الرقابة الذاتية

الكاتبة/ سلوى خلفان المقبالي

تعد تربية الذات أحد الجوانب الأساسية في نمو وتطور الأبناء فتلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تعزيز تربية الذات لدى الأبناء. وذلك من خلال حرص الآباء والأمهات على تعزيز تربية الذات لديهم وتعزيزها بالرقابة الذاتية و توفير بيئة داعمة وتعزيزية تساعد الابناء على بناء الثقة بالنفس وتنمية إيجابية لشخصيتهم .
في هذا المقال، سنتناول أهمية حرص الآباء والأمهات في تعزيز تربية الذات لدى الأبناء وكيفية تحقيق ذلك و بالإضافة الى حرصهم في غرس الرقابة الذاتية لدى ابناءهم من خلال
توفير بيئة داعمة ومحفزة للأبناء تشعرهم بالأمان والمحبة والتقدير في المنزل وغرس القيم الدينية في نفوسهم بتطبيق قاعد اسلامية و تمكنهم من تحقيق ذلك من خلال التواصل الإيجابي والاستماع الجيد إلى مشاكلهم ومشاركة أفراحهم وتشجيعهم في مختلف المجالات وذلك من خلال تشجيع التحفيز الذاتي لديهم بتطوير قدراتهم الشخصية وتحفيزهم لاكتشاف قدراتهم الجديدة وذلك بتوفير الفرص المناسبة والتحفيز الإيجابي عند تحقيقهم إنجازات مهمة وتشجيع الأبناء على تحديد أهدافهم والعمل على تحقيقها وتجاوز التحديات التي قد تواجههم هذا بالإضافة لتعزيز الثقة بالنفس فذلك جزءًا أساسيًا من تربية الذات من خلال دعم الأبناء وتشجيعهم وتعزيز إيمانهم بقدراتهم و إعطاءهم فرصًا لاتخاذ القرارات بشكل مستقل والتعامل مع المسؤولية وتجربة النجاح والفشل بشكل إيجابي ومساعدتهم بتعزيز المهارات الاجتماعية والتي تعتبر أساسية لنجاح الأبناء في حياتهم الشخصية والمهنية وتشجيعهم على التعاون مع الآخرين، وتعليمهم مهارات حل المشكلات والتفاوض، وتعزيز التواصل الفعال والاحترام للآخرين بالإضافة الى الاستقلالية لدى الأبناء وتشجيعهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة بشكل مستقل من خلال منحهم فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات اليومية وتنظيم وقتهم وإدارة مهامهم بشكل مستقل وبذلك يستطيع للآباء والأمهات أن يساهموا في بناء شخصيات أبنائهم القوية والمتزنة كأن يعززون قدراتهم ويمنحونهم الأدوات اللازمة لمواجهة التحديات في الحياة وتحقيق النجاح. لذا، يجب أن يكون حرص الآباء والأمهات في تعزيز تربية الذات لدى الأبناء مستمرًا ومستدامًا، وذلك ليحققوا رؤية أبنائهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة والنمو الشخصي المستدام مع مراعاة ماذكر يمكن للآباء والأمهات أن يكونوا نماذج إيجابية لأبنائهم ويساهموا في بناء جيل قوي ومتوازن.
اضافة الى تربيتهم على رقابتهم الذاتية لانه جزءا
لا يتجزء من تربية الذات فتُعد الرقابة الذاتية غرس عظيم، يبدأ من براعم الطفولة بالبيت، والمدرسة، والجامعة، والحي، والمسجد، والمجتمع، والمنشأة التي ينتمي إليها وظيفيًا، فالكل معني بغرس وتعزيز هذه القيمة، ولكل مرحلة طريقتها وقواعدها ونظمها التربوية الصحية والفعالة، وهذا لا يعني أن نتخلى عن دورنا في تعزيز قيمة الرقابة الذاتية.
أما تحميل المسؤولية لجهة دون جهة، وتخلي جهة عن دورها، فهو سلوك سلبي يعزز الأخطاء والممارسات السلوكية والأخلاقية المخالفة والخاطئة فالرقابة الذاتية مهارة أساسية لنجاح الأفراد في حياتهم الشخصية والمهنية وتبدأ من البيت فتلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تربية الأبناء على تطوير هذه المهارة المهمة فحرص الاباء والامهات في ترسيخ الرقابة الذاتية وتعزيزها وتفعيلها مطلب مهم، من خلال زرع قيمة الخوف من الله – عز وجل –في السر والعلن، والإيمان بقدرة الله عليه، وأن الله – سبحانه وتعالى – يراقبه في أعماله وسيحاسبه عليها، ومن خلال القدوة الحسنة، والتربية عليها، والنصح والتوجيه لها، إذ أن الرقابة الذاتية من المزايا العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف، فمتى عظم الوازع الديني ارتقت الرقابة الذاتية، ومتى ضعف الوازع الديني لدى الفرد، ضعفت الرقابة الذاتية عنده فالقدرة على تحديد الأهداف وإدارة الوقت وتنظيم المهام بشكل مستقل من خلال توفير الإرشاد والتوجيه من قبل الأسرة لأبنائهم في تعلم الرقابة الذاتية بحد ذاته يعتبر نجاح عظيم لدى الابناء منذ الصغر وذلك من خلال توضيح أهمية وفوائد الرقابة الذاتية وكيفية تحقيقها في حياتهم اليومية وتشجيع الأبناء على تحديد الأهداف الشخصية وتخطيط الوقت وتحقيق التوازن بين العمل والترفيه عن طريق تطوير مهارات التخطيط والتنظيم وتعليمهم كيفية تحديد الأولويات وتنظيم المهام بشكل فعال وكذلك بإمكانهم استخدام أدوات مثل الجداول الزمنية والتقويمات لمساعدة الأبناء في إدارة وقتهم بشكل منظم إضافة الى تشجيعهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة بشكل مستقل و تحمل عواقب أفعالهم والعمل على تصحيح الأخطاء عندما يكون ذلك ضروريًا و تنمية مهارات الانضباط الذاتيً فأنه يعتبر جزءاً اساسياً من الرقابة الذاتية يمكن تحقيق ذلك من خلال تعليمهم كيفية التحكم في ردود الفعل العاطفية والتأقلم مع التحديات والصعوبات و تشجيع ابناءهم على ممارسة الصبر وتحقيق التوازن في حياتهم وتوفير نماذج إيجابية أمرًا حاسمًا في تربية الأبناء على الرقابة الذاتية ويجب على الآباء والأمهات أن يكونوا نموذجًا يحتذى به في تطبيق مبادئ الرقابة الذاتية. من خلال مشاركة خبراتهم الشخصية في تحقيق النجاح من خلال الرقابة الذاتية وتحفيز أبنائهم على محاكاة هذه السلوكيات الإيجابية بتذكيرهم بوجود الله في كل مكان وزمان وتأديب الضمير بالخوف من الله دوماً وبهذه الطريقة، يمكن للأبناء أن يكونوا أكثر فعالية ونجاحًا في إدارة حياتهم وتحقيق أهدافهم بشكل مستقل.

Related Articles

Back to top button