(كريستالة في عمق الوجع)

✍️مرشده فلمبان :

كثيرة هي الكريستالات التي سقطت وهوت وتكسرت أجزاؤها في مساحات الضياع..
ولكن ثمة من يرسل بين تلك الأجزاء ومضات من أنوار يعيد إليها تلك البلورات المشعة .. فتزداد وهجََا وتألقََا . 

هي كريستالة في وهج الصبا.. ظلمتها أحداث الحياة.. وتعسفت بكيانها.. يتيمة الأبوين.. لم تعش طفولتها كبقية الأطفال.. تسكعت بين ظلم واستبداد وعنف مع عبث الحياة.. تتقاذفها أمواجها.. متأرجحة بين اليتم وفقد الأحبة.. وبين حرمان وضغوط نفسية..
لم تكمل تعليمها.. ولكن مارست الحياة العملية في حقل التعليم في وقت مبكر حينذاك.. كافحت واشتد عودها.. وساهمت في بناء صرح شامخ في التربية والتعليم بين الهمم المنتجة للثروة البشرية لبناء كيان الإنسان الصغير ليغدو كبيرََا فيما بعد.
فبرغم بساطة مؤهلاتها العلمية لكنها عرفت من الجميع هذا الدور الذي قامت به تجاه تلك الأجيال بصمودها.. التي أصبحت ببركة الله ذات أهمية بالغة العظمة في المجتمع كما توسمته في صغيراتها منذ عشرات السنين فأصبح لهن شأن جبار في مسيرة حياتهن.. فأصبحن رائدات متألقات في معترك الحياة.
ولكن حياتها ومشاعرها في حضيض الضغوط النفسية.. وجمودها حين شاركها حياتها من لايستحق.. ففضلت الإنفصال عن هذا الروتين الممل.. والحياة التي تضج عنفََا وتسلطََا.
لم تستمر حياتها الخاصه في ظل الألم النفسي.. تراءى لها وميض ضوء يلوح في أفقها.. ينثر خيوطه المشرقة على بعثرة حياتها المتكسرة في أجزاء الكريستالة.. سلط عليها ذاك الضوء الحنون أشعته المشرقة.. فتبلورت حياتها من جديد.. وعادت الكريستالة إلى سابق عهدها جمالََا وتألقََا.. تشرق إلى الحياة في واقع جميل.. مع أجمل حقيقة تضيء كيانها تبعث في ذاتها روح الحياة النقية.. وروعة وجودها معه مدى العمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى