تجار الأزمات

✍🏻 صالح الريمي :

في بعض مناطق ليبيا وجد أن بعض تجار الأزمات لم يعتبر لأي إعتبار إنساني للكارثة التي حصلت في البلد، بدل خفض الأسعار ومساعدة المتضررين. لكن الذي حصل العكس حيث حاول بعضهم استغلال الكارثه للتربح ورفع الأسعار وإحتكار السلع .

وهنا جاء أحد الضباط الشرفاء يوبخهم على فعلهم الشنيع، فاليوم كل المواطنين في الدول المنكوبة مؤخرًا كالمغرب وليبيا إلى التكافل والتعاون والتعاضد أكثر من أي وقت مضى للخروج من عنق الزجاجة بأقل الخسائر.

في الوقت الذي يسارع فيه الجميع أفرادًا وجمعيات خيرية وبعض أجهزة الدولة إلى لملمة الجراح والتعاضد للحد من تداعيات الأزمة التي ضربت ليبيا، تجد العكس بعض ضعاف النفوس من التجار استغلوا ظروف هذه الكارثة ورفعوا الأسعار بشكل كارثي..
ورغم الفاجعة التي يعيشها المواطن الليبي ومن قلبه المغربي بعد الزلال، والذي يفترض أن يتواجد فيها قليل من صحوة الضمير من بعض تجارهم، وهذا واجب شرعي وأخلاقي لتحقيق توازن الأسعار تماشيًا مع الوضع الراهن، ليقوموا بواجبهم الإنساني قبل الاجتماعي تجاه بلدهم.

ترويقة:
كان منهج الصحابة رضي الله عنهم جميعًا إذا زاد سعر سلعة ما رخصوها باستبدالها بغيرها وامتنعوا عن شرائها (وهو ما نسميه الآن مقاطعة السلع) وقد حصل ذلك في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما زاد سعر الزبيب في مكة، وقال الصحابة عن هذه الحادثة: غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى علي بن أبي طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا، فكتب لهم علي: أن أرخصوه بالتمر (أي استبدلوه بالتمر) والذي كان متوفرًا بكثرة في الحجاز وبأسعار رخيصة، فيقل الطلب على الزبيب ويرخص سعره، وهو منهج إسلامي قديم لا يعرفه الكثير من الناس.

ومضة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحتَكَر الطعام.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى