الواجب الوطني دفعني إلى التقيد بهذه المطبوعات راجيا أن يكون عملي هذا المتواضع وفاء لعهد الشهداء

حوار مع الكاتب و المؤلف الجزائري " عبد الحاكم كمال "

حاوره محمد  غاني / الجزائر 

من الشخصيات الأدبية و التاريخية التي كرست جزء هاما من حياتها في الكتابة و تاليف الكتب و ممارسة النشاط الثقافي بصفة تكاد يومية حتى اصبحت رقما محركا لدواليب الفعل الثقافي بعدة جمعيات و هيئات معنية و لا ترى محفلا ثقافيا محليا بولاية وهران و ما جاورها الا و اطلقت الطرف في هذه الشخصية النشيطة و هي تتحرك لالقاء كلمة او سرد موضوع او أهداء نسخة من كتاب يطلبه القراء منه و لا تستغني جهة ثقافية و ادبية و تاريخية عن دعوته لمشاركتها في فعاليات نشاطاتها أنه الكاتب و المؤلف “عبد الحاكم كمال” الذي تمكن منذ تقاعده عن العمل في الشركة الوطنية سوناطراك و في وقت وجيز من تاليف و طبع عدة كتب و يواصل الإعداد للطبع و مواكبة الأحداث الثقافية و المشاركة فيها بمواظبة منقطعة النظير التقته جريدة ” الان” في عاصمة الزيانيين و جوهرة المغرب الكبير ” تلمسان” و هو مشارك في القافلة الثقافية ” سياحة و قصيد” المنظمة من طرف جمعية أثار العابرين للثقافة و الأدب لولاية وهران بالتنسيق مع وكالة ” فكرة سفر تور” و الجمعية الثقافية ” السواحلية” لمدينة الغزوات ولاية تلمسان و اجرت معه هذا الحوار الماتع بعد ان فتح قلبه و رحب بالجريدة ترحاب الكرام

الآن : مرحبا بالكانب الكبير عبد الحاكم كمال في حوار نرجو ان يكون ماتعا و كبيرا

الكاتب عبد الحاكم كمال: أهلا و سهلا بجريدة ” الان” و بطاقمها من الجزائر محمد غاني و  و على راسهم الاعلامي كمال فليج و من خلالهم كل مجلس الادارة بالشقيقة مصر

الآن :: شكرا لك . من هو الكاتب عبد الحاكم كمال في ورقة تعريفية موجزة

الكاتب عبد الحاكم كمال: في البداية أشكركم على. هذه الاستضافة ولا يفوتني أن أشكر الساهرين على جريدة كل العرب ” الان” كما أثني على التفاتتكم والتي إن دلت على شيء إنما تدل على عنايتكم بالكتاب والمبدعين خاصة المبتدئين منهم كما تدل على حرصكم وجهدكم المتواصل لتبليغ الرسالة إلى الأجيال القادمة والتعريف بماضينا المجيد أما بعد أنا عبد الحاكم كمال كاتب عصامي من مواليد سنة 1952 بمدينة المشرية ولاية النعامة الواقعة جنوبي غرب الجزائر و عملت مباشرة إطارا بالشركة الوطنية سوناطراك بعد ان تركت مقاعد الدراسة بالمرحلة التعليمية الثانوية

الآن : : كيف كانت بداية كاتبنا المعروف في النضال الثقافي و الأدبي؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: كانت بدايتي فيما يخص النشاط الثقافي والأدبي بعد التقاعد حيث طبعت كتابي الأول سنة 2015 والذي أعطيته عنوان أمجاد الولاية الخامسة التاريخية في الذاكرة الشعبية وهو عبارة عن نضال الشعب والتفافه حول الثورة وتخليد ذكرى من صنعوا التاريخ ولمن قدموا للوطن والأمة أرواحهم ثم كان كتابي الثاني سنة 2017 بعنوان رسالة إلى النائم تحت التراب وأعني النائم تحت التراب الشهيد رحم الله الشهداء أما كتابي الثالث سنة 2020 بعنوان قصص عن الثورة الجزائرية في الذاكرة الشعبية وهو عبارة عن مجموعة من القصص جمعتها من خلال لقاءات كانت لي مع بعض المجاهدين اما الكتاب الرابع سنة 2022 بعنوان صراع من أجل البقاء عبارة عن مرحلة عشتها عندما أصبت بوباء كورونا

الآن :  و ماذا بخصوص المشاركة في التظاهرات الثقافية المحلية منها و الوطنية ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: عضو إتحاد الكتاب الجزائريين فرع وهران لما كان ميلود عبد القادر رئيس الفرع شاركت معه في عدة أمسيات في وهران وخارج وهران في معسكر والنعامة ومرسى الحجاج اما خارج إتحاد الكتاب فقد كانت لي عدة مشاركات متوجة بشهادة مشاركة في البيض و الشلف والنعامة وبشار وتلمسان وغيليزان أهمها ملتقى الإتحاد الوطني للإطارات من أجل الجزائر أيام 14 15 16 جوان 2006 بوهران الى جانب الإتحاد الوطني للإطارات من أجل الجزائر يوم 29 مارس 2014 بتلمسان

الآن : ما علاقتك بالحركة الجمعوية والمؤسسات الثقافية وغيرها وكيفية النشاطات بها

الكاتب عبد الحاكم كمال: ضمن النشاط الثقافي والجمعوي الذي يفرض في كثير من الأحيان على أي كاتب و مبدع الانخراط في هياكل و تنظيمات و جمعيات ثقافية و علمية معنية لتكريس وجوده و صقل مواهبه في الممارسة الميدانية و تقريب نفسه من الاحتكاك المباشر بالاخرين انخرطت عضوا باللجنة العلمية والتقنية لمتحف المجاهد بالنعامة و عضو إتحاد الكتاب الجزائريين فرع وهران سابقا و منتسب. إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف و حائز على بطاقة منخرط في جمعية أحباب جريدة الجمهورية وهران و بطاقة منخرط في جمعية وحي المثقفين وهران و بطاقة منخرط بجمعية الإرشاد والإصلاح بوهران و بطاقة منخرط بجمعية أثار العابرين للثقافة و الأدب لولاية وهران و بذلك اكون قد حققت زخما كاملا من الانشطة عبر هذه الانخراطات التي اتاحت لي اثبات وجودي ككاتب تمكن من تاليف عدة كتب و لعل نفرغي للانشطة و الكتابة بعد التقاعد عن العمل بسوناطراك دفعني و ساعدني على الكتابة اكثر لان الاستغلال الأمثل للفراغ مدعاة دائما لملئه بما يفيد لا ضياعه هدرا كما جاء في الاثر ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس “الصحة و الفراغ”

الآن : صحيح و نعم ما اخترات في قتل الفراغ بالكتابة و الطبع و هل هناك الى جانب استغلال الوقت ما دفعك الى التأليف خاصة ما تعلق بالوطن و التاريخ ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: الواجب الوطني دفعني إلى التقيد بهذه المطبوعات راجيا أن يكون عملي هذا المتواضع وفاء لعهد الشهداء وخدمة للتاريخ وتبليغ رسالة الشهيد إلى الأجيال القادمة حتى لا ننسى معاناة الشعب الجزائري من ويلات العدو الفرنسي الغاشم

الآن : علمت الجريدة من خلال الكواليس ان مطبوعاتك لقيت و تلقى الاقبال من القراء ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: كل مؤلفاتي التي عرضتها للبيع بالتوقيع او في المعارض و المحافل الثقافية لقيت اقبالا على اقتنائها لاهميتها و قيمة و غزارة مادتها

الآن : اقبال القاريء على منتجات الكاتب في الواقع هو تشجيع له على المزيد ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: صحيح قد كنت كلما كثر الطلب على كتاب لي تزيد رغبتي في تاليف كتاب آخر

الآن : بمن تأثرت من الكتاب و أخذت عنهم و قلدتهم أسلوبا و مضامين ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: قرأت لبعض الكتاب العرب طه حسين و جبران خليل جبران و الطاهر وطار وغيرهم لكني لم أقلد أحدا في أسلوبه

الآن : ماذا تعتبر مطبوعاتك ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: أعتبر مطبوعاتي الأدبية رسالة إلى الأجيال القادمة كما أعتبرها مادة خام للمؤرخين والمهتمين بكتابة تاريخ الثورة المجيدة وتخليد ذكرى رجال قدموا أنفسهم قربانا للدين والوطن وتمجيد بطولاتهم من باب لا خير في أمة تنسى أمجادها وهؤلاء أمجادنا وصنعوا مجد الأمة العربية بصفة عامة والشعب الجزائري بصفة خاصة.
أما أهميتها أو الهدف منها هو الوقوف على مآثر الثورة المجيدة ومواقف الرجال خلالها لمقاومة الاستعمار الفرنسي

الآن : كيف تلخص مسيرتك الأدبية من بدايتها إلى اليوم و ماذا تنوي مستقبلا ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: كانت مسيرة شاقة واجهت عدة صعوبات وعراقيل في جمع شهادات المجاهدين بسبب كبر سنهم ورحيل البعض منهم حاملين معهم مرارة الإستدمار الفرنسي وحقائق لا يعرفها غيرهم غير أني أرى أنه قد أصبح التوثيق والتأليف من الضروريات للحفاظ على الذاكرة الشعبية وتكملة للرسالة النوفمبرية التي ناضل وكافح من أجلها شهداء الجزائر الأبرار

الآن : ما رأيك في قياس تقدم الأمة بالكتابة. و الكتاب ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: يقاس تقدم الأمة ورقي شعبها بتقدمها العلمي وإرتفاع مستوى الفرد وأيضا بحجم إستهلاكها للمقروئية حيث يتمتع الفرد بمنتوج ثقافته وثقافة الأخرين من فكر وفن فالثقافة هي العامل الرئيسي في تقدم ورقي الأمم ويعد الكتاب الوسيلة الأولى للثقافة بل هو الوعاء الجامع والشامل لكل مكونات الثقافة لأنه يحمل إبداع الإنسان إلى مجتمعه

الآن : ما وضعية طبع الكتاب في الجزائر وانعكاسات تراجعه على المبدعين و المؤلفين ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: على جميع المستويات المحلي والوطني وحتى العربي أرى ركودا شاملا وتقهقرا من حيث دور النشر وتصنيع وتسويق الكتب والمجلات وأي مطبوعات أخرى رغم أنها (أقصد الكتب والمجلات والمطبوعات) ذات أهمية في الحياة الثقافية

الآن : و لعل غلاء الطبع ساهم في هذا التقهقر ؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: بكل تأكيد فالغلاء قيد لا شك فيه

الآن : ما الواجب الذي دفعك الى نكرييس هذا العمل الكبير؟

الكاتب عبد الحاكم كمال: الواجب الوطني دفعني إلى القيام بهذا العمل المتواضع وفاءا لعهد الشهداء خدمة للتاريخ وتبليغ رسالة الشهيد إلى الأجيال القادمة حتى لا ننسى معاناة الشعب الجزائري من ويلات العدو الفرنسي الغاشم وفي نفس الوقت أعتبر عملي هذا مادة خام للسادة والأساتذة الباحثين والمهتمين بتخليد الثورة المجيدة والحفاظ على الذاكرة الشعبية ثم الحاح الداخل لاخراج المكبوت

الآن : بحوزتك حاليا أربعة كتب و انت تسعي لاضافة الخامس فما عناوين هذه المؤلفات

الكاتب عبد الحاكم كمال: أمجاد الولاية الخامسة التاريخية في الذاكرة الشعبية و رسالة إلى النائم تحت التراب و قصص عن الثورة الجزائرية في الذاكرة الشعبية و صراع من أجل البقاء و انا لا اسعي لاضافة الكتاب الخامس بل السادس و السابع و اكثر مدفوعا بالحاح داخلي رهيب لافراغ المكبوت و التعبير عن خوالج نفسي المبارة الى الكتابة بقوة خاصة في ظل توفر المادة التاريخية التي لا مناصب أنه رغبة كل وطني غيور

الآن : نتمنى رؤية مولود جديد قريبا و إلى ذلك الحين لا يسعنا الا تقديم أسمى التقدير لمجهوداتك في اثراء المكتبة الوطنية يكتب قيمة و وازنة

الكاتب عبد الحاكم كمال: العفو فقد اصبحت الكتابة شغلي الشاغل و التأليف و الثقافة جزء لا يتجزا مني ارجو المزيد فقط ولا ينتابني شعور بالملل و الكلل مطلقا بحول الله

الآن : الحديث معك شيق و ذو شجون و لكن لكل بداية نهاية فلو تتكرم بكلمة أخيرا للقراء

الكاتب عبد الحاكم كمال: جزيل الشكر ارفعه بمقامه لك و للطاقم الاداري و الصحفي لجريدة ” الان” الغراء بمكتب الجزائر و بمكتب الإدارة العامة و كل يوم و جريدتنا الغراء في تالق دائم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى