ملحمة فنية و مسيرة إنسانية خالدة

الذكرى 36 لوفاة الفنان حسن الحسني

محمد غاني _ الان
مرت أمس 25 سبتمبر 2023 عن رحيل أحد أعمدة الفن الجزائري حسن الحسني ” بوبقرة ” 36 سنة كاملة واسمه الحقيقي حسن بن الشيخ ولد في 24 أفريل 1916 بمنطقة” بوغار بقصر البخاري ولاية المدية ” و قد اتسم منذ صغره بموهبة فنية راسخة و ملكة عصامية فتحت له اوسع الوالد اقتحام عالم المسرح و السينما و التلفزيون فكان ايقونة فنية نادرة طبعت حياته بمسيرة حافلة بالمحطات و النشاطات التي لا تضاهى بداها من مسقط رأسه ببوغار اعالي قصر البخاري  لينتقل إلى مدينة البرواقية التي عمل بها حلاقا ثم مسيرا لقاعة السينما من 1947 الى غاية 1950 و بهذه المدينة كانت انطلاقته الفنية حين ساهم في تأسيس جمعية الشمس المسرحية وقدم من خلالها اولى أعماله الفنية خلال فترة الحرب العالمية الثانية والتي كانت سببا في دخوله السجن بسبب توجهاته الوطنية حيث كان من بين المناضلين الاوائل الذين قارعوا سياسات الاستعمار ودفع ثمن ذلك سنوات من عمره قضاها متنقلا بين سجون بشار البرواقية وسركاجي و كان لهذه المرحلة بالغ الأثر في شخصية الفنان حيث. تعززت خلالها مبادئه الوطنية وقناعاته السياسية  فكان  فنانا  و مناضلا سياسيا وعضوا بارزا في حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم جبهة التحرير الوطني و في سنة 1951 انتقل الى الجزائر العاصمة التقى بالفنان محي الدين بشطارزي وأنضم اليه ممثلا في فرقة المسرح البلدي واستمر فيها إلى غاية 1954 قدم خلالها الكثير من الأعمال الفنية التي عملت على صقل ومواهبه الفذه و نمت عبقريته التي استطاع من خلالها أن يطوع السخرية لتكون وسيلة للضحكو تناول من خلالها الكثير من الظواهر الدرامية والهزلية السائدة في المجتمع سواء في المسرح أو التلفزيون أو حتى السينما و بعد الإستقلال عاد الفنان لمزاولة نشاطه الفني بالمسرح الوطني الجزائري و إستمر به ممثلا الى غاية سنة 1965 ثم انتقل في سنة 1965 الى تجربة أخرى. من. حياته الغنية فأسس رفقة الطيب أو الحسن وعمار الوحدة ورشيد زوبة ومصطفى العنقى فرقة المسرح الشعبي التي قدمت الكثير من العروض والأعمال الفنية عبر ربوع الوطن الجزائري لتبقى أعماله خالدة مثل مسرحية “تي قول او تيقول با ” وأحلام حسان سي بلقاسم البورجوازي “
-البخيل-طيب رغما عنه-الاغا مزغيش- فهذه الأعمال وغيرها من الدرر والنفائس الفنية التي قدمت الراحل وتعرف عليه الجمهور وأحبه فكان احسن من أدى دور البدوي الساذج والبسيط الذي يصارع الحياة وصعابها وقساوتها بأسلوب فني راق بسيط احبه من خلاله الجمهور حيث كان سباقا في تناول قضايا إنسانية اجتماعية اقتصادية وسياسية بأسلوب متفرد فكان فنان الشعب بامتياز و. لسان حال المجتمع
تحل سنة 1966 التي شكلت منعطفا اخر في مسيرة الفنان اقتحم من خلالها عالم السينما وشارك في الكثير من الأعمال الفنية ذات البعد الثوري النظالي والهوية الوطنية تناولت واقع الأمة الجزائرية وما عاشته لكن هذه المرة في ثوب التراجيديا والواقعية الفنية أبرزها رائعة محمد الاخظر حميمة والتي نال بها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي ريح الجنوب 1966لتتوالى الأعمال حيث شارك الفنان في أكثر. من 40 فيلما سينمائيا أبرزها المشعوذ 1959-الافيون والعصا 1969- عطلة المفتش الطاهر 1972-وقائع سنين الجمر. 1974-بوعمامة 1983-ابواب الصمت للمخرج عمار العسكري 1987كما كان للفنان تجربة سياسية حيث انتخب سنة 1977. نائبا بالمجلس الشعبي الوطني فكان مثالا في التفاني وفي الاخلاص. و. الوطنية بشهادة من عاصروه وعايشوه خلال تلك التجربة وبالعودة إلى مجال التمثيل. و. السينما كان للراحل تجارب سينمائية رائدة حيث شارك في افلام ايطالية و. فرنسية منها فيلم الاعترافات الحلوة وتجارب عربية مصرية كفيلم سوق القرية
بوبقرة الفنان بوبقرة الإنسان بوبقرة الثائر والمناضل بوبقرة السياسي تعددت المحطات وتقاطعت المسارات في حياة رجل عشق الفن وعشق الوطن فكان مدرسة فنية و إنسانية باقتدار الجمت أعماله وصولاته الفنية اقلام النقاد و اسال أدائه المتميز لعاب كبار المخرجين لصدقه عفويته وقدرته الخارقة على التجلي. و. التشكل في شخصيات و. أدوار وبسلاسته في التنقل بين مواقف التراجيديا والكوميديا والدراما تشهد عليها أعماله الخالدة ولأن الفنان أخلص لفنه توفي وهو يؤدي اخر مشهد له في فيلم ابواب الصمت لعمار العسكري وهويصارع الموت أبدع الراحل في رسم اخر مشهد له لتوافيه المنية يوم 25سبتمبر 1987 فيترك للاجيال المتلاحمة ملحمة فنية ومسيرة إنسانية خالدة رحمه الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى