حسن نيتك تتحسن أحوالك
✒️ صَالِح الرِّيمِي :
عندما تكون نقيًا من الداخل يمنحك الله نورًا من حيث ﻻ تعلم، ويحبك الناس من حيث ﻻ تعلم، وتأتيك مطالبك من حيث ﻻ تعلم، فصاحب النية الطيبة والحسنة هو من يتمنى الخير للناس دون إستثناء، لأنه يعتقد أن سعادة اﻵخرين لن تأخذ من سعادته وغناهم لن تنقص من رزقه وصحتهم لن تسلبه عافيته، ولهذا هو دائماً يرجو أن من أصحاب النوايا الطيبة..
وفي هذا السياق أنقل لكم قصة حصلت بين زوجين تدور حول النية الطيبة والحسنة، يقول الزوج: يومًا نويت أن أشتري هدية لأمي باختيار زوجتي، فاصطحبت زوجتي إلى محل للهدايا معي وقلت لها: أريدك أن تختاري لأمي هدية كما تحبين أن تختاري لها، فشعرت زوجتي بالغيرة التي أحرقت قبلها من هدية أمي، فاذ بها تختار هدية متواضعة قليلة الثمن بسيطة الشكل، ثم قمت بتغليف الهدية.
وفي المساء دخلت المنزل وأنا أحمل بين يدي ذات الهدية نفسها التي اختارتها زوجتي لأمي كما كانت تظن، وفجأة قدمت الهدية لزوجتي وليس لأمي، وأنا ابتسم في هدوء قائلًا لها: حبيبة عمري أحببت لكِ أن تختاري هديتكِ بنفسكِ لتكون كما تحبينها أنتِ..
أصيبت زوجتي بإحباط شديد، وأرخت رأسها في خجل لأنها لو أحبت لغيرها ما تحب لنفسها لكانت هديتها أجمل، انتهت القصة ولم ينتهِ الكلام، لذا علينا تغير تتغير نياتنا للاحسن وأساليبنا الحياتية اليومية البسيطة، وطريقة تعاملنا مع الآخرين، وسنجد سعادتنا، فكما يقال وعلى نياتكم ترزقون.
*ترويقة:*
حينما نحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا لن نجني ثمرة هذا الجمال الروحي في الحُب إلا نحن، وحين نراوغ وندعي أننا نحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا نحن الخاسرين في المقام الأول، فالحياة مواقف، والمواقف تفضح صدق مشاعرنا من عدمها، فحين نمنح الحُب للآخرين دون مقابل لن نخسر شيئًا، فالسعادة الحقيقة بالعطاء وليس بالأخذ.
*ومضة:*
حسن نيتك تتحسن أحوالك!! فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*