“راحت فلوسك ياصابر”!!
راحت أو ضاعت فلوسك ياصابر، عبارة نسمعها ونرددها كثيرا للتعبير عن فقدان شيء عزيز ومهم. وبعضنا لايعرف أصل ومعنى هذا القول .
في الواقع هو مأخوذ من فيلم مصري اسمه (الأبطال) عرض عام ١٩٧٤، تدور أحداثه حول قيام أربعة مجرمين بقتل عائلة الفنان أحمد رمزي وسرقة مابخزنة والده، وكان طفلا ساعتها وشهد مقتل والديه وشقيقته حينما كان يختبىء تحت سرير.
وأتهم فريد شوقي من قبلهم بالحادث وسجن خمسة عشر عاما. وبعد انقضاء المدة خرج شوقي من السجن. أما رمزي فقد اصبح شابا مفتول العضلات يجيد (الكراتيه). وفي كل مرة يتوصل شوقي لأحد القتلة ليستعيد الأموال كانّ الآخر يسبقه بقتله للمجرم ، وفي كل مرة يردد جملته المشهورة (راحت فلوسك ياصابر)!!.
وحيث أن الأمثال تضرب ولاتقاس كما يقال ، فإننا اليوم سنتحدث عن تدمير أفراد أسرة ضمن كيان أسرة أكبر أمام أنظارهم وأمام الملأ دون أن يحرك بقية الأفراد ساكنا، ويكتفون بالحوقلة!!. .وأعني بذلك تدمير غزة وقتل سكانها على مرأى ومسمع العرب والمسلمين ، حتى راحت النخوة والغيرة والشهامة والمروءة كما (راحت فلوسك ياصابر) !!.
ان سياسة فرق تسد الاستعمارية البغيضة تتسيد اليوم، ولكن بأشكال مختلفة كما يحصل في فلسطين وغيرها من دولنا، تأسيسا على الفارق الكبير في التكنولوجيا والتحالفات والمصالح، يقابله ارتماء المقابل ممن ظلم نفسه وتخلى عن دينه وتنصل عن عروبته وارتمى في مهاوي ملذات الدنيا، فقبل بالضعف والهوان والخنوع والخضوع، وسيظل على هذا الحال إلى ان يؤكل كما ” أكل الثور الأبيض”.
يقينا لامناص من العودة لديننا والتمسك بعاداتنا العربية الأصيلة وفي مقدمتها الشجاعة والتضحية والوفاء، وتأمل تأريخنا وقراءته قراءة متأنية ، والنأي عن التسويف والرياء و محاولة حجب الشمس بغربال. والبداية تكون بتفعيل الرأي العام وإظهاره من خلال استغلال وسائل الإعلام الجديدة، والسمو عن الخلافات ، و رص الصفوف والابتعاد عن الشبهات، وإلا ستروح إنسانيتنا وضمائرنا كما (راحت فلوسك ياصابر)!!.