الاستعداد بخطوة إضافية

✍ عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

من أكبر صفات الإنسان الناجح هي إتقانه لمهارة تحديد الأهداف، ومهارة الالتزام لتحقيق الأهداف، والقدرة على تحديد الأولويات، وما يتبع ذلك من تخطيط سليم يقود إلى نتائج مطلوبة، ويكون هذا بتقييد الواجبات بعد معرفة مراحلها بدقة، وتسجيل كل ما يطرأ على البال من الأمور فالنسيان عذر الكل يستند إليه، فتنسى أمورا ويقدم مهما على أهم.
حتى تكون دقيقا في إنجازاتك ومحققا أكبر فائدة من أعمالك لا بد وأن تتحلى بمعرفة جيدة لما أنت مقبل على فعله، فتكون أهدافك محاطة بكمية بسيطة من الفهم والتنسيق، ومنها أن تكون ذات خصوصية (خاصة بك) أو بالعمل، ومكتوبة بلغة واضحة، ومصنفة إلى قصيرة المدى أو طويلة المدى، وتكون واقعية وممكنة التحقيق، لا تمد بها في الخيال، ومحددة الوقت بداية ونهاية ضمن إطار زمني معقول، ليس بالقصير الذي يجعلك تتسارع فيه فلا يكون متقنا، ولا بالطويل فيدعو ذلك إلى التراخي والملل، ولتكن لديك بصيرة بالمعوقات التي ستواجهها بصورة بينة منذ البداية، وتكون هذه الأهداف محددة النتائج، وقابلة للقياس.
الاستعداد وحده لا يكفي، فأفكارنا المجردة مهما كانت صحيحة لا تصل بنا بعيدا ما لم تنزل على الواقع، ويتبعها تخطيط بعناية واهتمام، ومن ذلك أن تمسك قلما وتحضر ورقة وتضع عليها ما تريد إنجازه في يومك، واجعل هذه عادة دائمة لا تفارقك، فبهذه العادة ستغير حياتك إلى الأفضل، وستجد أن هناك جرساً له نغمات شجية تذكرك بتحقيق أهدافك وتدفعك للمضي في طريق تحقيقها، وتحديد واختيار الطريق يساعد على عملية التنفيذ،
فرجل ينفذ أفكاره القليلة بهمة، ويعرف ما يريد، ويقوم بالتنفيذ، أفضل ممن امتلأ رأسه بالأفكار، وعجزت يداه عن تنفيذها، وإذا لم تكن مستعدا بشكل زائد فأنت لست بمستعد، ومبدأ من مبادئ النجاح الذي يعرفه كل الناجحين إذا كان الهدف مكتوبا فسيتحقق بإذن الله، فهل طالبت نفسك بالوصول لهذا الهدف، وهل جعلته قانونا في مسيرتك أنت ملزم باتباعه، فاللحظة التي تغير فيها أفكارك هي اللحظة التي تغير فيها وجودك ونمط حياتك.

Related Articles

Back to top button