((نوبات الغضب وآثارها ))
✍ شيخة الدريبي – الإحساء :
جميعنا نعاني من نوبات الغضب بين الحين والآخر، هل سألت نفسك يومًا ما هي آثار الغضب على الجسم فيجب أن تعرف أن نوبات الغضب المتقطعة قد لا تشكل خطرًا على صحتك، أما الغضب المستمر والشديد قد يترك آثارًا كبيرة.و تؤثر نوبة الغضب الشديدة على صحة القلب بشكل كبير، حيث يُعتقد أن خطر الإصابة بنوبة القلب يتضاعف بعد نوبة الغضب بساعتين تقريبًا.ومن هنا يجب أن نعرف الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالغضب والتعامل معه بدلًا من تجاهله وتراكم الغضب بداخلك ممى يؤدي للأنفجار ..
كثيرًا ما نشتكي في حياتنا من النّاس يتملّكها الغضب ويتحكّم في أفعالها وتصرّفاتها، ويعتبر الغضب حالة تعبير عن مشاعر إنسانيّة كامنة اتجاه مواقف معيّنة تستثير الإنسان وتحفّزه للقيام بردّ فعلٍ معيّن يتّسم بالشّدّة وغالبًا ما يترافق مع الغضب أعراض جسدية مثل احمرار وجه الغاضب وارتفاع نبرة صوته بحيث يعرف النّاس ذلك عليه فيقال غضب فلان فبدا عليه ذلك. إنّ أسباب الغضب بلا شكّ كثيرة، فالإنسان قد يغضب بسبب اعتداء أحدٌ من النّاس عليه بالسّبّ أو الضرب أو الإيذاء، او بسبب رؤيته موقف معين لا يرضاه والكثير من السّلوكيّات التي تثير في الإنسان مشاعر الغضب ..
لذلك لا بد أن نبحث عن وسائل وطرق تعيين الإنسان على التّخلص من مشاعر الغضب كالتّخلق بأخلاق الإسلام والتّوجيهات النّبويّة في ذلك،
نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب وهذا يدلّ على أهميّة كبت المشاعر وكظم النّفس كما دلّ النّبي الكريم على وسيلة تؤدّي إلى التّخلص من الغضب أو تخفيف آثاره منها قوله عند رؤية رجلٍ تملّكه الغضب إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما فيه من غضب وهي قوله أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم، كما أرشد النّبي الكريم أمّته إلى اللجوء للوضوء كعلاج لحالة الغضب، إذ أنّ الغضب من الشّيطان، والشّيطان خلق من نار، والنّار لا يطفئها إلا الماء،..
وكذلك توجيهات نبويّة في أن يجلس الغاضب إذا كان واقفًا، ويضطجع إذا كان جالسًا حيث تؤثّر تلك الحركات على حالته وتمنحه السّكون والرّاحة التي تخلّصه من مشاعر الغضب السّلبيّة، وأن يتذكّر أجر كاظم الغيظ عند الله سبحانه وتعالى، فقد وصف جلّ وعلا المتقّين بأنّهم يغفرون إذا غضبوا بقوله تعالى: (وإذا ماغضبوا هم يغفرون). فعندما يتخيل الإنسان الحالة التي يكون عليها بعد سكون غضبه من ندم على ذلك، وكذلك أن يدرك الإنسان أنّ الغضب لن يغيّر شيئًا أو يقدّمه بل إنّ الصبر وكظم الغيظ يصنع في نفوس النّاس العجائب ويشعر الإنسان بلذّة وقرب من الله تعالى بعفوه عن النّاس وبمقابلته السّيئة بالحسنة..