تقاسم السعادة مع غيرك
✍ صَالِح الرِّيمِي :
يختلف منظور ومفهوم السعادة من فرد لآخر؛ إلا أنها شعور عام يشعر ويشترك الناس به؛ أي أنها متاحة في يد الجميع، فالناس تختلف في طباعها واتجاهاتها؛ حيث قد يرى البعض السعادة بالمال والبعض الآخر قد يرى السعادة بالإنجاز والنجاح..
لكن من منظوري أرى أن السعادة مفهوم من غير الممكن رؤيته ولمسه، بل يظهر على الفرد الذي يعيش داخل محيطها، وترتبط السعادة بالرضا والقناعة والراحة؛ حيث تجد النفس البشرية الهدوء وراحة البال.
من هذا المنطلق تذكرت قصة أحد الأشخاص عندما قام بعرض لعبة على أطفال أحد القبائل الإفريقية البدائية عندما كان زائرًا لتلك القبيلة، حيث وضع سلة من الفاكهة اللذيذة قرب جذع شجرة، وقال لهم: أول طفل يصل إلى الشجرة سيحصل على السلة بما فيها، وعندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ بهم أنهم يسيرون سويُا ممسكين بأيدي بعضهم البعض حتى وصلوا الشجرة جميعًا، وتقاسموا الفاكهة اللذيذة..
سأل أكابرهم لماذا فعلوا الأطفال ذلك فيما كل واحد بينهم كان بامكانه الحصول على السلة له فقط؟!
فأجابوه بتعجب: كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدًا فيما الباقين تعساء؟!
تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الذي ضاع من نفوس ترى نفسها فوق غيرها، وضاعت السعادة في بعض المجتمعات المتعالية التي تعتبر نفسها مجتمعات متحضرة!؟
*ترويقة:*
وأخيرًا تقول إحدى المشاهير:
تمنيت لو أنني أدركت مبكرًا المعنى الحقيقي للسعادة، فمعظمنا لا يدرك إلا متأخر،ا أن السعادة حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، إن السعادة اختيار يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط، ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
*ومضة:*
لقد تعلمتُ أن السعادة الحقيقية هي أن أُدخل السعادة إلى قلوب الآخرين، فكل شيء ينقص إذا قسمته على اثنين إلا السعادة فإنها تزيد إذا تقاسمتها مع الآخرين، فتقاسم السعادة مع غيرك.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*