*حتى أشكرك أمام ربي*

✍️صَالِح الرِّيمِي:- 

العطاء الحقيقي حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل، وحينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك العطاء، وكما قال الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ
لا يذهبُ العرفُ بين الله والناس
أفعل الخير، فالعطاء صفة لم يمنحها الله لكل البشر، وهو خُلق كريم وصفة حميدة تجعل البشر ترتقي إلى درجات عُلا..
في إحدى محاضرات الدكتور محمد راتب النابلسي حيث يقول: كنت يومًا أتابع برنامج في لقاء تلفزيوني، فسأل المذيع ضيفه وكان تاجرًا يملك الملايين، ما أكثر شيء أسعدك في حياتك؟
فقال الرجل: مررت بأربع مراحل للسعادة في حياتي، حتى عرفت معنى السعادة الحقيقية!

الأول: إقتناء الأشياء، لكني ما وجدت السعادة التي أردتها.! والثاني: إقتناء الأغلى، لكن وجدت أن تأثيرها وقتي، ينطفئ بريقها سريعاً.! والثالث: إمتلاك المشاريع الكبيرة، كشراء فريق كرة، أو منتجع سياحي، ولكن لم أجد السعادة التي كنت أتخيلها.! والرابع: طلب مني صديق أن أساهم بشراء كراسي متحركة لمجموعة من الأطفال المعاقين.

وهنا تكمن القصة:
وبالفعل تبرعت فورًا بشراء الكراسي، لكن صديقي أصرَّ أن أذهب معه وأقدم هديتي للأطفال بنفسي، وفعلًا ذهبت معه وقدمت لهم الكراسي بنفسي، ورأيت الفرحة الكبيرة على وجوه الأطفال وكيف صاروا يتحركون في كل إتجاه بالكراسي وهم يضحكون ملء قلوبهم وكأنهم في الملاهي..
لكن ما أدخل السعاده الحقيقية على قلبي هو تمسك أحدهم برجلي وانا أهُمُّ بالمغادرة؟! حاولت أن أحرر رجلي من يده برفق، لكنه ظل ممسكًا بها بينما عيناه تركزان بشدة في وجهي.! فانحنيت لأسأله: هل تريد شيئًا آخر مني قبل أن أذهب؟ فكان الرد الصاعق الذي عرفت منه معنى السعادة الحقيقية وغيّر لي حياتي بالكامل.

قال لي الطفل: “أريد أن أتذكر ملامح وجهك حتى أعرفك حين ألقاك في الجنة، وأشكرك مرة أخرى أمام ربي”، فكيف بك أيها الإنسان تأكل ما تشتهي ولا تعبأ بأحد، ولا قريب، ولا صديق، ولا بجار، ولا بأخ، ولا بإنسان محتاج، ولا بشخص مريض، لا تحمل هم المسلمين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من لا يَرحم لا يُرحم).

*ترويقة:*

عليك أن تخرج من ذاتك وحب الإنا إلى خدمة الناس، فحينما تخدم شخصًا، أو تنفس عن كربة محتاج، أو تيسر مشكلة لإحد، أو تخفف الهم عن إنسان، فإنك بهذا العمل تتعبد ربك وتتقرب إلى الله تعالى، وقال الله تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).

*ومضة:*

إذا أردت أن تسعَد فأسعِد الآخرين، وستكون أنت أسعدهم، وأفضل يوم تحياه هو اليوم الذى تساعد فيه شخصًا آخر دون مقابل.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى