النعاس أثناء قيادة السيارة
✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
كما تتأكد من سلامة السيارة قبل التشغيل، تأكد كذلك من استعدادك الذهني والجسدي، فالجسم يحتاج إلى الراحة بعد التعب والجهد اللذان يؤثران على مدى النشاط والفاعلية، والنوم مصدر للراحة بعد الإرهاق والإعياء، والذين لا ينالون قسطهم الكافي من النوم يعانون من التوتر وسرعة الغضب، وقلة التركيز وبطء ردود الفعل تجاه الأمور التي تواجههم، أو المخاطر الطارئة وخاصة أثناء قيادة السيارة.
عندما يكون الإنسان مشغولا بأداء عمل حيوي متحرك فإنه يشعر باليقظة التامة، وإذا كان مجهدا وجالسا دون أداء أي عمل حركي فإنه بعد فترة سيميل إلى الخمول ومغالبة النعاس، كما يحدث ذلك في أحيان كثيرة عند الجلوس خلف المقود، وهذا فيه من الخطورة الشيء الكثير على السائق ومرافقيه، وشركائه الآخرين مستخدمي الطريق من ركاب أو مشاة.
غالبا ما تكون قيادة السيارة بعد نهاية يوم عمل شاق، أو بعد فترة نوم قليلة ثم الانطلاق بعدها للعمل أو السفر، والجلوس خلف عجلة القيادة، ومداعبة هواء التكييف لعيون السائق وبشرته يدعوه للاسترخاء، فتميل نفسه إلى النوم، كما أن بعض الأدوية والعقاقير تؤدي إلى شيء من الفتور وقلة التركيز.
والسياقة لمسافات طويلة على طرق لا تتغير معالمها بشكل ملحوظ، مثل الطرق الصحراوية، والرحلات الطويلة الخارجية، تساعد على حدوث حالات النعاس نظرا لعدم تجدد المناظر والأحداث، ولنوم المرافقين وعدم رغبتهم في تشغيل المذياع أو جهاز التسجيل، بالإضافة إلى الإرهاق البدني والحاجة إلى النوم بسبب زيادة عدد ساعات القيادة، والكثير من السائقين مرت بهم مثل هذه الحالات، وقد تكون أنت أحدهم.
قبل قيادة السيارة احرص على أخذ القسط الكافي من الراحة قبل ركوب السيارة، وخاصة قبل قيادتها لمسافة طويلة، أو السفر خارج المدينة، وتجنب الإكثار من الطعام، أو تناول وجبة ثقيلة قبل بدء الرحلة.
لا يحدث النوم بصورة مفاجئة أثناء قيادة السيارة، بل تسبقه عدة إشارات تعلن عن قدومه والتنبيه على أخذ الحذر، ومن هذه الإشارات تشتت الأفكار، وعدم الانتباه لمتغيرات جوانب الطريق، وعدم وضوح الرؤية، مع ثقل الجفون وصعوبة إبقاء العينين مفتوحتين، وكذلك صعوبة بقاء الرأس مرتفعا، وسير السيارة بصورة متأرجحة بين مسارات الطريق، وأحيانا الاندفاع إلى خارج الطريق .
عند شعورك بالإرهاق والنعاس أثناء قيادة السيارة ينصح بفعل بعض الأمور والتي منها تغيير اتجاه الهواء البارد عن وجهك أو إقفال جهاز التكييف، والإكثار من التحدث مع مرافقيك داخل السيارة، وتناول بعض المشروبات الساخنة، وتوقف في مكان آمن على جانب الطريق، ومن ثم مارس بعض التمارين الرياضية البسيطة مع استنشاق الهواء الطلق بنفس عميق، وإذا لزم الأمر توقف بعيدا عن الطريق وخذ غفوة قصيرة، ولا تتردد بالطلب من شخص آخر قيادة السيارة .
دائما وأبدا كن منتبها للأخطاء التي يقع بها السائقون الآخرون، مع الاستعداد لردود الفعل المناسبة، وعندما تلاحظ عدم توازن قيادتهم للسيارة لا تقترب منهم كثيرا، واجعل بينك وبينهم مسافة كافية، مع محاولة تنبيههم باستخدام المنبه كي يستعيدوا شيئا من نشاطهم، ومن ثم يتداركوا أمرهم.
لئن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا .