محمد غاني _ الان
أحيت زوال أمس الأحد 22 أكتوبر 2023 دار الثقافة و الفنون زدور ابراهيم القاسم لولاية وهران مناسبة اليوم الوطني للصحافة بتنظيم احتفالية قدمت فيها الصحافية من جريدة الجمهورية المتقاعدة منذ أسبوعين السيدة زهرة برياح محاضرة قيمة تجاوب معها الجمهور النوعي الذي أرتاد قاعة بختي بن عودة بقوة من اجل مشاطرة الأسرة الاعلامية احتفالاتهم بعيدهم الوطني و لم يبخل الحضور العريض باسداء أسمى عبارات الاحترام و التبريكات للصحافية المتقاعدة حديثا بعد انهائها لمحاضرتها التي اختصرت فيها ماهية السلطة الرابعة و مهنة الموت و المتاعب يقولها ” أحيت الأسرة الإعلاميةاليوم الوطني للصحافة الذي يصادف 22 أكتوبر من كل سنة، بعدما تم إقراره في 2013، في رمزية لتعزيز حرية التعبير وتخليدا لتاريخ صدور أول عدد من جريدة “المقاومة الجزائرية” سنة 1955، الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني.
واليوم الوطني للصحافة جاء كاعتراف بتضحيات أجيال من الصحفيين الجزائريين منذ الثورة إلى مرحلة ما بعد الاستقلال والبناء والتشييد مرورا بالعشرية السوداء ، فالتعددية كلها مراحل عكست تضحيات الأسرة الإعلامية كل عبر منبره.
لتتوالى بعدها المكاسب التي جاءت لتثمن أكثر دور الأسرة الإعلامية من خلال الإعلان عن جائزة رئيس الجمهورية يوم 3 ماي 2015 بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، تكريسا للمهنية و الاحترافية في الأداء الصحفي و تثمينا لعمل الصحفيين ودفاعا عن المكاسب الإعلامية وما قدمته في سبيل الوطن والمهنة وازدهار المجتمع الجزائري .
و قدم مراسل جريدة الان الاستاذ محمد غاني مداخلة بعنوان ” تحديات و فرص التغطية الإعلامية في عصر الرقمي “، حيث جاء فيها و من تجربتي الخاصة ، فإن التغطية الرقمية ترتكز على مهارات الصحفي في الميدان وهذا بعدما يجري دورات في هذا الاختصاص مع خبراء في الإعلام الإلكتروني، فعندما تكون في الميدان ، تغطي الخبر في حينه من خلال كتابة الخبر القصير و الذي يحمل كل المعلومات المطلوبة أو للخبر العاجل بكتابة واضحة و بسيطة تصل للملتقى، إضافة إلى تغطية الموضوع مرئيا عن طريق تسجيل فيدو أو أخذ تصريح للمنظمين أو القائمين على النشاط، و بعد ذلك يقوم الصحفي بتركيب الفيديو مع إضافة التعليق أو بدونه حسب الحدث .
فيما يخص الذكاء الاصطناعي ، فلقد تم إقامة بالجزائر العاصمة مؤخرا ملتقى حول الموضوع حضرته الأسرة الإعلامية بكل مشاربها ، و ذكر المختصون أن بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن كتابة مقال ببساطة بعدما تعطيه الفكرة لكن حسب تجربتي الطويلة بين الصحافة المكتوبة و الإلكترونية، فإن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوض قلم الصحفي، بفكره و تحليله للحدث الذي يغطي مجرياته، فهو قبل كل شيء انسان له عقل و فكر و مهما كان الذكاء اصطناعيا، فالانسان هو من أبدع وجوده .
من جهة ثانية، إذا أردنا حقا أن يكون أمننا الإعلامي قويا لابد من الرفع من مناعته ليس بمضادات حيوية تمليها الأعياد الوطنية و العالمية لحرية التعبير بل لابد لرسم السياسة التوعوية و الفكرية الوطنية و أن ينظر إلى المنظومة الإعلامية على أنها حقا وواقعا تمثل السلطة الرابعة و على أنها جهاز استشعار من خلالها تحمي الأمن القومي في أي وضع تمر به البلاد .لذا نجد أن المؤسسات الإعلامية تواجه في عصر الرقمي العديد من التحديات التي تضعف قوتها وتؤثر على صحتها المالية والتقنية.
وتشمل هذه التحديات في التحول الرقمي للمؤسسة من الجريدة الورقية إلى الجريدة الإلكترونية حيث يتطلب تجهيز وتحديث الموارد التقنية وإعادة رسكلة الموظفين خاصة الصحفيين من خلال تربصات مع خبراء في الميدان من أجل مواكبة التغطية الإعلامية الرقمية و هذا لتلبية احتياجات المتلقي من القراء ، وكذا تحديث التقنيات المستخدمة في إنتاج الأخبار والمحتوى الإعلامي والتفاعل مع الجمهور، الى جانب أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الصحافة و بالخصوص الصحفي في العمق في ظل الإعلام الرقمي، إذ أن زيادة حجم المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، يُصعب على الصحفيين تحليل وفهم هذه البيانات وتحويلها إلى قصص ذات قيمة مضافة ، و في ظل انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على الإنترنت، يصعب على الصحافيين أيضا التحقق من صحة المعلومات والمصادر قبل نشرها ، و يتغير كذلك نمط استهلاك الأخبار بوجود وسائل إعلام رقمية، مما يفرض على الصحفيين تطوير استراتيجيات جديدة لجذب القراء والتفاعل معهم .
من جهة أخرى، فإن ضغط الوقت والتنافسيةالموجودة بين منصات الجرائد الإلكترونية تجعل الصحفيون يسعون إلى تقديم الأخبار بأسرع وقت ممكن للتنافس مع المنافسين، مما يتطلب تطوير مهارات التحرير والكتابة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
إن تغير نمط التمويل للجرائد مع تراجع الإعلانات التقليدية في الصحف الورقية، يجعل من الضروري على الصحافيين العمل على إيجاد مصادر تمويل بديلة مستدامة للحفاظ على استمرارية الصحافة في العمق. لذا فعلى الطاقم الصحفي مواجهة هذه التحديات، من خلال التكيف مع التكنولوجيا الرقمية وتطوير مهارات جديدة للتعامل معها، بالإضافة إلى الإلتزام بمبادئ الصحافة الأخلاقية والمهنية، كما تعمل المؤسسات الإعلامية على تحدي آخر يتمثل في حفظ المعلومات والحماية من الاختراقات وسرقة البيانات، و للهجوم الإلكتروني والقرصنة، مما يؤدي إلى خسائر في البيانات وفقدان الثقة
و في الأخير ، ما تزال المهنية والاحترافية أكبر تحديات القطاع بالنظر لنوعية الأعمال الصحفية المطروحة في ظل انتشار المعلومة المغلوطة سواء في الورقي أو السمعي والبصري وحتى الإلكتروني تحت أعذار كممت الأفواه وحرّفت المنهج بسبب المحاباة واختلاف التوجهات والميولات، والسيّد في كل ذلك الإشهار ولو على حساب أخلاقيات المهنة.
يبقى الإعلام الرقمي يتطور و يعرف العديد من التحديات و رغم كل هذا التطور الرهيب في المشهد الإعلامي إلا أن الإعلام الورقي يبقى، لأنه يحمل أرشيف أمة لا يمكن أن يمحى بزرة قفل واحدة كما تمحى المنصة الاكتروني في لحظة واحدة بسب أو آخر فتذهب معها جهود سنوات”
للاشارة قامت ادارة دار الثقافة زدور ابراهيم القاسم لولاية وهران تحت اشراف المديرة قوادري عيشوش بختة و تنظيم الموظفين “بسيمة “و “بلحاج ” المدعو عابر سبيل بتكريم ” الصحافية زهرة برياح” و الاعلامي ” محمد غاني ” بالمناسبة لجهدهما الكبير بخصوص مواكبة الأحداث الثقافية على مستوى دار الثقافة وولاية وهران عامة و القائهما مداخلتين بالمناسبة
قد لاقى هذا التكريم ردود أفعال حسنة من الجمهور الذي شارك الصحافيين المحاضرين بنقاشات بناءة على هامش المداخلتين خاصة تلك المناقشة التي فتحتها احدى طالبات “الدكتوراه” في الصحافة من خلال تقديم شرح مفصل و دقيق لدور السلطة الرابعة في تنوير الراي العام و ايقاظ همم المجتمع و بعث الوعي فيه و قبل ختام وقائع الاحتفال تركت المنظمة ” بسيمة “المجال للشعراء الحاضدرين لالقاء قصائد بالمناسبة تقدمهم شاعر ولاية وهران الشعبي ” كريم عطي ” بقراءة قصيدة رائعة و بالقاء شاعري مؤثر أبرز فيها الدور الاجتماعي النبيل للاعلاميين كافة أما الشاعر الشعبي المعروف ” العربي لزرق ” المدعو الهواري من ولاية غليزان فقد فضل قراءة قصيدة عن فلسطين وقف فيها مناصرا لمدينة غزة في محنتها مع الغزاة الصهاينة و نفس المنحى نحاه الشاعر “غاني محمد” من ولاية الشلف بقراءة قصيدة ” القدس” التي سبق ان نال بها جائزتين وطنيتين