الفوضى العارمة

عبدالفتاح العربي – تونس :

هذه نظرية يتبناها كثير من الذين يشتغلون على الهيمنة من قوى الشر التي تريد أن تدمر العالم و لا يبقى فيها إلا الأقوى ،هذه النظرية ترتكز أساسا على دفع النخبة لتتبنى هذه النظرية التي أساسها أن الجلاد يصبح ضحية و هذه مسرحية محبوكة تتطلب عدة ادوات من بينها أن الشعوب العربية خاصة لم ترتقي إلى مرحلة التفكير التكتيكي و كذلك مرحلة الاستراتيجية المستقبلية بل جعلنا محور نهضتنا الاستهلاك في كل شيء و لا ننتج و لا نبحث و لا نراجع شيئا من سياستنا .
تعمنا الفوضى في كل شيء ،لم نصنع و لا إبرة خياطة ،نتجادل في أيديولوجية القومية و الهوية و الاسلام السياسي و قوى الاستعمار و قوى الاحتلال و المرتدين و العلمانيين و مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان.
انفرط العقد من بين أيدينا ،ضاعت فلسطين و اصبحنا نلم أشلاء الشهداء و ندفنهم كل يوم و ضاعت من بين أيدينا بتخطيط قوى الشر باسم الربيع العربي ،ضاعت اغلب البلدان بثورات مزيفة و ملونة و جاءوا رافعين شعار التغيير فغيروا كل شيء نحو الاسوأ و فقدنا ما كان متاحا لنا من عيش كريم و ضاعت كرامتنا و اصبحنا نستجدي القمح لنأكل.
حتى الإنتاج و الاكتفاء الذاتي توقف بفضل هؤلاء الذين اتونا من وراء البحار ،جاؤوا يعلموننا دروسا في الديمقراطية و نحن ابعد ما نكون عنها.
سلمنا قوى الشر السم في العسل عن طريق هؤلاء ،ففرحنا و هللنا و اصبح الربيع شتاءا قاسيا باردا فقدنا فيه حتى الغطاء الذي كنا نتدثره به، اصبحنا عراة حفاة.
أما آن لكم ايها النخبة الفاشلة أن تستحوا على انفسكم،و تتركوا الشعوب تنهض لذاتها وهذه قوانين الطبيعة تتلقح لتصبح ذات مناعة ذاتية
أن قوى الشر عملت و خططت و استعملت ادوات داخلية و خارجية لضرب هذه الأمة لأنهم أحسوا أن مازال فيها ما تبقى من وعي يمكن أن يضيء ما تبقى من ظلام.
ا ن المجتمعات العربية لا بد أن تتحصن من حيث هذه المخططات و تنتبه أن الفوضى تأتي عبر التلاعب بالمشاعر و العواطف و العرب شعب عاطفي و يعطي الثقة كثيرا في العدو لكن هذا العدو ماكر .
رأيناه كيف يقتل و يهدم البيوت دون رحمة و لا رأفة ،رأيناه كيف يقلب الحقائق لأن آلته الإعلامية قوية و مسيطر عليها.
أليس هذا مخطط من قبل، هذا العدو أصبح خامس دولة في العالم تنتج السلاح و تصدره له ألف مصنع لصناعة الأسلحة المتطورة، و نحن لنا ألف نكتة و كذبة في اليوم.
أن قوى الشر هذه المدة انطلقت في تطبيق مشروع اسمع الفوضى العارمة يعرفون أن الشعوب العربية تنقصها الحكمة و البصيرة ييدوننا أن نتخمر في هيستيريا دون قراءة العواقب فاللبيب هو من يعرف كيف ينقض على فريسته دون أن يتفطن به.
أن قوى الشر و الدول الغربية تبحث على إشعال الفتنة و إشعال الغضب العالمي وهي كالنار في الهشيم حتى تصير هذه الفوضى الجماعية لا يكبح جناحها أحد عندها يصبح الظالم العدو الصهيوني ضحية و تتكاتف علينا الأمم و تصبح ردة الفعل من الجميع كنوع من الدفاع عن النفس مثلما صار بغزة الحبيبة.
الآن و ليس غدا لا بد من الرجوع للحكمة الصائبة و النجاح في الخروج بأفضل المكاسب و ارجاع الحق لأصحابه و قلب الأمور لصالح الأمة العربية في تغيير المعادلة و ابراز العدل و التعايش السلمي لأن الحروب تدمر كل شيء .
أن شاءت قوى الشر التمادي في عبدتها و هدم كل شيء فهنالك قوى الخير موجودة بجميع العالم القوى الإنسانية الحرة ستقف لها بالمرصاد فالعالم للجميع دون استثناء و الحق حق و أن طال الزمن و العدل سيعم العالم شاء من شاء و أبى من أبى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى