بدأت كتابة الشعر الفصيح و القصة الفنية القصيرة و سني 15 سنة و بعد انقطاع طويل تألقت في الملحون و القصيدة الثورية

الشاعر الشعبي الجزائري الكبير عبد القادر عرابي يفتح قلبه للآن

حاوره محمد غاني
من الشخصيات الأدبية الشهيرة التي ما فتئت تشارك بقوة و استمرار في فعاليات مختلف الملتقيات الأدبية المحلية و الوطنية و حتى العربية و تضفي على جلساتها نكهة ثورية خاصة بالقاء
ماتع القصائد الوطنية التي يستزيد الحضور و لا يمل من تشنيف اسماعه بها و قد حصل على عديد التكريمات الرسمية و الجمعوية و حصد عديد الجوائز في المسابقات الأدبية و لا يخلو مهرجان او ملتقى ادبي الا و تراه صادحا بقصيدتي ” الشهيد” و ” الحال” اللتين لا يستغني المستمع أبدا عنهما و حتى اصبح بعض الشعراء يقراون قصيدته الموسومة بعنوان ” الحال” في الملتقيات و البعض الاخر ينسج على منوالها.
أنه الشاعر الوطني الكبير عبد القادر عرابي من مدينة عين تادلس بولاية مستغانم غرب الجزائر اقتربت منه جريدة ” الان” على هامش فعاليات احدى اللقاءات الأدبية بولاية مستغانم و اجرت معه هذا الحوار الشيق بعد ان فتح قلبه لاطلاع القراء على جوانب هامة من مساره الأدبي.
الآن :   أهلا بالشاعر الشعبي الكبير عبد القادر عرابي في حوار نرجو ان يكون كبيرا و ماتعا و مفيدا بامتياز
الشاعر عبد القادر عرابي: مرحبا بجريدة الان في سعيها الدائم لابراز القدرات الابداعية للشعراء بتسليط الضوء على مساراتهم الأدبية دعما و تشجيعا لهم
الآن :   قبل أن نلج في عمق الحوار بودنا التعرف اكثر على شاعرنا الشعبي الكبير عبد القادر عرابي في ورقة مفصلة
الشاعر عبد القادر عرابي: اسمي الكامل عرابي عبد القادر بوعبدالله من مواليد 08 أوت 1954 بلدية جديوية ولاية غليزان متزوج و أب ل 08 أبناء موظف ملحق أداري رئيسي متقاعد منذ 31 ديسمبر 2012
الآن :    قرضت في بداية حياتك الأدبية الشعر الفصيح ثم كتبت في القصة الفنية القصيرة ثم كتبت الشعر الشعبي و الملحون كيف كان ذلك؟
الشاعر عبد القادر عرابي: بدات كتابة الشعر الفصيح و القصة الفنية القصيرة و عمري لم يتجاوز 15 سنة ثم انقطعت عن الكتابة لمدة طويلة بسبب انشغالي و تفرغي للدراسة الى غاية توظيفي حيث عاودني الحنين بشدة الى كتابة الشعر من جديد فرحت أنظم القصيدة بعد الأخرى خاصة بعد ما تعرفت على الكثير من فطاحلة الشعر الملحون و استمعت الى قصائدهم و احتككت بهم وخاصة شاعر الماحون سي بن عبد القادر تواتي رحمه الله الذي بفضله عرفت حلاوة الشعر الملحون ووجدت غايتي فيه فتخصصت في كتابته بل و اسهبت في نظم كل أغراضه الادبية من حكمة و فخر وغزل ووصف خاصة الشعر الثوري و الوطني باعتبار انتمائي للاسرة الثورية كابن شهيد وافرادها كاهم شهداء وهذا التخصص في كتابة الشعر الثوري اكسبني من الشهرة ابعادا خاصة مشاركاتي به في المحافل المحلية و الوطنية وحتى العربية و الشعر بصفة عامة كان اداتي التعرف على الكثير من الشخصيات الادارية و الثقافية الوازنة منهم ولاة و وزراء و حتى رؤساء الجمهورية
الآن :    على ذكر المحافل و الملتقيات و الشهرة فيها ما هي مجمل مشاركاتك؟
الشاعر عبد القادر عرابي: جلت معظم ولايات الوطن مشاركا في عدة ملتقيات و أيام و مهرجانات ادبية و أسابيع ثقافية كما شاركت في عدة حصص اذاعية و تلفيزيونية ناهيك عن مشاركاتي في عدة مناسبات خارج الوطن خاصة بتونس الشقيقة في مهرجانات أدبية تلبية لدعوات خاصة
الآن :    وهل تحصل الشاعر على جوائز و تكريمات؟
الشاعر عبد القادر عرابي: نلت العديد من الجوائز من بينها جائزة لجنة التحكيم بوزارة المجاهدين بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى كما كان لي الشرف و الفخر باهداء قصيدتي الوطنية ،، اشهد يا تاريخ ،، الى رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة زيارته لولاية مستغانم كما نلت الجائزة الثانية للدكتور محمد بن شنب بولاية المدية و فزت بالجائزة الثانية في الملتقى الأول للشعر الملحون بورقلة كما تحصلت على جائزة لجنة التحكيم بتيارت في ملتقى القصيدة الثورية و جوائز أخرى محلية و وطنية كثيرة و هامة
الآن :    ما شاء الله على شاعرنا الكبير فمسارك حافل بالمشاركات و الجوائز فماهي القصائد التي اشتهرت بها و قراتها تقريبا كل مرة في المناسبات؟
الشاعر عبد القادر عرابي: من قصائدي التي نالت شهرة واسعة في الجزائر و خارجها قصيدة ” الحال ” وقصيدة “الشهيد” كماأخرجت أحدى قصائدي في اوبرات برفقة الجوق الموسيقي و المسرح و الطرب من طرف المخرج عبد الله صغير وجلنا بها عدة ولايات في ملتقيات وطنية رسمية منها ولايات مستغانم و الشلف و عين الدفلى و قسنطينة و باتنة و مشروعي الثقافي و الأدبي في المستقبل القريب يكون في المسرح الشعري انطلاقا من السمعي البصري لأنه مهم للغاية
الآن :    ماتقييمك لمجمل الملتقيات الوطنية المنظمة من طرف الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي ؟
الشاعر عبد القادر عرابي: في الواقع حظيت بالمشاركة في العديد من الملتقيات الأدبية الوطنية سواء تلك المنظمة من طرف الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي او جمعيات اخرى و كانت بصراحة كلها رائجة و ناجحة لكن ملتقيات الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي كانت كلها اكثر نجاحا و شهرة باعتبار التنظيم المحكم  لطاقمها الاداري تحت رئاسة العميد الشاعر الزجال توفيق ومان خاصة في ملتقيات سيدي بلعباس و الشلف و الجزائر العاصمة و مناطق اخري حتى ان هذه الملتقيات كادو ان تصنف  مهرجانات ادبية كبيرة  اما الملتقى العربي للأدب الشعبي بالجزائر في طبعته لسنة 2022 الذي شاركت فيه فقد كان ناجحا بامتياز و كان فرصة سانحة للالتقاء بجهابذة الأدب الشعبي من الجزائر و تونس و ليبيا و مصر و غيرها و كان تبادل الافكار و الحتكاك و التعرف عن كثب بجمال الشعر الشعبي هو عين اللقاء و الجمال في حد ذاته خاصة بخصوص الشعراء التونسيين الذين شاركوا بعدد كبير و بقوة كبيرة و اتحفونا بقراءة قصائد رائعة و ماتعة للغاية دون ان ننسى تمتعنا بقصائد الشاعر البيبي معاوية الصويعي هذا اذا لم تتحدث عن المحاضرات و المداخلات القيمة التي قدمها الدكاترة من الجزائر و مصر و فلسطين و تونس و غيرهم حيث عرفوا بالادب الشعبي بكل تفاصيله من وجهة نقدية و أكاديمية و حتى ادبية بحتة
الآن :   مؤخرا شاركت ضمن الاسبوع الثقافي لولاية مستغانم في ولاية بجاية حدثنا عن ذلك ؟
الشاعر عبد القادر عرابي: شاركت ولاية مستغانم في اسبوعها الثقافي في بجاية بترسانة كاملة من المبدعين و الفنانين و الشعراء تعني شاركت بالنخبة من الخضرمين و الشباب من 15 الى 80 سنة و كان الأسبوع الثقافي الاول الذي أراد المسؤولون فيه ابراز جميع القدرات و الإمكانيات الثقافية المتوفرة بولاية مستغانم و لك ان تحكم لما تعلم مثلا بمشاركة مغني البدوي الشيغ طوغاري و هو قريب الشيخ حمادة و تقديمه الشهر الاغاني البدوية لديه الى جانب فرقة العيساوة المستغانمية الشهيرة التي هزت الجماهير بوصلات رائعة و ميهرة و كان جوقها ماتعا بحق و كذلك بوخروبة و فرقة الاندلسي لين عطية الذي شغل منصب مدير الثقافة لعدة ولايات قبل أن يتفرغ الفن بعد تقاعده و له جمعية كبيرة في مستغانم و بخصوص الشعر فقد شاركت الى جانب شعراء معروفين منهم الشاعرة المتالقة الاستاذة وحيدة الطيب و قرانا في الشعبي و الملحون و العامية و الملحون بقياساته على طريقة مصطفى بن ابراهيم و الشيخ حمادة و المستوى كان راقيا و الترحيب البجاوي كان ملفتا حتى اني أقول ياليت كل الولايات تكون في مثل هذا المستوى الحضاري من الترحيب و كانت مدة خمسة أيام نطلع فيه كل يوم بلون فني و ختمنا انشطتنا في احدى قرر ولاية جيجل المضيافة و الملاحظ هذه المرة في الاسبوع الثقافية ان الولاية المستقبلة هي التي تقوم بجميع ما يتعلق بالتنظيف و البرمجة و التعريف و غير ذلك عكس المنتج القديم الذي يجعل ولايتك تتحمل جميع الاعباء و الملاحظ من جهة اخرى ان ولاية مستغانم في اسبوعها الثقافي بولاية بجاية كانت وحيدة نظرا لزخرها بالفنون و الانشطة النوعية و المتنوعة و هذا فخر ما بعده فخر و تشجيع دائم لنا
الآن :    ما هو مشروع شاعرنا الأدبي المستقبلي؟
الشاعر عبد القادر عرابي: انا بصدد نشر ديوان خاص بالشعر الثوري يكون من عديد القصائد في الشعر الثوري المحض و دون سواه من الأغراض الأدبية الاخرى و ذلك انطلاقا من بعدي الوطني و الثوري كاين شهيد الى جانب عزمي على طبع بصمة خاصة لي باعتبار شهرتي و نجاحي في الشعر الشعبي و انا بصدد البحث عن جهة رسمية ممولة لمشروعي لان طبع الجهة الرسمية كوزارة الثقافة و الفنون او الولاية او مديرية الثقافة و الفنون تعطي الديوان طابعا مميزا و رسميا عكس الطبع بالامكانيات الخاصة فلا يعدو ان يكون طبعا عادية و كفى
الآن :    قد سبقت لك تجربة الطبع الرسمي ؟
الشاعر عبد القادر عرابي: نعم احد الولاة استمع لي في احدى الامسية الأدبية و انا اقرأ قصيدة ثورية كبيرة فاكرمني بطبع ديوان لي فكان رسميا له بعده و قيمته
الآن :    و لكن علمنا من الكواليس ان مشاركاتك في احدى المسابقات الشعرية الوطنية لم تصبغ عليك نتيجة ايجابية و بصراحة لم تؤخذ مشاركاتك بعين الاعتبار
الشاعر عبد القادر عرابي: صحيح و هذا ليس سرا فقد اقصت لجنة التحكيم قصيدتي من التتويج لان اللجنة اعتبرتها ممزوجة بالفصيح مبررة موقفها بكون قصيدتى متخلله بكلمات و الفاظ فصيحة و هذا ليس مبررا مقنعا لاقصائي من التتويج بجائزة لأنه يجوز ادرج كلمات من هذا النوع في الشعر الشعبي و الملحون و لم تزظر اللجنة الى قياسات قصيدتى في الشعر الملحون من حيث الشكل كالوزن و المعنى و هذن تسير إلى أن اطرافا تقون بتقييم القصيدة من حيث الفاظها العلمية و لو تكون ركيكة بغير معنى و تعتبر انهم لا يريدون تقدم الشعر الملحون بكل ما يحمل من معنى و انا لا أستعمل الدارجة بمستواها القبيح
الآن :   لاحظ الجميع مؤخرا انك اتجهت الى النشر في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في الفايسبوك لماذا؟
الشاعر عبد القادر عرابي: نعم هذا صحيح و له مبرره حيث ان الشاعر لما لايج أين بلقي بلواعج نفسه طبعا يتجه الى مواقع التواصل الاجتماعي لعل من يقرا له و كما يعلم الجميع فأنا انشر المقاطعة فقط و ليس القصائد الكاملة تفاديا لانتحال اشباه الشعراء
الآن :    هل الشعر الملحون في تقدم مستمر؟
الشاعر عبد القادر عرابي: لا يوجد شعراء باتم معنى الكلمة في الغرب الجزائري و مستغانم تتوفر على بعض الشعراء الممتازين و يتشابه الشعراء في مدينة أفلو و ما جاورها في تناول الأغراض و الشعر في الصحراء له طابعه البدوي الخاص اما الذي يجب ان نتطرق اليه بمرارة هو أولئك الذين يمارسون القصيدة الركيكة و غير الموزونة ثم يقولون انها من الشعر الملحون و أولئك الذين يقراون في الملتقيات أشعار غيرهم و يصفق لهم الجمهور بحرارة و هم كثر اولئك قد اصبحوا يسيئون الى الشعر الملحون و يتجهون به الى درجة الاسفاف يدرون او لا يدرون و مؤخرا طلب مني احدهم قصيدة ليشارك بها في مسابقة و طبعا رفضت فاي نوع من المبدعين هؤلاء ؟ و الملاحظ من جهة اخرى ان بعض الشعراء اذا كانوا شعراء طبعا يتناولون كلمة مطولة قبل قراءة القصيدة و هذا اسفاف ايضا و الشاعر لا يجب ان يقدم حياته بل يقرا مباشرة قصيدته و نفس الشيء ينطبق على المنشطين أثناء تقديم الشعراء يتكلمون اكثر من اللازم و هذا لا يجوز و هو هدر للوقت و المنشط يفتح فسحة فقط في المقدمة و ليس كل مرة يمارس ذللك
الآن :   شكرا للشاعر الوطني عبد القادر عرابي بوعبد الله على هذه التوضيحات القيمة للغاية و لكن حان وقت الاختتام فما كلمتك الاخيرة ؟
الشاعر عبد القادر عرابي: شكرا جزيلا على اتاحة هذه الفرصة السانحة للبوح بلواعج و مكنونات و اراء الشعراء و اني معجب بفتح هذه الحوارات للمثقفين راجيا لكم التوفيق في مبادراتكم القيمة هذه و كل يوم و جريدتنا الغراء ” الان ” في كامل التألق و التميز

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى