(غفوة.. وصحوة)
✍️مرشده فلمبان – عضو هيئة الصحفيين السعوديين – بمكة المكرمة :
كانت في ليالي السهاد.. تجلس على شرفة غرفتها.. قبالة حديقتها كزهرة خرساء عبقة فوق غصن غاف في ليلة غاب فيها القمر.. تغفو ثم تصحو.. وتلتقي في عمق غفوتها بحلم مستحيل عنيد.. في ليال تتلألأ فيها النجوم.. وفي صحوتها فجأة يخبو ذاك الضياء الحالم.. تتعانق قوافل السحب القاتمة ببطء شديد.. وتتلاحم في إنسجام رائع.. وتتواصل في إبداع رباني متناسق تشكل لوحة فنية نادرة تحت خيمة زرقاء.. ثم تتناقل فيما بينها قطرات عذبة نمير تتناثر على الأجواء زخات لؤلؤية منعشة تسحر الوجدان.. وتبهر الأحداق.. وتحيي الأرواح العطشى لعطايا الرحمن..
قالت تناجي طيفََا يرافق جلستها في ليالي السهد :
أتمنى لو أمرغ وجهي بوسادة من ماء السماء.. وأراك من خلال خيوط فضية براقة منسابة على نافذتي بإطلالة مهيبة ساحرة..
فجأة ترعد طبول السماء بوابل من زمجرة الصواعق تهز كياني.. فتتسارع نبضات قلبي.. أستفيق من غفوتي
لا أدري هل الليل يحتويني بسكونه.. أم يرعبني بغلالته السوداء؟ لكنني لا أهوى ظهور النهار ليحرمني من إطلالة طيف رفيق سهري من خلال ستائره المخملية.. وأتوه في مدارات الزمان والمكان وتلك الغلالة تهفهف على أجوائي تدثرجسدي المرهق.. أتقاسم مع طيف أمسيتي لحظات الشكوى.. ألتقي معه بعيدََا عن فضول البشر.. وفي نبضي معزوفة مجنونة تتناغم في صمت مع حلم حياتي… أردد في ضجيج السكون (باحلم بيك أنا باحلم بيك) بترنيمة العندليب الأسمر.