أمواج الحنين
✍🏻/ علي الخبراني :-
ينـام قريـر العيـن مـن ليس يعشقُ
وذو العشق في بحر الصبابة يَغْرَقُ
يصارع أمواج الحنين وفي الضحى
بمشروبه فـي مجلس القوم يَشْرَقُ
إذا أخـذَ المشـروبَ لاحـت أمامه
مراشِـفها والثـغـرُ بالثـغـرِ مُلْصْقُ
فـقـام بِـلا وَعْـيٍ يُـقَـبِّـلُ كـأْسَـهُ
وكـاد بِذِكْرَاهَا من الشـوق يُصْعَقُ
ومـا عـاد يـدري مـا يقـول رفـاقُـهُ
وغادرهـم يُخْفـي دمـوعـاً تَرَقْرَقُ
يهيـم وحـيـداً لا يـرى غـيـر طيفَها
يُـعـاتِـبُـها فـي الهجـر قـلـبٌ مُمَزَّقُ
فياليت شعري هل إذا زاد هجرُها
وضاقت به الدنيا من الشوق يُعْتَقُ
وهل يـهتـدي يـومـاً له نبض قلبِها
وتبقىٰ على عهدٍ مـن الهجر أسْـبَقُ
فلا والـذي أبكى وأضـحك والـذي
أمـات وأحـيـا والـذي مِـنْـه نُـرْزَقُ
لأنت التـي أعطاك قلباً ولم يجد
سـواك على عهد الصـبابـة أَوْثَـقُ
وأنت التـي لولاك ما كان شاعراً
يعاتبه فـي البوح بالوجد أحْمَقُ
ولـولاك مـا زار المشـيـب قَـذالـهُ
وضاقت به الدنيا كما ضاق خَنْدَقُ
فلا تتركـي من ذاب شوقاً مُسَهَّداً
ولا توصدي باباً من الوجْـد يُطْرَقُ
ولا تحرمـي من لم يجد غير قلبه
فـجـاد بـه والنفسُ بالقلب تَلْحَقُ
تعـالـي أعـيـدي نومَهُ قبلَ يومِهِ
أعيدي له روحاً من الحُزْنِ تَفْهَقُ
وكونـي له فـي آخـر الليل نجمةً
بها يهتـدي أو سَـلْوَةً حيـن يَـأْرَقُ