عنوان: كيف يمكن للإنسان التوقف عن الموت في التفاصيل؟
✍إيمان منتصر :
الموت، هذا المصطلح الذي يُعتبر من أكثر المفاهيم تفصيلًا وعمقًا في حياة البشر. إنه ليس مجرد غياب الحياة الجسدية، بل يتعدى ذلك ليشمل الموت الفكري، وهو الموت الذي يحدث في دواخل الإنسان، حينما يفقد الشخص قدرته على التفكير والاهتمام بالأمور الجوهرية في حياته.
لكثير من الأشخاص، يمكن أن يكون الموت الفكري نتيجة للتفاصيل، تلك الأمور الصغيرة التي تأتي وتذهب في حياتنا اليومية. إنها الحادثة البسيطة التي تأخذ مكانًا كبيرًا في تفكير الإنسان، والتي تتحول إلى عقبة تحول دون استمتاعه بلحظات أخرى مهمة في حياته.
أمرأة مثل تلك الواقعة تجد نفسها غارقة تمامًا في التفاصيل. إنها تستنفر جميع قواها لاستكشاف كل جزء منها، وهي تصر على البقاء مُرهقة ومُحاولة عبثًا إصلاح الأمور التي قد لا تستحق ذلك.
وهناك نوع آخر من الأشخاص، هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم واعيين للغاية، يُدققون في الأشياء الضبابية، ويسعون دائمًا لرؤية ما لا يُرى بالعين المجردة. إنهم يعلمون أن الحقيقة ليست دائمًا واضحة، ولكنهم يبذلون جهدًا إضافيًا لفهم اللاشيء، لأنهم يعرفون أن كل شيء يحمل في طياته قصة مهمة.
ومن بين هؤلاء الأشخاص، توجد النساء والرجال الذين يختبئون وراء جدران من صمت. يكسرون أصابعهم كي لا ينقر الصدى بأبواب تلك الكلمات التي تحاول كتمانها. إنهم يعيشون حريقًا داخليًا، ويرفضون أن يُعرفوا بسببه، حتى يظلوا من الغُيّاب، بعيدين عن أعين الآخرين.
في الختام، هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في عالم التفاصيل ويحاولون التفكير العميق في كل شيء، يجب أن يتذكروا أنهم ليسوا مسؤولين عن كل ما يحدث في العالم. يمكن أن يكون التركيز الزائد على التفاصيل هو ما يؤدي إلى الموت الفكري. الحياة تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل، لكن من الضروري أن نتعلم كيف نمنح الأمور الجوهرية الأولوية ونترك التفاصيل تأخذ مكانها .