ياقدس عذرا
✍ حسن القحل :
عذرا حبيبي فإن القلب منشغل
ولم أجد متسع للحضن والقبل
فقد دهينا بما قد قض مضجعنا
وبات فينا لبيب العقل منذهل
نرى فلسطين والاحداث دامية
طفلا يأن وذاك الشيخ معتقل
نرى الكلاب تعث الارض مفسدة
ومسجد القدس فيه النار تشتعل
نرى الدماء ونسمع كل نائحة
تبكي اباها كذاك الإبن والبعل
شراذم من بني صهيون تنهشهم
في كل يوم نرى خطب لنا جلل
هم اللئام فكم خانوا وكم نكثوا
كم من عهود أقروها فما أمتثل
تسعون عاما ولا زلنا نفاوضهم
حتى إنتهينا إلى التطبيع يارجلُ
(لا يرقبون لنا إلا ولا ذمما)
الغدر ديدنهم باق ومتصلُ
قد أخبر الله عنهم في صحائفنا
قولاً وصدقاً وحقاً سابق الأزل
فكيف يرضون عنا ولم يرضوا لملتنا
حتى نكون تباع النهج والملل
تلك الحقائق أخبرنا العليم بها
آيات تتلى وتنبيها لمن جهلوا
بئس الكلاب وبئس النابحين همو
بئس اللئام وبئس الفعل ما فعلوا
عليهم اللعن من رب السماء ومن
كل العباد إذا حلّوا أو أرتحلوا
كأننا لا نرى عارا يدنسنا
أو أننا لا نرى قلتى ومن قتلوا
يسودنا الصمت لا يهتز ساكننا
من دون داع لهذا الصمت والوجل
سكوتنا عن بني صهيون منقصة
نرى السكوت ويتبع صمتنا الدول
ياقدس عذرا ويا إسلام معذرة
إذ ليس فينا صلاح ذلك البطل
قد مزقتنا الأعادي حسب خطتها
حتى وصلنا لهذا العجز والشلل
قد شتتوا شملنا من بعد لحمتنا
وفتتوا أمة كانت هي الجبل
يارب عذرا فإن الضعف ينخرنا
إليك نشكو أذىٰ الباغينَ نبتهل
هذي حروفي إلى الاقصى أدونها
يشوبها بعض إيقاع به خجل
لعل معذرتي حرفاً يخلدها
ويقرأ الجيل عذراً خطه القحل