زهور البنفسج

 

بقلم الكاتبة/ منى حسن
أعشق الزهور عشقا جما حتى أن هناك ذكريات لي مع كل زهره فإذا رأيت الورد البلدي تذكرت من كان يزرعه ويربي عليه النحل ويهديني بعض زهورها الحمراء الجميلة.. وإذا رأيت القرنفل تذكرت الربيع في بيت أبي فكنت أشتريه وأزين به البيت وأضع بعض زهوره على شعري المنسدل الطويل آنذاك أما الأشجار والأوراق الخضراء فتذكرني ببيت جدي فكان اللون الأخضر المنتشر هنا وهناك يبهجني وينعش قلبي ، يالجمال ثمار البرتقال المدلاة من أشجارها وعيدان القصب وهناك أعواد العنب الأصفر المبهج وهنا البلح يطل علينا من نخلته العالية وكان لنا قريب شيخ كبير في السن كنت أطلق عليه عم جوافة لأنه يملك بداره شجرة جوافة علاقه عندما يراني يقطف لي منها ثمره ولم أذق في حلاوتها إلى الآن وهكذا لكل زهره عندي ذكرى وقصه.. أما البنفسج فله حكاية أخرى فكلما سمعت أغنية ليه يا بنفسج بتبهج وإنت زهر حزين كلما لفت نظري هذا التعبير لماذا الحزن والتشاؤم منه رغم بهائه وحسنه وبحثت عن ذلك فيما بعد فوجدته نبات عشبي معمر لا يعرف موطنه الحقيقي وأوراق على شكل قلب وله رائحة عطريه مميزه وأشكال أيضا متعددة يحكمها طول النهار أو قصره ويطلق عليه(فيو ليت)ومع جماله وبهاء حسنه ورائحته العطرية المميزة ينوب عن الحزن ويهدي في المآتم ويتشاءم منه البعض.. ياللهول فحظه العاثر كحظ بعض البشر يملكون الجمال ولا يملكون السعادة… وقرأت أن هناك أسطورة قديمة تقول إن زهرة البنفسج كانت فيما مضى تدعي (أبانش) وكان جمالها وحسنها زايد عن الحد لا تكاد تراه عين حتى تقع في غرامه….. وقد رآها (أبولو) ووقع في غرامه وراح يطاردها واستصعب عليها الأمر ولا تعرف إلى أين تفر منه فذهبت إلى(ديانا) إحدى حوريات الماء من خادمات الآلهة وسألتها تسلبها جمالها الذي أصبح وبالا عليها وجعلها مطمعا للطامعين فلما سمعت (ديانا) مقالته أجابت مطلبها وجعلت وجهها الأبيض المشرق أزرق اللون وبعد أيام ذهبت (أبانش) إلى (ديانا) تبكي جمالها المذاهب وتسألها أن ترد لها حسنها فرحتها (ديانا) وحولتها إلى زهرة البنفسج وقد أنشد بيرم التونسي شعرا في زهرة البنفسج وتغني بها صالح عبد الحي
ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين
والعين تتابعك وطبعك محتشم ورزين
ملفوف وزاهي يا ساهي لم تبوح للعين
بكلمه منك كأنك سر بين اثنين
وأجد أوجه شبه كبيره بين زهور البنفسج وبعض البشر ينشرون الفرح والبهجة فيمن حولهم على الرغم من قلوبهم المتألمة فهم كزهور البنفسج ينشرون أكثرهم الجميل في كل مكان يذهبون إليه ولا يسمحون للكآبة أن تعم أماكن تواجدهم.. هدفهم الكلمة الطيبة صدقه والابتسامة مفتاح القلوب فألمهم داخلي لا يظهروه لأحد… دائما منبع للخير والحب والتفاؤل.. قد تكون عثراتهم كثيرة، ولكن توقع لهم السعادة التي يهدوها لغيرهم…. واللوم كل اللوم على من يقابلك ويظهر عصبيه وسوء أدب لأن لديه مشاكل أو متعصب فمالنا ومال ضيقك فلتتقوقع داخل بيتك ولا تبلي بك الآخرين وتعامل ا معنا بسماحة الأديان والأعراف فإن البر لهين وجه طليق ولسان لين(عمر بن الخطاب).

Related Articles

Back to top button