*نصف الحياة “حضن”*

✍ صالح الريمي :

أمس عبر الواتس اب أرسلت لأحد القروبات المهتمة بقراءة خربشات قلمي المتواضع صورة عبارة عن طفلين حاضنين بعضهما، فدخل عليّ الشخص على الخاص بعدما عرف بنفسه بأنه أحد المهتمين بعلم النفس الصحي، وكان حوارًا مطولًا وماتعًا استفدت منه كثيرًا..
وللفائدة سأنقل لكم خلاصة الحوار، مما قاله لي: هل تعلم أن العصر الحديث شهد تراجعًا مخيفَا في التواصل الإنساني والجسدي بين الناس بشكل ملحوظ؟؟
هل تعلم أن أهم مناسبتين دينيتين وهما “عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك”، غالب الناس لم يزوروا بعضهم البعض واكتفوا عبر مواقع التواصل بإرسال رسائل معايدة فقط؟؟

بصدق أقولها وتحدث عن لساني: أن من سلبيات مواقع التواصل أنها أفقدتنا اللمسة الحانية والحضن الدافئ، والحضن بالخصوص ما بين الزوجين، وأجده في معظم الأحيان أهم من ممارسة العلاقة الحميمية، مما أدى إلى إرتفاع معدلات الطلاق وتأخر سن الزواج في العديد من المجتمعات العالمية..
في ألمانيا مثلًا تم عمل استطلاعات للرأي العام بسؤال ماهي أهم الاعمال التي تجعلك سعيدًا؟؟
وظهر في المركز الأول في قائمة الأمور التي تجعل الإنسان سعيدًا، هو “الاحتضان” بين أفراد الحياة الأسرية، وبالخصوص الافتقاد امتد للزوجين، ووجدوا أن نصف الزوجات وثلث الأزواج يتمنوا الحصول على حضن دافئ بعيدًا عن العلاقة الحميمية.

فقد أدت الحياة الحديثة التي يقضي فيها معظم الناس أوقاتهم اليوم على الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي إلى ندرة أو غياب أحد أهم عناصر التواصل الإنساني وهو “التواصل الجسدي”، فالحضن الدافئ بين أفراد العائلة الواحدة أو حتى الربت على الكتف بين الأصدقاء صار من الأمور النادرة، وهي مسألة لا تضر بالصحة النفسية فحسب بل والجسدية أيضًا كما يؤكد الخبراء..
الحضن؛ هو وجبة غذائية نفسية متكاملة، ورسائل نفسية إيجابية للطرفين، فيها من القبول والاحترام والاحتواء الشيء الكثير، وهو أحد أهم الاحتياجات الإنسانية وأقواها أثرًا على الإطلاق، وعدم إشباعه بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى كثير جدًا من الأمراض أو الأعراض المرضية.

*ترويقة:*
يقول أحد علماء النفس:
“أن الواحد فينا يحتاج إلى أربعة أحضان يوميًا، وحينما يزيد العدد إلى ثمانية، فهذا كفيل بدوام واستمرار وصيانة صحتنا الجسدية والنفسية، ومن أجل اكتمال النمو الصحي وتمام النضج النفسي فنحن نحتاج اثني عشر حضنًا في اليوم والواحد.

*ومضة:*
الحضن؛ نصف الحياة وشفرة المحبين، ويعني أنك موجود، وتستحق هذا المنحة الربانية بين يدي من تحب.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى