كرست حياتي للعمل بدار الثقافة الفنون لولاية وهران منذ 1991 و لا أزال …

حاورها محمد غاني.

من الشخصيات المهمة و الفاعلة جدا و البارزة على المستوى الثقافي بولاية وهران والتي اضطلعت طيلة حقبة طويلة من الزمن بلعب أدوار ادارية ثقافية صنعت منها رقما أساسيا في تحريك دواليب الثقافة وتكريسها على الأرض مثبتة جدارة لا مثيل لها في الاتجاه بالفعل الثقافي بمفهومه الواسع نحو الازدهار و الرقي و التواجد المستمر ببرامج هادفة طالما جلبت اهتمام المثقفين و تفاعلهم و انخراطهم و الشراكة الدائمة و القوية في ترسيم تعاطيهم مع الجانب الثقافي دون هوادة باعتبار ان دار الثقافة بوتقة لانصهار الطاقات و القدرات الابداعية المختلفة و نافذة حقيقية واسعة للاطلال على عالم مشحون بالجديد المتجدد و المتسلسل عبر افراغ المكنونات المجبول عليها المثقف الفنان و الاديب و الرسام و الحرفي و كل من لديه موهبة في مجال معين مألوف و لاغرابة ان اطنبت  في عرض مسيرة هامة لمديرة دارالثقافة  التي استقبلتنا في مكتبها و اجرت معها حوارا  كمثقفة و مسؤولة بعد ان فتحت صدرها بكل ترحيب للجريدة الان.

الآن : أهلا بمديرة الثقافة زدور ابراهيم القاسم لولاية وهران عاصمة الغرب الجزائري في هذا الحوار الذي نرجو ان يكون هادفا و نافعا و ماتعا في نفس الوقت.

مديرة دار الثقافة : مرحبا بجريدة الان الكبيرة و الغراء  و تحية ازفها خالصة بمناسبة الدخول الاجتماعي و الثقافي 2024/2023 الى طاقمها الادارى و الصحفي بالجزائر وعلى راسهم الاعلامي كمال فليج والى مديرها العام و الى قرائها الكرام.

الآن : دخول إجتماعي و ثقافي موفق باذن الله اذا سمحت السيدة المديرة من هي قوادري عيشوش بختة كمديرة لدار الثقافة وهران في ورقة تعريفية موجزة.

مديرة دار الثقافة : اسمي الكامل قوادري عيشوش بختة زوجة قندوز المزدادة سنة 1961 ببلدية تاجنة ولاية الشلف الواقعة بالوسط الغربي على بعد200 كلم من الجزائر العاصمة أقطن حاليا بمدينة وهران متزوجة و أم لابنين بنت وولد و اشتغل مديرة لدار الثقافة لولاية وهران فبعد ان تحصلت على شهادة البكالوريا التحقت بالدراسة بجامعة احمد بن بلة بالسانية وهران و تخرجت بشهادة ليسانس حقوق و تحصلت على شهادة الكفاءة المهنية المحاماة و لكني لم اعمل بها و فضلت الالتحاق كموظفة بقطاع الثقافة كاطار متصرف رئيسي و متصرف استشاري ثم امرة بالصرف ليتم تعييني مديرة دار الثقافة في 19 أفريل 2012 ولا ازال امارس مهامي الادارية الى اليوم وأنا موظفة بدار الثقافة منذ سنة1991 كما اشير الى أنني عملت موظفة بالديوان الجهوي للحليب و مشتقاته في قسم المنازعات القانونية قبل ان التحق بقطاع الثقافة.

الآن : نرى أنك تخصصت في المهام الادارية منذ بداية توظيفك ما اكسبك خبرة كبيرة في التسيير و لكن لكل اداري بقطاع الثقافة مؤهلات ثانوية فما هوايتك الجانبية الثقافية؟

مديرة دار الثقافة : في الواقع لم تكن لي هوايات الا قدرا يسيرا من المطالعة و لكن ما اسهبت في الاهتمام به اكثر هو متابعة لا ممارسة النشاطات الثقافية خاصة ماتعلق بالمقهى الادبي الذي كان يديره و يشرف عليه الدكتور الروائي امين الزاوي وكنت أداوم الحضور باستمرار و من جهة أخرى كان لي مقال مع الكاتب المعروف رابح خدوسي سنة 1991.

الآن : ولكن كيف اهتممت بالنشاط الثقافي و انت ادارية حتى النخاع

مديرة دار الثقافة : كنت في كل مرة يظهر فيها شغور منصب اداري اكلف بتسييره و من موقعي الاداري اتابع عن كثب كل النشاطات الثقافية التي تديرها و تشرف عليها دار الثقافة و أساهم بشكل مباشر في انجاحها بمد يد المساعدة ولا زلت أساعد جميع النشطاء و الجمعيات الثقافية في انجاح برامجهم واسهم بقوة و فعالية في بلورة مشاريع و برامج ثقافية لدار الثقافة و اشد على يد المصلحة المختصة بالأنشطة الثقافية من اجل تنفيذ و تقديم برامج هادفة و ماتعة.

الآن : على ذكر النشاطات الثقافية ماهي اهمها التي تمت تحت اشرافك؟

مديرة دار الثقافة : هناك نشاط اكاديمي نرفعه لشخصية ثقافية او فنية معينة كل سنة و للأمانة الزميل بلحاج العيد هو من أعطاني الفكرة فالطبعة الأولى كانت بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة مرفوعة للروائي المرحوم الطاهر وطار والطبعة الثانية رفعت للمرحوم بختي بن عودة و الطبعة الثالثة رفعت لأبي القاسم عبد الله و الطبعة الرابعة رفعت لام سهام و الطبعة الخامسة للشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش و الشاعر الجزائري مفدي زكريا و الطبعة السادسة للمفكر الاديب الدكتور عبد المالك مرتاض و الطبعة السابعة للاستاذ الجامعي و الكاتب الدكتور محمد بشير بويجرى و اقيمت الطبعات الثامنة و التاسعة و العاشرة اما الطبعة الحادية عشرة لم تتم لظروف مالية و عدم جاهزية قاعة العروض الكبرى لاحتضانها.

و من النشاطات الهامة الصالون الوطني للفنون التشكيلية الذي كانت السنوات الأولى منه عبارة عن مسابقات وطنية ونحن بصدد الطبعة العاشرة منه كما ان دار الثقافة في طريق تجسيد فكرة رسم محتوى قصيدة اوتمثيلية فمثلاالشاعر يقرأ قصيدته و الرسام يرسم مضمنها في لوحة تخلد الاثنين و من النشاطات أيضا التي قمنا برسمها دوريا ايام الأغنية احتفاء و احياء لذكرى 11 ديسمبر وأيام المديح أحياء لذكرى المولد النبوي الشريف من كل سنة هذا الى جانب الحفلات الفنية لكل الطبوع و المعارض و الموائد المستديرة و المحاضرات وفق برامج سنوية مسطرة.

الآن : و ما الجديد بالنسبة لاحياء شهر التراث؟ و كذا اليوم العالمي للكتاب .

مديرة دار الثقافة :واكبنا شهر التراث انطلاقا من يوم 18 افريل 2022 والذي تنتهي فعالياته في 18 ماي 2022 باقامة نشاطات موسومة بشعار تراث غير مادي أصالة و هوية اما في التراث المادي فاهتممنا بالحكامة و القوال و بالامثال و الأقوال الشعبية ونظرا لاهميتها نسعى لتجميعها و توثيقها بالصيغة التقليدية لضمان سيرورتها و انا شخصيا أولي أهمية خاصة للتوثيق خاصة على شكل كتب لان العودة للكتاب اصبحت ضرورة ملحة و اتوقع عودة قوية قريبا للكتاب الذي يحفظ المعلومات لزمان اطول عكس المطبوعات السمعية البصرية التي قد تتعرض للاتلاف علما و للحفاظ على الهوية مازلنا نقوم بتقديم برنامج الحلقة و القوال و خلال ايام سيقوم الاستاذ الدكتور الأخضر منصوري بالقاء مداخلة في الصدد وفي نفس الوقت سنقوم بعرض على الداتاشو حول عبد القادر علولة و نكملها بعرض مسرحي حول موضوع القوال و للاشارة تم تنفيذ برنامج خاص بشهر رمضان الكريم كان من اهمه المداخلة التى القاها الدكتور داودي عبد القادر بقاعة الباهية حول اهمية الكتاب و كان الحضور كثيفا و التجاوب كبيرا الى جانب اقامة امسيتين أدبيتين و مدائح دينية و سماع صوفي بدار العجزة.

ايضا قامت دار الثقافة و لمدة خمسة سنوات على التوالي بتنظيم ملتقى وطني حول الكتاب عبارة عن ملتقى اكاديمي حضر فعالياته الكثير من الفاعلين من الجزائر العاصمة وولايات اخرى بالقاء مداخلات و عرضها على طلبة الجامعة وبالمناسبة ايضا احيت و تحي دار الثقافة اليوم العالمي للكتاب تحت شعار رهانات الكتاب في زمن العولمة و الرقمنة و طرحنا سؤالا حول مألات الكتاب الورقي المحفوظ بالرفوف في الزمن الحالي و خرجنا بتوصيات للطلبة الثانويين و الجامعيين بالزامية الاهتمام بالكتاب و العودة اليه.

الآن : كيف هي  علاقة دار الثقافة بالجمعيات و الشخصيات الثقافية و الفنية و الادبية؟

مديرة دار الثقافة : الابواب مفتوحة على مصراعيها لكل من يهمه الامر و علاقتنا بالجميع طيبة مبنية على اسس الاحترام و التقدير و دائما مبدانا و شعارنا نحن لا نقصي احدا.

الآن : و هل من جمعيات فاعلة متعاملة بإستمرار مع دار الثقافة؟

مديرة دار الثقافة : منها الكثير و اخص بالذكر لا الحصر بعضها كجمعية أثار العابرين للثقافة و الأدب لولاية وهران و جمعية وحي المثقفين و جمعية الإزدهار الثقافي و الفني و جمعية كنوز الباهية الثقافية و جمعية الصحة و جمعية أصول الثقافية و جمعية افق الامل الثقافية و جمعية لمة الاحباب و كافة الجمعيات المنضوية تحت منظمة المجتمع المدني ذات الصلة بالثقافة و بالمختصر المفيد دار الثقافة متفتحة على جميع الجمعيات مواكبة و مرافقة لبرامجها.

الآن : بلغنا انك تنتظرين إحالتك على التقاعد؟ و لا شك ان دار الثقافة ابراهيم زدور القاسم وهران و الساحة الثقافية الوهرانية بصفة عامة ستفقد بتقاعدك رقما ثقافيا مهما قدم الكثير للثقافة و المثقفين و سجل حضورا يوميا حافلة بالعطاء و المنجزات و التسيير المحمود

مديرة دار الثقافة :نعم انتظر افادتي بقرار الاجابة على التقاعد بعد ما كنت اودعت ملفا في ذات الصدد. فقد قمت بواجبي كاملا غير منقوص و قطاع الثقافة زاخر بالاطارات التي بامكانها تعويض فراغي باقتدار و الشكر كل الشكر الى العمال و الموظفين الذين تعاملوا معي بانان و الخاص دون ان انسى امتناني لكل المثقفين و الادباء و الفنانين و غيرهم الذين تجاوبوا مع برامج دار الثقافة بكل وعي و تفهم و مواظبة و استمرار.

الآن : الحديث معك شيق و ذو شجون و لكن لكل بداية نهاية فما كلمتك الأخيرة للاختتام؟

مديرة دار الثقافة : بالمناسبة اجدد دعوتي لجميع الفاعلين الثقافيين و الجمعيات ذات الصلة بتفعيل برامجهم و الالتفاف حول نشاطات دار الثقافة هذا الصرح الثقافي المفتوح للجميع و بالمناسبة من جهة اخرى أشكر جريدة الان على كرم زيارتها لدار الثقافة و محاورتنا مع الامان