الإعلام و الإعتدال بين أتباع الأديان
✍دلال حمود بن نادر :
الإعلام نافذة يُشاهد منها العالم، و له الدور الأكبر في توجيه القرار و تسليط الضوء على الآراء المتباينة و عرض مجمل أخبار الطوائف و الديانات و الأحداث ، منذ قرابة المائتين عام عند إصدار أول صحيفة عربية ، كان الدور الأكبر لها كونها تعرض الأخبار الجيدة و المُسيئة أحياناً بين ( مُكرٍ و مُفر) متبادلةً أطراف الأفكار ذات التوجه المتحيّز.
لذلك باتت قضية الاختلاف في الديانات و الطوائف في الإعلام هي قضية مسؤولية اجتماعية بحتة تنبع من توجه الصُحف و أصحاب المصالح في نشر خطاب الكراهية إعلامياً في سبيل خدمة اجندة يسيرون وفقها ، أحياناً يظنون بأنهم متخفّون وراء ستار و هم واضحين كوضوح الشمس .
في زمنٍ أصبح فيه الكل حاملاً للعِتاد يمتلكُ منبراً من هاتفه، يبني ويهدم من الأفكار قصوراً أو ملاجئ لأصحاب الرؤى الهدّامة، باتت ثقافة الحوار شبه معدومة و التطرف و الكراهية مُعلنة عبر خطاب يُلقى أمام العلن و المُتلقي صامتاً و لا دور له سوى المُشاهدة.
و لأن الإعلام السعودي أصبح نقطة إرتكاز العالم ، أصبحت كتابتنا بلغة رؤية السعودية لـ 2030 التي تبنت العديد من المبادرات و المراكز لنشر السلام في العالم أجمع ، أبرزها المركز العالمي “إعتدال” لمحاربة الفكر المتطرف ، و مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان، و يأتي ذلك لتعزيز الأهداف الإنسانية النبيلة التي تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيقها إسهاماً منها في إقرار السلام العالمي ونشر ثقافة الحوار والاعتدال ونبذ خطاب التطرف ، مما شكل قيمةً مُضافة و نهجاً إنسانياً للتواصل بين الشعوب و ترسيخ لقيّم التعايش والتضامن الإنساني المشترك و مناهضةً لخطاب الكراهية والتطرف للوصول لحياة تُمكن البشر من العيش عليها آمنين بلا ذُعر و اضطراب و وضع حد لإساءة استخدام الدين لتبرير القهر والعنف والصراع.
الكل مسؤول و الكل يمتلك القدرة لتوقيف خطاب الكراهية سواء كان على الصعيد الشخصي البسيط بين شخصين ، أو كان على صعيد الإعلامي الصريح امام الملأ ، في الثورات و الحروب جاءت بعض خطابات كراهية مُحرضةً و مخادعةً لتجنيد أصحاب الأقلام والعقول المأجورة , فلا تستهين ببضع الكلمات فالأفكار تُبنى عَبر قانون قوة التكرار ، ختاماً لنا دور كبير في التأثير على الإعلام و الأخبار و المواضيع كوننا نمتلك المنبر و قادرين على جذب ونبذ كل ما نشاهده ، فلا نؤخر دورنا و تأثيرنا ولا نحسب أننا جُرُمٌ صَغير , و بنا أنطوى العالم.