مراحل تطور المقدمة في القصيدة العربية

فاطيمة مسعود جبارة _ الجزائر

تميزت القصيدة العربية بسيمات عبر مراحلها التاريخية شكلا ومضمونا من العصر الجاهلي بطابعها الكلاسيكي وصولا بها الى العصر المعاصر .
ومن أهم ما لفت انتباه الدارسين للأدب العربي “المقدمة “في العمل الشعري القديم التي يستهل بها الشاعر قصيدته حيث اختلفت من شاعر ل آخر عبر مختلف العصور وعليه يمكننا طرح التساؤلات التالية .
بم تميزت مقدمة القصيدة العربية القديمة بأنواعها ؟وهل هي عادة سار الشعراء على نهجها مثلت النص الشعري القديم مبنى ومعنى ؟وبم اتسمت في كل حقبة زمنية ؟ درس النقاد والدارسين القصيدة الكلاسيكية العربية من حيث الشكل والمضمون بتحليل نصوص شعرية لفحول الشعراء العرب قديما من معلقات ولعل أهم ما سلطوا الضوء عليه هو دراسة المقدمة في العمل الشعري الكلاسيكي لم يبديه مطلع القصيدة باعتبارها عتبة النص فنجد أصحاب المعلقات في العصر الجاهلي يستهلون قصائدهم باستوقاف الصحب وذكر الديار بالشوق والحنين للبيئة التي ترعرع بها لاسترجاع ذكرياتها مع الأهل والحبيبة فنجد على سبيل المثال “امرؤ القيس في معلقته يقول في مطلعها : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجته من جنوب وشمأل فهو من خلال الأبيات يستوقف الصحب عند الديار ليعيد الذكرى بها .
حيث شاعت تلك المقدمة انذاك عند كثير من الشعراء ساروا على نهجه وأضحت عادة تبعوها فنجد شاعر آخر فحل هو عنترة بن شداد العبسي يؤكد تأصل المقدمة في بناء نظم القصيدة بقوله في مستهل معلقته هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم يا دار عبلة بالجواء تكلمي فنلاحظ ذكر الديار والحبيبة أما في عصر صدر الإسلام والدعوة الاسلامية فنجد الشعراء غيروا غرض المقدمة والقصيدة الى الحديث عن الزهد ومدح النبي الكريم لغرض نشر الرسالة الاسلامية ومن اشهر من عرف بذلك نجد حسان بن ثابت سمي شاعر الرسول و اظافة الى البوصيري الذي اشتهرت قصيدته البردى في مدح خير الأنام قائلا : ولد الهدى فالكائنات ضياء مهند من سيوف الله مسلول لتتنوع المقدمة عبر العصور بطابع يعكس حياة وبيئة الشاعر انذاك من خلال عمله الشعري ليخرج ابو نواس بنمط آخر من المقدمة مستهلا نصوصه بالمقدمة الخمرية عن الخمر ووصفه ويتغزل بها في مطلع قصائده .
وبهذا التنوع في أشكال المقدمة العربية القديمة ك غاية ميزت حقبة زمنية لعصر من العصور كونها جزء تنفرد وتنفصل عن هيكلها في بقية الأبيات ليتطرق الشاعر الى مواضيع عدة عبر النص الواحد فنجد امرؤ القيس في منتصف المعلقة يخاطب الحبيبة في قوله افاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنتي قد ازمعت فاجملي اغرك مني ان حبك قاتلي وانك مهما تأمري القلب يفعل لتبقى المقدمة العربية القديمة بتنوع اشكالها طللية او غزلية او خمرية او مدحا او في الزهد ميزة تأصلت بها القصيدة .عبرت عن واقع الحياة العربية وعكست بها القصيدة بيئة الشاعر بصورها لتدوين تراثها العربي والحياة عبر النص الشعري . ارائكم اساتذتي ونقدكم هذه اجابتي لموضوع دكتوراة مقياس الادب القديم سؤال مراحل تطور المقدمة في النص الشعري العربي القديم.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى