((عزة النفس لا تقدر بثمن ))

✍️شيخه الدريبي :

عزة النفس هي شيء داخلي يعبر عن العزة والكرامة وعدم الرضا بالتقليل من شأن النفس وهي أغلى ما يملك الإنسان ومن خلالها يحافظ على نفسه ويصونها ولا يقوم بالأفعال السيئة وأن تبتعد عن كل ما يقلل من قيمتك وهذا لا تعني أنك انسان معقّد أو صعب أو حسّاس بل تعني أنّك تقدّر نفسك ولا تتنازل عن كرامتك حتى لو جزء بسيط مخطئ من يعتقد أن عزة النفس هي الغرور والتكبر عزة النفس هي الارتقاء بالنفس وتشعرنا بالاكتفاء رغم الحاجة وتفسيرنا الخاطئ لمفهوم عزة النفس تجعل الفرص الثمينة هباءً والكرم هو أن تعطي أكثر من استطاعتك وعزة النفس أن تأخذ أقل ممّا تحتاج بقناعة لا تجبر نفسك على أحد ولا تجبر أحد عليك عزة النفس ان تتقمص دور المكتفي بأي شيء وأنت فى أمس الحاجة لكلّ شيء عزة النفس أن أضحك أمامك وفي داخلي جحيم مشتعل الحب جميل لكن عزة النفس أجمل بكثير وأرقى أنواع عزة النفس الصمت في الوقت الذي ينتظر فيه الناس انفجارك بالكلام عزة النفس ترغمني بأن لا أفرضها على من لا يقدرها واذا ابتسم لك الحظ فحذار من الكبرياء إنّ نفسية المرء خاصة ذات الكبرياء هي غابة متشابكة الأغصان يستحيل فهمها والتنبؤ بمساراتها الكبرياء وعزة النفس أن تقول لا شيء يحدث وكل الأشياء يحدث بداخلك وأن تقضي ساعات وأنت تكتب رسالة عتاب ثم تمحوها في ثوانٍ نحن أمة أراد الله لها العزة كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة لكي ترفع رأسك مرة أخرى ..

الدين المعاملة عامل الناس بما تحبّ أن يعاملوك به وهذا هو طريق العز والكرامة والتزام الإنسان بالدين والأبتعاد عن كل ما يشين السلوك الإنساني من ظلم وبغي وفساد وتجاوزوأن يتصف بكل ما يزين السلوك الإنساني من صدق وعفاف وإنصاف وخُلق ومودّة سيجعل منه إنساناً محترماً يأمنه الناس ويثقون به ويعزّونه وسيقابلونه بما يليق به فيزداد أتزن وأطمئنان في نفسه ويملأ رضا وارتياح بمن حوله وهذا مصدر للسعادة إن إحساس المرء بعزّة نفسه هو أن يشعر بالفخر والإعتزاز لأنّه خلق الله العظيم ويكون في سلوكه أقرب إلى الله وأعز وأكرم وأطهر وأطيب في لأنّه يحاول أن يتخلّق بأخلاق الله وبجماله وكماله ويقترب من إسم الرحيم فيكون رحيماً والعليم فيكون عالماً والعدل ليكون عادلاً واللطيف ليصبح لطيفاً وبهذا السلوك القويم يكون الإنسان مقبولاً بل محبوباً من قبل الآخرين فلا يشعر بالإهانة أو الذل لذاصاحب الناس الطيِّبين والمحترمين وابتعد عن الناس التفهاء والمنحطين الذين يحتقرون أنفسهم ويحتقرون غيرهم فلا يسمع من حوله إلاّ الكلام الطيِّب ولا يعاشر إلاّ مَن عشرتهم راحة ومرافقتهم غنيمة وسيبتعد بدوره عن كل كلام بذيء أو معاملة حقيرة وهذا ما سيزيده عزّاً وكرامة فالإنسان المؤمن عندما ينظر إلى آخر الطريق يجد مكانه في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين عندما يحسّ المؤمن بذلك يمتلأ عزّاً وكرامة ويفيض سعادة وراحة ويكتب له بكل خطوة في هذا الطريق وثوباً ومغفرة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى