الجزائر تحيي ذكرى اليوم الوطني للمجاهد

الآن _محمد غاني
قام الشعب الجزائري الأحد 20 أوت 2023 باحياء ذكرى اليوم الوطني للمجاهد وهي الذكرى المزدوجة للهجوم على الشمال القسنطيني 20 اوت 1955 ومؤتمر الصومام 20 اوت 1956 وتعد أحداث الشمال القسنطيني منعطفا هاما في مسار ثورة نوفمبر 1954 حيث كان العقيد الشهيد زيغود يوسف يدرك فعلا ثقل المسؤولية، إلا أنه أراد أن يشارك من معه من القادة الرفاق وقبيل انعقاد مؤتمر الصومام، كلف الشهيد البطل الرائد عبد العالي بن بعطوش الطبيب المتحصل على شهادة ليسانس في العلوم القانونية والإدارية بهندسة ارضية مؤتمر الصومام فكان لزيغود يوسف ما أراد فقام الشهيد بإعداد نصوص قانونية تنظم عمل اللجان والمجالس الشعبية في القاعدة التي أنشئت بديلا عن المجالس والقوانين الفرنسية الجائرة، فكان المشروع يضم التقسيم الإداري للولايات التاريخية الستة، والتنظيم العسكري لجيش التحرير الوطني الذي لازال ساريا إلى الآن، وتحديد بنود وقرارات سياسية وعسكرية وإجتماعية مهمة ومصيرية، مست مختلف الجوانب التنظيمية للثورة الجزائرية والتي تم المصادقة عليها كليا في مؤتمر الصومام في اجتماعهم المؤرخ في 20 أوت 1956 من طرف القادة الستة وتمحورت الأطر التنظييمية في اصدار وثيقة سياسية شاملة تعتبر قاعدة إيديولوجية تحدد منهجية الثورة المسلحة مرفقة بتصور مستقبلي للآفاق والمبادئ والأسس التنظيمية للدولة الجزائرية بعد استعادة الاستقلال و تقسيم التراب الوطني الى ست ولايات و كل ولاية تتضمن عددا من المناطق والنواحي والأقسام وجعل العاصمة منطقة مستقلة وهذا كله من، أجل تسهيل عملية الاتصال والتنسيق بين الجهات. الى جانب توحيد التنظيم العسكري وذلك من خلال الاتفاق على مقاييس عسكرية موحدة لمختلف الوحدات القتالية للجيش التحرير الوطني المنتشرة عبر ربوع الوطن ، فيما يتعلق الأقسام الرتب والمخصصات والترقيات والمهام و الهيكلة أما التنظيم السياسي فتناول فيه المؤتمرون التعريف بمهام بالمحافظين السياسيين والمجالس الشعبية واختصاصاتها والمنظمات المسيرة للثورة وكيفية تشكيلها.. الشهيد زيغود يوسف مهندس هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 تولى قيادة المنطقة الثانية بعد إستشهاد قائدها ديدوش مراد في جانفي 1955 و الولاية الثانية بعد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 إلى غاية إستشهاده.
مولده ونشأته :
ولد زيغود يوسف في 18 فيفري 1921، بقرية “سمندو” التي تحمل اليوم اسمه و التي كانت تابعة لولاية سكيكدة وتقع حاليا شمال ولاية قسنطينة، زاول تعليمه في الكتاتيب لحفظ القرآن كما درس في المدرسة الابتدائية ونال شهادة التعليم الابتدائي. ولأسباب كثيرة وظروف صعبة توقف عن متابعة تعليمه.
نضاله :
تأثر زيغود يوسف في طفولته بخطب ابن باديس، انخرط وعمره 17 عاماً في حزب الشعب الجزائري وأصبح سنة 1938 المسؤول الأول للحزب “عنابة”.
بعد انتخابه ممثلاً لحركة انتصار الحريات الديمقراطية انضمّ للمنظمة_الخاصة( L’OS ) التي أُوكل إليها توفير الشروط الضرورية لاندلاع الكفاح المسلح وكان لمجازر الثامن مايو 1945 الأثر البليغ في انضمامه إلى الحركة و في سنة 1950 ألقت الشرطة الاستعمارية القبض على زيغود يوسف بتهمة الانتماء إلى المنظمة الخاصة إلى غاية أبريل 1954 تاريخ #فراره من سجن عنابة.
الثورة و_حرب التحرير :
في 1954 التحق باللّجنة الثورية للوحدة والعمل. في أول نوفمبر1954 كان إلى جانب ديدوش مراد، مسؤول الشمال القسنطيني الذي أصبح يُسمَّى الولاية الثانية حسب تقسيم جيش التحرير الوطني وبعد مقتل ديدوش مراد، تولى زيغود يوسف خلافته ومن موقع هذه المسؤولية قام بتنظيم الهجوم الشهير، هجمات 20 أوت 1955 الذي كان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير، بعد عام كامل وفي 20 أوت 1956 انعقد مؤتمر الصومام الذي وضع الهياكل التنظيمية للثورة وعُيِّن زيغود يوسف عضوا ب المجلس الوطني للثورة الجزائرية مع ترقيته إلى رتبة “عقيد” في جيش التحرير وتأكيده قائداً للولاية الثانية
إستشهاده :
بعد عودته إلى الولاية الثانية وشروعه في تنفيذ قرارات المؤتمر، وخلال إحدى جولاته لتنظيم الوحدات العسكرية سقط زيغود يوسف شهيدا في فخٍ وضعه العدو الفرنسي يوم 23 سبتمبر 1956 في سيدي_مزغيش سكيكدة وعمره لم يتجاوز 35 سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى