*الكلمة الطيبة صدقة*

✍️صَالِح الرِّيمِي :- 

تواصل معي أحد متابعي الكرام، وقال يا أخي ازعجوني الناس برسائل الصباح، “كصباح الخير ومساء الخير وكيف حالك وماهي أخبارك”، صدقًا طفشت من مثل هذه الرسائل الصباحية والمسائية.أن تصلني كل يوم، حتى فكرت أن أحظر بعض أصحاب هذه الرسائل..
فقلت له أحمد ربك أن أحدًا يصبح أو يمسي عليك، وهذا يدل على محبته لك، وسبحان الله النفس البشريه تحب أن تسمع الكلام الجميل، وأنا عن نفسي عندي متابعين الحمدلله بكثره مع ذلك لم استنكر على أي أحد منهم على أي رسالة صباحية أو مسائية، فقال هذا شأنك، ختامًا قلت له إن كنت منزعجًا بالفعل فأخبر صاحب الرسالة أن لا يرسل إليك مرةً أخرى، خير من أن تحظر كل هؤلاء. انتهى الكلام.

يوجد بعض الكلمات الإيجابية التي تقال بشكل يومي، من الممكن أن تغير يومك للأسعد، تملأه تفاؤلًا وطاقةً إيجابية، وإذا قيلت لك تشعر بتغيير في يومك، وتحسنه ولو لبضع دقائق، فلماذا لا تكون أنت سبب في سعادة أحدهم، وتغيير يومه للأفضل؟
لذا أجعل رسائلك الصباحية والمسائية عادة لك بين أهلك وأصدقائك ومتابعيك..
بكلمة قد تحزن شخصًا، وبكلمة قد تسعده، وبكلمة قد يرضى عنك الله، وبكلمة قد يسخط عليك، وبكلمة قد يحبك الناس، وبكلمة قد ينفروا منك ويبغضوك، لن تخسر شيئًا عندما تثني على الناس، وقد يحدث فارقًا في حياتهم، مُراعاة الآخرين والتعامل معهم بطيبة تشعرك بالإيجابية تجاه نفسك وتجاه الآخرين.

كما تسعد أنت بكلمة جميلة فغيرك أيضًا يسعد بها، فلا تبخل بكلماتك، وكما تؤذيك كلمة وتؤلمك، فغيرك أيضًا يتأذى ويتألم فأحفظ لسانك، واجعل كل كلماتك جميلة، ومؤثرة في حياة غيرك، والكلام السيء يؤذي، ولو ألبسته وشاح المُزاح! والكلمة الطيبة تسعد وتسُرّ، ولو كانت مجاملة، فالكلمة السيئة قد تفتت مجتمعًا، وقد تتفتت أسرةً بوشاية، وقد يخاصم الأخ أخاه، وبكلمة قد تقيم حروبًا على رقاب محبيك..
لذا حاول أن تجعل على لسانك حارسًا من نفسك ينتخب ألفاظك، واستبدل كل الكلمات التي قد تترك أثرًا سيئًا على الآخرين، بكلمات جميلة تعطي لهم التفاؤل والسعادة والحُب، وتنشر القيم الجميلة، وتبعد عنهم البغض والكره، مصداقًا لقول رسولنا الكريم: (الكلمة الطيبة صدقة).

*ترويقة:*

قد ترسل كلمات بسيطة لكن قد تغير ملامح أحد أو ترسم بسمة على وجهه، أو تنزل دمعة من عينه، أو تصنع بهجة في يومه، أو تكسر قلبًا كان يحمل لك ودًا..
فهل فكرت يومًا وأعدت صياغة كلماتك! قبل التفوه بها؟ هل تمهلت قبل الشروع بالقتل بكلماتك والفاظك وعباراتك وحروفك؟ فلا تجعل سيفك يستل على رقاب محبينك، فالإنسان يعبر الحياة مرةً واحدة، فإن كنت تستطيع أن تقدم احسانًا لأي مخلوق فلتفعله الآن، لأنك لن تمر من هذا الطريق مرة أخرى.

*ومضة:*

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوى بها في جهنم).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى