رائج

سِراجُ الأكوانِ.. شعر الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام والثقافة السعودي الأسبق

 

 

شعر الدكتور عبدالعزيز خوجه

يا بلادي تلفَّتَ الثَّقلانِ  …  كبُرَ المجدُ فوق هامِ الزّمانِ

 

وارتدى الأفقُ هيبةً من يُنادي … ني هلُمّوا هذا السّنا عُنواني

 

فأنا في ذُرى المَجرّاتِ نورٌ  …  وسراجٌ  لمجملِ الأكوانِ

 

أيُّ مرْقًى لي صهوةٌ أيُّ فضلٍ …  يا لفخرٍ قد هلَّ للإنسانِ

 

وأنا مَن بيتُ الإلهِ بقلبي  …  وضلوعي تضمُّه بحنانِ

 

وذراه العُلا وبنيانُهُ المعْـــــ  …  مورُ يضفي نورًا على البُنيانِ

 

ها هنا قبلةُ الوَرى في شِعابي  …  والأماني في ظلِّها الفَيْنانِ

 

مِشعَلُ الحقِّ والهدى في يَميني … واستضاءتْ بالمُصطفى أركاني

 

مَرحبًا ألفُ مرحبًا ردّدتْها  …  في وهادي أَعلى الذُّرى والمَحاني

 

وأجابتْها في المدى فرحةٌ نا  …  لتْ مداها في خافِقي وكَياني

 

أيُّ يومٍ يا مكَّتي هلَّ بشْرًا  …  وتباهتْ ساعاتُه والثّواني

 

يومَ أنْ عانقَ الإلهُ السَّماوا  …  تِ بأرضٍ .. شَوقانِ يلتقِيانِ

 

سبَّحتْ في العُلا ملائكةُ الـــ  …  لَّهِ حبورا للواحدِ الرّحمنِ

 

وسحاباتُ الخيرِ تهمي ثقالًا  …  والعطايا تسري إلى الظّمآنِ

 

وتباشيرُ المُصطفى تتوالى  …  والسّجايا تَتْرى على أجْفاني

 

ها هو الفجرُ باسمٌ يتغنَّى  …  والصّباحُ الوليدُ كالنَّشوانِ

 

قبّلَ الأفقَ نشوةً في هيامٍ  …  فعناقٌ يَسيلُ بالتَّحنانِ

 

ذاك (طهَ) يخطو على جنَباتي …  ذاك (طه) يعلو على الأقرانِ

 

الأمينُ الأمينُ يسطعُ شمسًا  …  وفلولُ الظلامِ في ذَوَبانِ

 

يا (محمّدْ) اقرأْ ولألَأَ ضوءٌ  …  وتعالتْ شمسُ الهدى في العَنانِ

 

والهتافاتُ مِن مدى الكونِ تتلو  …  في سماعِ الزّمانِ أحلى البيانِ

 

ها هو الوحيُ مِن أعالي الأعالي  …  ها هو النّورُ قد سَرى للعَيانِ

 

ضمّهُ الوحيُ مرّةً ثمّ أخرى  …  وتلاقى نورانِ متّصلانِ

 

يا (محمّدْ) .. أنت الرّسولُ فبلِّغْ  …  شفتانِ بالوحي تَرتعشانِ

 

*         *         *

 

دَثِّريني .. تلهّفتْ مُقلتاها  …  دثّرتْه بقلِبها المُتفاني

 

مسحتْ بالتَّحنانِ جبهتَه من  …  عرقٍ مسكٍ كانفراطِ الجُمانِ

 

يا ابْنَ عمِّي .. ودثَّرتْهُ حنانًا  …  وعيونُ الرِّضا عليهِ حَواني

 

يا لها مِن عقلٍ لبيبٍ وفهمٍ  …  شقَّ سِترَ الغيوبِ والأذهانِ

 

عرفتْ أنَّهُ الرّسولُ بلا ريْــــ  …  بٍ ومعصومٌ مِن أَذى الشّيطانِ

 

ذاك وحيُ الإله يأتي و(طه)  …  سيّدُ الرُّسلِ، خاتِمُ الأديانِ

 

تلكَ أمُّ الزّهراءِ مَن مثلُها في  …  قدرِها .. حسبُها رِضا الدَّيانِ

 

ورفيفُ الملاكِ جذلانُ يأتي  …  لحبيبِ  الإلهِ بالقرآنِ

 

فتلقّى من ربِّهِ ما تلَقّى  …  مِن كتابٍ مُنجَّمٍ بالأوانِ

 

مُحكَمٍ في تبيانِه وفصيحٍ  …  عربيٍّ مفصّلٍ بالمعاني

 

*         *         *

 

أيُّ خلْقٍ سوى الإلهِ كمالًا  …  وضياءً يَسري معَ الأزمانِ

 

أذِنَ اللهُ بالرّحيلِ لحِينٍ  …  ومضى في دربِ الهُدى الصّاحبانِ

 

مِن بقاعٍ هي الهَوى لبقاعٍ  …  هي عندَ الإلهِ أغلى مكانِ

 

كان في الغارِ رحمةً ثانِيَ اثنيْـ  …  نِ ويَجلو مكامِنَ الأحزانِ

 

هجرةٌ بعدَها رِضا وفتوحٌ  …  ثمَّ عوْدٌ في عزَّةٍ وأمانِ

 

و(سُراقَهْ)، قدْ هزّهُ الرّعبُ والمُهْـــ  …  رُ كبا، إذْ ساختْ له حافرانِ

 

عرفَ الحقَّ ثمَّ عاد بوعدٍ  …  و(السِّوارُ) حكايةُ الرُّكبانِ

 

والطّريقُ الطّريقُ يزهو جلالًا  …  واشرأبَّتْ جبالُه في افتتانِ

 

ذاك نورُ الكونينِ شعَّ بهاءً  …  ورمالٌ جذْلى منَ الهيَمانِ

 

عانقتْهُ الأرواحُ وهْيَ فداءٌ  …  وتسامى النّشيدُ في الآذانِ

 

مرحبًا يا خير الوَرى بقلوبٍ  …  فاض منها معنى الهوى الرّبَّاني

 

تلكُمُ الأنصارُ الميامِنُ بذْلًا  …  ووفاءً أهلُ الوغى والطِّعانِ

 

ثمَّ آخى الرّسولُ بينَ رجالٍ  …  صدَقوا ما قدْ عاهَدوا بتَفاني

 

وتجلَّتْ (بدرٌ) فهذا (عليٌّ)  …  في رحى الحربِ قاهرُ الشُّجعانِ

 

برقُه يهوي بالمنايا ويَروي  …  رمحَه مِن مَقاتلِ العُدوانِ

 

وتراءتْ أرضُ الوغى فإذا (حمـــ  …  زَةُ) يَسقيها بالنَّفيسِ القاني

 

تلكَ (بدرٌ) أقمارُها قد أضاءتْ  …  صفحاتِ التّاريخِ للفُرسانِ

 

تلكَ (بدرٌ) لم تُبْقِ للكفرِ أرضًا  …  وانطوى في بئرٍ مِنَ النِّسيانِ

 

وتلتها (بدريَّةٌ) ثمَّ أُخرى  …  والصّدى ترجيعٌ لصوتِ الأذانِ

 

وأنا مَن شقَّ الزّمانَ بنهْرٍ  …  مِن رجالٍ روَوْا جديبَ المعاني

 

أيّ (صِدِّيقٍ) في المَلَا كــ (أبي بكْـــ  …  رِ) المُلِمّاتِ ما لَه مِن ثاني

 

و(أبو حفصَ) فيصلٌ في يد العــ  …  دْلِ ِسنانٌ للحقِّ والإِيمانِ

 

والنَّدى (ذو النُّوريْنِ عثمانُ) يتلو  …  واللّيالي تُضيءُ بالفُرقانِ

 

و(عليٌّ) بابُ العلومِ تلَقَّى  …  سرَّها مِن يُنبوعِها النُّوارني

 

همْ صِحابٌ للمصطفى، فتحوا الأ  …  مصارَ أُسْدًا بمُحْكَمِ التِّبيانِ

 

حيثما ساروا نجمةٌ للحَيارى  …  حيثما حلُّوا دوحةٌ وأماني

 

هم سيوفٌ أرادَها اللهُ تَفْري  …  كلَّ كُفْرٍ في دولةِ البُهتانِ

 

فتهاوتْ في ذِلَّةٍ وهوانِ  …  هيبةٌ للطاغوتِ والأوثانِ

 

يا مناديَّ هل تمثَّلتَ مجدي  …  في ثنايا التّاريخِ والأوطانِ؟

 

جئتُ والعزُّ إخوةً في المعالي  …  وأنا والنُّهى معًا صاحبانِ

 

وحباني الإلهُ هديَ رسولٍ  …  فحماني مِن غَدرَةِ الحِدْثانِ

 

فصلاةٌ مِنَ الإلهِ عليه  …  كلَّ حينٍ ملءَ المدى والزَّمانِ

 

 

Related Articles

Back to top button