بيت الشعر في الفجيرة يحتفي بأمير الشعراء كريم معتوق
عبدالله بن صالح – الفجيرة :
شهد الشيخ المهندس محمد بن حمد بن سيف الشرقي مدير عام دائرة حكومة الفجيرة الإلكترونية الأمسية الشعرية “أنشودة الجبل” التي نظمها بيت الشعر في الفجيرة التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مساء أمس، واستضافت الشاعر الكبير كريم معتوق “أمير الشعراء 2007” بمرافقة عازفة العود الفنانة شمسة الجسمي، وذلك في قاعة الشهداء بأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، بحضور سعادة خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية، وسعادة شريف العوضي مدير هيئة المنطقة الحرة بالفجيرة، والدكتور حمد البقيشي المدير التنفيذي للجمعية، ونخبة من المثقفين ومحبي الشعر بإمارة الفجيرة .
وأكد سعادة خالد الظنحاني رئيس الجمعية أهمية الشعر في إثراء الوجدان الإنساني وتقديم المعارف في قوالب إبداعية، مشيرًا إلى أن الأمسية تعد إضافة نوعية للحراك الثقافي للجمعية، ومساهمة منها في تعزيز المسيرة الإبداعية بدولة الإمارات، وإمارة الفجيرة على وجه الخصوص، منوهاً إلى أن الأمسية شكلت انطلاقة لافتة للموسم الثقافي لبيت الشعر بالفجيرة.
واستهلت الأمسية بكلمة فاخرة بن داغر البلوشي نائب رئيس الجمعية، التي رحبت فيها بالحضور مثمنةً الزخم الجماهيري الذي حظيت به أمسية “أنشودة الجيل” من قبل المثقفين والمهتمين بالشعر، وأعربت عن فخر الجمعية باستضافة أمير للشعراء ظل يؤمن بأن الشعر لابد أن يكون حراً طليقاً يعانق الناس ويُعبر عنهم، وقالت إن الشعر عند كريم معتوق حالة نخبوية تتسيد المشهد الجماهيري والشعبي العربي.
وقدمت بن داغر لمحة تعريفية عن الشاعر الإماراتي القدير كريم معتوق، حيث أشارت إلى أن معتوق يعد أحد أبرز الأسماء الشعرية في المشهد الثقافي العربي، كتب في الصحافة المحلية، وأعد وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية. فاز بلقب “أمير الشعراء” في النسخة الأولى للبرنامج عام 2007، وصدر له 19 ديواناً شعرياً وروايتان وكتاب “سيرة ذاتية تشبهني”، ومن أبرز دواوينه: “مناهل” و”طوقتني” و”هذا أنا” و”طفولة” و”حكاية البارحة” و”السامري”.
بدأت الأمسية بنغمات العود تنساب بشفافية على يد الفنانة شمسة الجسمي، ثم تصاعدت الألحان، بينما دخل الشاعر معتوق بقصائده الإبداعية المتميزة التي أمتع فيها الحضور، حيث استهل الأمسية بقصيدة الغياب التي يقول فيها:
مرّتْ على الهجرانِ أعوامٌ
ولكني ذكرتُكِ فاستعِدّي للعتابْ
لا بدَّ من أثرٍ يقالُ وصيحةٍ
في عَتمةِ الصمتِ الطويلِ المُعتَلي
كي لا يلذَّ لنا الخرابْ
فإذا التَقيْنا في الطريقِ
وكنتُ أقصدُ حانةً
يوماً تلاقيْنا بها بينَ الصِحابْ
ما زلتُ أحرثُها مقاماً زائراً
فيها شرارةُ عشقِنا
فتَصنّعي سبباً لندخلَها معاً
قولي ظمِئتُ ، أريدُ فنجاناً من الكلماتِ
بالدفءِ المُذابْ.
وواصل قراءته المشوقة التي تفاعل معها الحضور بذهنية حاضرة ووجدان مفعم بالحب، حيث أنشد من إحدى قصائده:
لم أكن في عزمِ “لوركا”
يقرأ الأشعارَ في غرفةِ موتٍ
صدرُهُ مأوى رصاصٍ ظهرُهُ مأوى الجدارْ
ليغني لكِ يا “مريانا” الروح
هل الحبُّ بلا حريةٍ حبٌّ
وهل حريةٌ تحيا بلا حبٍ بهذا الانحدارْ
لم أكن يوماً شيوعياً “كنيرودا”
ولم أدخلْ أذى الأحزابِ
ما يمَّمْتُ إلا للإماراتِ سماءً وتُراباً وبِحارْ
لا أرى الخائنَ إلا خائناً
والمرابي إن عَلتْ فيه المقاماتُ مرابٍ
ومعي سبّابتي بوْصلةً
حدَّدتِ المعنى له بالاحتقارْ
من قصيدة النبلاء
وسَنرْقَى حينَ لا نأتي على سيرَةِ عيدِ الحُبِّ
والوردِ الذي أُهْديهِ
إذْ ألْمَحُ في خدَّيْكِ ورداً وحَياءْ
لا ولنْ أسألَ عَن دبْدُوبِ مِيلادِكِ
كي لا يبْتَدي فيكِ اخْتِناقٌ
وتَغَصِّينَ بريقٍ وتَغَصِّين بِماءْ..
وفي ختام الأمسية قام الشيخ المهندس محمد بن حمد بن سيف الشرقي يرافقه سعادة خالد الظنحاني بتكريم الشاعر كريم معتوق والعازفة الفنانة شمسة الجسمي وأكاديمية الفجيرة للفنون بدروع تذكارية .