتحدث عنها هي من نصيب …….. والفتات من نصيب ……..، والفاهم يفهم.


🔸 بالحديث عن واقع الفنان في الجزائر، وصتلنا أخبار أن الفنان بن عمر ديبون يعاني من أزمة سكن، بحيث لغاية كتابة هذه الأسطر لازالت تقيم في شقة للإيجار لا تليق للعيش الكريم، بهذا الخصوص، حدثنا عن حالتك الإجتماعية وكيف تقضي أيامك في هذه الشقة؟



• بن عمر ديبون: بالفعل هذا هو الواقع المر الذي أحاول مرارا الهروب منه من خلال ممارستي الفن، وهو في الحقيقة هروب مؤقت لأنني أعود إليه دائمًا، على كل حال هو البيت الوحيد الذي أستطيع تسديد إيجاره رغم تدهوره، حيث عند سقوط الأمطار تنقطع الإنارة من خلال قطرات المطر التي تتساقط على عداد الكهرباء، كما يصبح البيت مسبح، حتى بالوعات الصرف الصحي أكرمك الله تسد وتنغلق، ضف على ذلك الشقة لا تحتوي على حمام، فأولادي محرومين حتى من أبسط الأشياء، الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
رغم أنني أودعت ملف السكن في تاريخ 04 أوت 2007م وكانت هناك عدة حصص سكنية سنة 2011م و2013م و2018م، لكنني لم أتحصل على شقة، لست أدري لماذا، لا أطمع في أي شيء الآن إلا بسكن محترم لعائلتي حتى يستطيعون التمتع بالعيش الكريم كباقي البشر.


🔸 ماهي الرسالة التي توجهها في هذا الخصوص من خلال منبرنا؟


• بن عمر ديبون: أتمنى من الله عز وجل ثم من المسؤولين النظر إلينا بعين الرحمة ويمنحونني سكن في أقرب الآجال ما دام الإنسان حي يرزق، وحتى يكون للأبناء الصغار كرم العيش، فهم لم يطالبوا أكثر من هذا، مع أن الوالي السابق أعطاني الموافقة شفهيا بمنحي سكن ولكن بعد أسبوع تم تحويله لولاية سعيدة، كما أن رئيس الدائرة السابق على دراية بوضعيتي ووعدني كذلك بسكن الصيف الماضي لكنه أحيل على التقاعد.
أنا في انتظار الفرج عن قريب إن شاء الله، وهو الأمل الوحيد الذي تعيش عليه عائلتي.


🔸 طريق الفن صعب، حين ترى وضعية الفنان وما يعيشه من معاناة، هل تندم أنك اخترت هذا الميدان؟


• بن عمر ديبون: لا بالعكس، الفن أحببته وأحبه كثيرا، فمن خلاله عرفنا رجال غاليين على قلوبنا من فنانين وكتاب وصحفيين وأناس عاديين أحبونا، ربحنا شعبية لأن حب الناس هي نعمة من نعم الله، فلولا الفن لما عرفتك أنت كذلك.


🔸 إذن لنزرع جرعة فرح وأخبرنا عن أعمالك المستقبلية، وماذا سينتظر الجمهور من الفنان بن عمر ديبون؟


• بن عمر ديبون: سأشارك مع الأستاد يحلى مراد في التحضير لعرض مسرحي جديد مقتبس عن الكاتب توفيق الحكيم، وهناك عملين الأول تلفزيوني والآخر سنيمائي.


🔸 ممكن تطلعنا على عنوان العملين وبعض التفاصيل لصفحتنا؟


• بن عمر ديبون: معذرة ليست لدي تفاصيل كثيرة عنهما، لكن أعدك عند درايتي الكاملة بالأمر سأطلعك على كل التفاصيل.


🔸 قبل أن نختم لابد من هذا السؤال، أنت ابن مدينة تلمسان، في رأيك ألا تستحق أن يكون في تلمسان مسرحا جهويا لكي يحتضن مواهب المدينة، ويكون منارة ووجهة للفنانين من كل حدب وصوب؟


• بن عمر ديبون: هو حلم كل فنان في الولاية، لكن يبقى الأمل أن تتحصل مدينة تلمسان على مسرح جهوي في أقرب الآجال، كان هناك كلام كثير خلال سنة 2011 من خلال احتضان الولاية تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ولكن لا أدري لماذا لم يجسد هذا المشروع.


🔸 الفنان بن عمر ديبون وصلنا النهاية حوارنا، أتمنى لك التوفيق في مشوارك وأشكرك على سعة صدرك لأسئلتنا، في الأخير أترك لك كلمة الختام، فقل ما تشاء.


• بن عمر ديبون: شكرا جزيلا على هذه الإلتفاتة الطيبة، وشرف كبير لي أن أكون ضمن صفحتكم المحترمة والناشطة، أتمنى لك كل النجاح والسداد والتألق والتميز في مسارك المهني، دمت متألقا وناشطا حفظك الله، وتحياتي لكل الزملاء والأصدقاء والأحبة في كل مكان.
لكم مني ألف تحية والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى