ماهي أخبار مغامراتك؟

✍ صالح الريمي :

النجاح في الحياة، وتحقيق إنجازات كبرى، أمر وارد جدُا لأي شخص، ومن الممكن تحقيقه لمن أراد بعد توفيق الله له مهما كانت الظروف سيئة، أو مشينة أو مأساوية.. فالكل سيّان، طالما توافرت الإرادة القوية بالاستمرار في المغامرة..
ولهذا هناك أسئلة دائماً تأتي إلى مخيلتي لماذا نحن نتهاون بالتطاول على المقربين منّا؟؟ وهل معرفتنا بالآخرين تجعلنا نستخف بأفكارهم وآراءهم وإنجازاتهم؟ ولماذا لا نعترف بنجاحهم وتفوقهم؟ وهل اعترافنا يعني تخلفنا عنهم؟

قبل أيام أخبرني أحد أصدقائي أنه معجب بمقالاتي وخواطري ولا يكاد يستغني عن قراءة ما اكتبه، وأسمعني مديحًا مبالغًا فيه، وكلمات إشادة أصابتني في مقتل حتى رفعت رأسي إلى أعالي السماء، بعدها التفت إلي قائلًا: ماهي أخبار مغامراتك وتنقلاتك بين الدول ومشاريعك التجارية؟ فهل كلها باءت بالفشل أم خرجت بخفي حنين؟!
لم أرد عليه في حينها، وآثرت كتابة مقالةً للرد على صديقي غفر الله لي وله، بقولي صديقي العزيز من قال لك أنني خرجت بخفي حنين، أو أنها كلها باءت بالفشل!! فمهما عملت من بذل من الأسباب كلها لن تحيد عن توفيق الله عزوجل، فالخير ما اختاره الله لنا، وعلينا أن نحمدلله على كل حال.

ومع ذلك لن أتوقف عن المحاولة تلو المحاولة حتى يقبض الله روحي، فإذا وصلت للنجاح المنشود فذلك فضل الله عليّ وإن متُ ولم أحقق نجاحًا باهرًا في نظرك، أقلها أنني حاولت، وكل تجربة فاشلة فهي بمثابة نجاح لي، والحياة تستحق المغامرة..
يبدأ الفشل عندما تقرر أنت التوقف عن المحاولة، والقاعدة تقول: ضع كل محاولة فاشلة تحت أقدامك لترفعك للأعلى، وهذا المبدأ قام بتطبيقه أغنياء العالم بعد ما مروا بتجارب فاشلة كثيرة ولكنهم ينظرون إلى الأحداث من زاوية إيجابية ويتعلمون من الفشل لكي ينجحوا فى المحاولة التالية.

*ترويقة:*
اليوم بمحض الصدفة تذكرت قصة جميلة فيها عبر كثيرة لي ولكم، القصة تقول:
أقترب بائع كعك من الملياردير اليوناني اوناسيس الملقب بملك التانكر “سفن النفط” وطلب منه شراء بعض الكعك، أخرج اوناسيس قطعة نقود معدنية من جيبه وقال: للبائع سوف القي بها في الهواء وعليك أن تختار” نقش أم كتابة..
إذا كان إختيارك صحيح سوف أعطي لك كل ما في جيبي من نقود، وإذا كان خاطئا سوف آخذ كل كعكاتك مجانًا، أجاب البائع سيدي أنا إن خسرت فلن أبيع اليوم شيئًا وسأعاني من الجوع طوال اليوم أنا وعائلتي، أدار اوناسيس “ظهره للبائع وقال: “ستعيش بائع كعك وستموت بائع كعك”. الحياة تحتاح إلى المغامرة وما حاجتي لكعكاتكِ، كنت ستفوز لاختيارك علي أي حال من الأحوال.

*ومضة:*
كثير من الناس لا يحب المغامرة حتى لو كانت مغامرة مدروسة، لأنه يحب أن يعيش في منطقة الأمان لا يغادرها البته، لأن عقله الباطن يتألم ويمنعه من عدم المخاطرة والمغامرة، وبالتالي تجمد في مكانه واشتكى من سوء الأحوال والظروف، فإن كان موظفًا سيبقى موظفًا إلى أن يموت والعامل سيبقى عاملًا حتى نهاية حياته.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى