لكل داء دواء
✍️شيخه الدريبي – المنطقة الشرقية – الأحساء :
كلُّ أمورِ الخَلقِ مُقدَّرةٌ بقَدَرِ اللهِ وقدْ يسَّرَ اللهُ لِعبادِهِ فِعلَ الأسبابِ التي تُوصِلُهم إلى دَفْعِ المضرَّاتِ والوُصولِ إلى ما فيه مَنفعَتُهم وشَرَع لهم التداويَ مِنَ العِلَلِ والأمراضِ التي تُصيبُهم وإنْ كان الشِّفاءُ بيَدِه سُبحانه فما أصاب اللهُ أحدًا مِن عِبادهِ مِن بَلاءٍ ومَرضٍ نَفسيٍّ أو جَسديٍّ إلَّا أنزَلَ وقدَّرَ له شِفاءً أي علاجًا يكونُ سَبَبًا في زوالِ هذا المرَضِ وإذا علم المريض أن لدائه علاجا قوي رجاؤه واستبشرت نفسه وأعانه ذلك على تجاوز ما هو فيه من الهم والغم وخف عليه ثقل المرض وهذا بإذن الله سببا من أسباب زوال ما ألم به وإذا علم الطبيب أن هناك أمل في علاجة بأذن الله قويت همته وزاد عزمه ونشط في البحث والتجربة ليصل إلى علاج المرض فلكل داء نفسياً كان أو جسدياً دواء يؤثر فيه ويقضي عليه ما عدا الموت أو الهرم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم) أي ضعف الشيخوخة ونقص الصحة ولكن الطبيب قد يصيب الدواء المناسب وينجح في معالجة الداء بإذن الله وقد يخطئ الطبيب في معرفة الدواء أو في تشخيص المرض فيفشل في العلاج ليس هناك أمراض مستعصية لا دواء لها فكل مرض له أدوية تؤثر فيه وتقضي عليه ولكن لم يتم أكتشافها بعدكما أن الشفاء متوقف على الإصابة ومن الممكن أن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله ذلك كله على تقدير الله وإرادته والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وتجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك..
بعض الأمراض تعد امراض مستعصية لا علاج لها فلما اكتشفت اللقاحات والأدوية المناسبة لها أصبحت من الأمراض العادية التي يسهل علاجها بإذن الله فجميع الأمراض الباطنة والظاهرة لها أدوية تقاومها وهناك بعض الأدوية لا يعلمها الكل ويجهلها البعض فالذي خلق الداء خلق الدواء فلا بد من التداوي واستعمال الأدوية والتوكل على الله وأن هذا الدواء شافي له بإذن الله وتقديره وأنها لا تؤثر إلاّ بإرادته عز وجل وعليك بتقوية نفس المريض ومساعدتة في مكافحة المرض ومقاومة الداء لأنه متى استشعرت نفسه أن لدائه دواءً تعلق قلبه بالرجاء وتفتحت له أبواب الأمل وزال عنه اليأس والاكتئاب وهذه المشاعر في حدّ ذاتها كفيلة له بالشفاء بإذن الله لأن نفسية الإنسان متى قويت تغلبت على المرض وقهرته ومتى ضعفت تغلب عليها المرض ومن الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول كبار الأطباء ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم الأدوية القلبية والروحانيةوقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والانكسار بين يديه والتذلل له والصدقة والدعاء والتوبة والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب هذه الأدوية بعد تجربتها فوجدوا ما لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ..