فرصة لتصالح القبائل المتناحرة في احتفالات ” الحفرة “

 بمناسبة اسبوع المولد النبوي الشريف بتيميمون

محمد غاني _ الان
شهدت مدينة تيميمون جنوب غربي الجزائر وقائع الاحتفال باسبوع المولد النبوي الشريف بتصالح الرايات في المكان المسمى الحفرة و هو تقليد تكرسه السلطات المعنية بتيميمون و يحضره عشرات الالاف من شتى ولايات الوطن و الاجانب حيث يشاهدون عن كثب استعراضات ضخمة لوفود قبائل و عروش تيميمون تحمل رايات رمزية الى جانب العلم الوطني تعبيرا عن رسوخ صلح أبدي بين القبائل التي ظلت تتناحر طيلة حقب ضاربة في الزمن حيث تشارك حوالي 40 قبيلة براياتها المميزة في الاستعراض بمسيرة تحمل فيها كل قبيلة راية أمام مرأى و مسمع و هتافات الجماهير الغفيرة المتحمسة لتلتقي الوفود بالرايات المرفوعة و المرفرفة وسط الحفرة من الجانبين رمزا للتصالح فيشتعل الحضور هتافا و تصفيقا تنويها بالصلح في مشهد حماسي كبير يهز المشاعر و القلوب و يعلن الجميع عن ارساء أواصر الأخوة و المحبة و التضامن بين الجميع و على هامش للتصالح بالرايات.

يقيم المنظمون احتفالات أخرى كبيرة مثل جلسات الوعظ التي يعقدها الأئمة و العلماء و الفقهاء و أعيان و دعاة تيميمون و الأمسيات الأدبية بمشاركة جهابذة شعراء الملحون كما يشرف بعض الشيوخ الشراء على طقوس يسعى كل مشارك فيها الى الحفر في رمال الحفرة لاستخراج 07 صدفات و قواقع صغيرة متمنيا أمنية محددة تتحقق له على أن يعود في العام المقبل الى الحفرة و اسداء بعض المال الى الشريف المشرف على الطقوس التي يمارسها العشرات من المعتقدين بها و يؤكد منظمة هذه الطقوس على أهمية استخراج القواقع السبعة من الرمال لتحقق الأمنيات و عند تعذر تحصيلها كاملة يكمل العددد المتبقي الأخفياء على حد تعبير المشرفين و ان هذه العادة مكرسة و قائمة منذ مجيء الولي الصالح سيدي الحاج بلقاسم و هو من ذرية الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه في القرن التاسع من المغرب الى منطقة تيميمون في الجنوب الغربي للصحراء و غير بعيد عن الحفرة تقام رياضة سباق الخيل ” الفنطازيا ” بمشاركة اكثر من 100 فارس بحضور الاف المتفرجين من الجنسين بغرض التمتع بالسباق و طلقات البارود و زعاق القرسان و حمحمة الخيول كما ينظم المداحون حلقات المدائح الدينية و حكايات الصالحين على وقع الدفوف و أنغام القصبة فيما يقرأ طلبة القران الكريم الراتب في المدارس القراية و الزوايا هذه الأخيرة التي تلعب دورا مهما في الاحتفالات باحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في مدينة تيميمون كزاوية سيدي الحاج بلقاسم و زاوية سيدي ابراهيم التي يقوم رئيسها الشيخ لورجان أحمد بن محمد بدعوة عابري السبيل و الزوار الى مأدبات غداء تقليدي و كذلك السواح الاجانب الذين الى جانب زيارة ولاية تيميمون الجميلة يزورون في رحلات منظمة عدة مدن صحراوية و يتمتعون بمشاهدة المعالم الأثرية و الزوايا و المواقع السياحية بها بدء بقلعة الشيخ بوعمامة و متحفه بولاية البيض ثم زيارة مدينة بشار و العبادلة وبني عباس و ادرار و تيميمون و مدينة المنيعة و بريان و زلفانة بولاية غرداية و الجلفة كما يتم بهذه الولايات زيارة زوايا السبع و الحبيبية التي يفتح بابها من الفجر الى منتصف الليل على مدار السنة لاستقبال عابري السبيل و الزوار من الجنسين و الاضطلاع بتعليم القران الكريم للطلبة غير المقيمين من شهر ماي الى غاية الدخول المدرسي من كل سنة و زيارة زاوية الواجدة و زاوية بني مهلال المعروفة بالكرم الحاتمي هذا فضلا عن زيارة قصر أغام و قضية تاكزلت و قبري موسى و حمو في مدينة شروين بتيميمون و مواقع اخرى كثيرة انها الصحراء الجزائرية الشاسعة التي تسع للجميع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى